خصوصية وتنوع وحكايات.. أبرز ما يميز "قصة حقيقية" لـ سالي عبد السلام

أسماء شكري

بدأت الإعلامية سالي عبد السلام مطلع يناير الجاري، في تقديم برنامجها الجديد بعنوان قصة حقيقية على قناة مصر الأولى.

البرنامج اجتماعي تفاعلي، ومن اسمه يتضح أنه يسلط الضوء على قصص أبطالها أشخاص حقيقيون من داخل المجتمع، إذ تتضمن كل حلقة قصة تُناقَش من قبل أحد المتخصصين، الذي يحاول طرح حلول للمشكلة وتقديم النصائح المناسبة لصاحب كل قصة.

نرشح لك: الفائزون بمسابقة إعلام دوت كوم لأفضل تقرير تلفزيوني لعام 2020

 

 

خصوصية أصحاب القصص

يستقبل البرنامج القصص المختلفة من خلال وسائل متعددة، عبر رقم واتساب خاص وأيضا على صفحة البرنامج على فيسبوك وإنستجرام، فضلا عن إتاحة استقبال المشكلة أو القصة عبر إرسالها من خلال رابط يتضمن إخفاء هوية المرسل؛ وهذا ما يضمن سرية بيانات صاحب المشكلة إذا ما أراد إخفاءها.

على سبيل المثال، خلال إحدى الحلقات أرسلت فتاة مشكلتها من خلال رسالة صوتية مسجلة عبر واتساب، وطلبت من القائمين على البرنامج تغيير نبرة صوتها حتى لا يعرفه أحد، وبالفعل تم ذلك تلبية لرغبتها وحفاظا على خصوصيتها، وأيضا يتم إطلاق أسماء مستعارة على أصحاب القصص احتراما لرغبتهم في عدم الإعلان عن هويتهم.

 

تنوع القصص

يتميز محتوى الحلقات بتنوع القصص التي تُناقش، فهي ليست مقتصرة على الحياة الزوجية فقط؛ وإنما يتيح البرنامج استقبال وعرض المشاكل بكل أنواعها تقريبا: النفسية والأسرية والعاطفية والعائلية ومشاكل العمل أيضا، وهذا ما يؤدي إلى تنوع حلقات البرنامج بحسب طبيعة كل قصة، مما يجعل المشاهدين يستفيدون بقدر أكبر من آراء المتخصصين في كل حلقة والتي تمس جوانب حياتية متعددة.

 

هناك حلقات ناقشت مشاكل تحدث ما بين الأزواج، وأخرى سلطت الضوء على بعض الاضطرابات النفسية وطرق علاجها، وغيرها طرحت قصص صراعات داخل بيئة العمل، فضلا عن حلقات ناقشت علاقة المرء بأصدقائه وبأفراد أسرته.

آراء المتخصصين

تستضيف سالي عبد السلام في كل حلقة أحد المتخصصين الذي يناسب طبيعة كل قصة، مثل: استشاري علاقات زوجية وأسرية أو أخصائي طب نفسي أو خبير مهارات التواصل أو خبراء تنمية بشرية وتعديل سلوك أو معالج نفسي؛ وهو ما يمنح المشاهدين خبرات متنوعة في عدة مجالات؛ يؤدي في النهاية إلى تحسن طريقة تعاملهم مع البيئة المحيطة بهم، سواء كانت الأسرة أو العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل.

 

وخلال كل حلقة، تُناقَش المشكلة من كل جوانبها ويتم تحليلها من قبل المختص؛ لمحاولة التوصل إلى حلول لها وتقديم نصائح أشبه ما يكون بـ “روشتة” لصاحب القصة، والذي يعد البطل الأساسي لكل حلقة.

رواية سالي عبد السلام للقصص

تحكي سالي عبد السلام في بداية كل حلقة القصة على لسان صاحبها، إذ تسردها بطريقة مبسطة ولطيفة قد تطول في بعض الأحيان، ومن مميزات عرضها للقصة أنها تضع نفسها مكان صاحب المشكلة؛ فتتحدث بلسانه وتحاول توصيل مشاعره للمشاهد وللمختص ضيف الحلقة.

 

نجد “عبد السلام” كذلك تروي في أغلب الحلقات مواقف شخصية حدثت لها؛ لتعطي لصاحب القصة والمشاهدين مثالا حيا يحاكي تجربتهم، مثل روايتها لموقف مع شخص كان سيتقدم لخطبتها ورد فعلها تجاه أحد مواقف والدته معها، وأيضا ضربها مثالا بنفسها عندما كان وزنها زائدا قبل سنوات ونصيحتها التي قدمتها لصاحبة المشكلة التي وصفت نفسها بأنها “بدينة”، بالإضافة إلى رسالة سالي عبد السلام المؤثرة لوالدتها في أولى حلقات البرنامج.

 

لا يخلو عرض سالي عبد السلام لمعظم القصص من خفة الظل وكذلك خلال المناقشة التي تدور بينها وبين المختصين ضيوف الحلقات، وتحرص في نهاية كل حلقة على تقديم وجهة نظرها لصاحب المشكلة على هيئة نصائح، وبالرغم من أنها من الممكن أن تصيب وتخطىء في ذلك؛ إلا أنها تفعل هذا بغرض معايشة بطل القصة أفكاره وحيرته، ومحاولة إرشاده إلى الصواب.

 

القصص حتى الآن معظمها لفتيات وسيدات، ولكن على الجانب الآخر يستقبل البرنامج المشكلات بكافة أنواعها من الجنسين، ومن المنتظر أن تطرح الحلقات المقبلة قصصا أكثر أبطالها رجال وشباب، فالتركيز في البرنامج على القصة نفسها وليس على نوع صاحبها، كذلك يتنوع ضيوف الحلقات من المتخصصين ما بين الرجال والنساء.