بسبب مباراة جامعية.. منتظر الزيدي الذي قذف جورج بوش يعود للأضواء

محمد إسماعيل الحلواني

اتخذت لقطات من مباراة جامعية لكرة القدم الأمريكية طريقها بسرعة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليس بسبب خسارة فريق جامعة فلوريدا أمام فريق جامعة ولاية لويزيانا فحسب، ولكن لسبب من أسباب الخسارة التي تسببت في انطلاق الكثير من المحادثات والنكات وكذلك بسبب سلوك غير رياضي عندما التقط اللاعب “ماركو ويلسون” حذاء أحد لاعبي الفريق الخصم ثم قام برميها على مسافة أكثر من 20 ياردة خارج الملعب”، في واقعة طريفة، وفقًا لموقع UPROXX.COM.

احتسب حكم المباراة ضربة جزاء ضد فلوريدا؛ الأمر الذي سمح لفريق لويزيانا بتسديد هدف من مسافة 57 ياردة، وفقد فريق فلوريدا أي أمل في حسم المباراة لصالحه.

نرشح لك: استغلال كورونا في نزاعات سياسية بين فلوريدا ونيويورك

وعلى الفور انتشرت النكات والصور الكوميدية التي غمرت وسائل التواصل الاجتماعي، مع الكثير من نكات “أوستن باورز” وكذلك الكثير من الصور وملفات GIF للصحفي العراقي منتظر الزيدي وهو يلقي حذائه على جورج دبليو بوش.

ومصادفةً تزامن تاريخ نشر لقطات مباراة كرة القدم الأمريكية مع تاريخ قذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه صوب الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في بغداد في 14 ديسمبر 2008، أي في مثل هذا اليوم منذ 12 عامًا.

كان منتظر الزيدي مراسلاً لقناة البغدادية، ولم يكن لديه انتماء سياسي، وهو مسلم شيعي، يبلغ من العمر 41 عامًا، ولد ونشأ في مدينة الصدر في ضواحي بغداد، وتخرج في كلية الإعلام بجامعة بغداد، وكان الزيدي ينظر للاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة على أنها تعزيز لقبضة الاحتلال، وكان أول ظهور للزيدي على الساحة العالمية فور اختطافه من قبل جماعة مجهولة، واعتقلته القوات الأمريكية مرتين.

وطلب المغرد الأمريكي “ترافيس ألين” من منتظر، في تغريدة، التعليق على لقطة قذف الحذاء في المباراة، ليرد منتظر: “يا إلهي O.M.G.”.

وفي 14 ديسمبر 2008، بينما كان الرئيس الأمريكي السابق بوش في زيارة للعراق للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته بغرض الاحتفال بإقرار الاتفاقية الأمنية، وخلال المؤتمر الصحفي بحضور نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي السابق، فوجئ الحضور بالصحفي منتظر الزيدي يقذف حذائه على بوش محاولاً إصابته وإهانته جراء المأساة التي خلفها الاحتلال الأمريكي في بلده، ومع إلقاء فردة حذائه الأولى قال الزيدي لبوش: “هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي أيها الكلب”، وقال وهو يرمي الفردة الأخرى: “وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين تقتلهم في العراق”، وعلى الفور تكالب عليه حرس بوش وطرحوه أرضًا، قبل أن يسحبوه خارج القاعة.

وسمعت صرخات الزيدي من غرفة مجاورة، وعلق بوش على الواقعة قائلاً: “كل ما أستطيع قوله إن الحذاء مقاس عشرة”.

وفي ذلك الوقت، أكدت نقابة الصحفيين المصرية تضامنها مع الزيدي، مطالبة بالحفاظ على سلامته وإطلاق سراحه، وحمّل اتحاد المحامين العرب الحكومة العراقية وواشنطن مسؤولية سلامة وحياة الزيدي، وتوالت العروض على الزيدي رغبة في شراء حذاءه التاريخي وظهرت لعبة على الإنترنت إلى أن حوكم الصحفي العراقي الذي أفرج عنه في سبتمبر 2009 قبل أن يتم سنة في محبسه.