7 أفلام أثارت جدل بمهرجان القاهرة.. بينهم فيلم اتهم مخرجه بالتحرش

هالة أبو شامة

عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ 42 التي انتهت فعالياتها مؤخرًا، 83 فيلمًا من مختلف دول العالم، تنوعت ما بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والتسجيلية والوثائقية، وغيرها، ومنها ما أثار الجدل وما مر مرور الكرام.

الجدل هنا لا يرتبط بحب الجمهور لقصة الفيلم، وإنما ربما يكون أيضًا بسبب الصدمة التي أصابتهم تجاه ما شاهدوه، أو ما تم تداول من شائعات حول سرقة الفكرة أو تورط أحد صناعه في واقعة مشينة.

نرشح لك: القائمة الكاملة لجوائز الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي

وفيما يلي يستعرض “إعلام دوت كوم” أبرز الأفلام التي أثارت جدل الجمهور خلال أيام المهرجان:

1- غزة مونامور

الفيلم روائي مدته 87 دقيقة، عرض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، وحصل على تنويه خاص وجائزة أفضل فيلم عربي مناصفة مع فيلم “نحن من هناك”، وهو من إخراج الأخوين عرب وطرزان ناصر، وإنتاج فلسطين، فرنسا، ألمانيا، البرتغال.

تدور أحداثه حول قصة الحب التي تنشأ بين صياد ستيني، وسيدة أرملة تعمل في نفس السوق التي يعمل به، إلا أن عثوره على تمثال “أبولو” يوقعه في عدة مشاكل مع الشرطة، التي أرادت أن تتحقق مما إذا كان التمثال أثر أم لا.

تضمنت المشاهد العديد من اللقطات الطريفة التي أداها الصياد، وظن البعض أن الفيلم سيتطرق للحديث عن القضية الفلسطينية أو إقحامها بأي شكل من الأشكال خلال الأحداث، إلا أن ذلك لم يحدث واكتفى المخرج بالإشارة لها من بعيد دون أن يخوض في تفاصيلها، لكن ما كان صادمًا للجميع هو جرأة المضمون، فالتمثال الذي تم العثور عليه كان منظره فجًا بالنسبة للمشاهد العربي، الذي لم يعتاد على مشاهدة تفاصيل صريحة لجسد الإنسان على الشاشة.

2- حظر تجول

الفيلم روائي مدته 94 دقيقة، عرض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، وحصلت بطلته الفنانة إلهام شاهين على جائزة أفضل ممثلة مناصفة مع بطلة الفيلم الروسي “مؤتمر”، وهو من إخراج أمير رمسيس، وإنتاج مصري.

تدور أحداثه خلال عام 2013، الذي طُبق فيه حظر التجول على المواطنين بسبب الأحداث السياسية آنذاك، حيث تخرج “فاتن” التي تجسدها الفنانة إلهام شاهين، من السجن لتلتقي بابنتها الوحيدة “ليلى”، التي تجسدها الفنانة أمينة خليل، بعد 17 عامًا، إلا أن كره الأخيرة لوالدتها ولد نوعًا من الصراع بين كلا الفنانتين.

اسم الفيلم استدعى في مخيلة الجمهور افتراض ثبت عكسه في النهاية، وهو أن أحداثه ستتناول بعض المشاهد أو الأحاديث السياسية بين الممثلين، لكن ما حدث هو أن المخرج استغل فكرة حظر التجول ليبرز مشاعر الخوف والحب والتضحية لدى الأم، ومدى قدرتها على تحدي المخاطر لتحافظ على حياة من تحبهم.

أداء إلهام شاهين، كان مفاجئًا، ونظرات الجمهور وتصفيقهم وتعليقاتهم عقب انتهاء الفيلم، كانت توحي بأن دور “فاتن” كان ميلادًا جديدًا لها.

3- عاش يا كابتن

الفيلم وثائقي مدته 95 دقيقة، عرض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، وحصل على ثلاث جوائز هي الهرم البرونزي، وإيزيس، ويوسف شريف رزق الله، وهو من إخراج مي زايد، وإنتاج مصر وألمانيا، والدنمارك.

توثق أحداث الفيلم قصة بطلة رفع الأثقال أسماء رمضان، الشهيرة بـ “زبيبة”، مع مدربها الكابتن رمضان، الذي دربها هي وزميلاتها في مكان صغير وسط الطريق في أحد شوارع مدينة الإسكندرية.

الدقائق الأولى للفيلم كانت مملة، وأحداثها رتيبة، ربما ما كان ينعش الجمهور قليلا بين الحين والآخر هو خفة الدم التي اتسم بها الكابتن رمضان، لكن تحسنت أحداث الفيلم وبدأت تشد المشاهد بعض أن وقع أمر مفاجئ لأحد الأبطال أثر على مسار الأحداث كلها.

عقب انتهاء الفيلم، الذي عرض في وقت متأخر نسبيا انتظر الجمهور متلهفين لمشاهدة أبطاله الحقيقيين، فوجودهم على المسرح كان مهما لتكتمل القصة النهائية للفيلم، إذ أراد الجمهور أن يعرف ما حدث لهم في الوقت الحالي.

لم تمر أيام قليلة حتى شوه ذلك النجاح بعد تداول البعض أنباء تفيد بأن المخرجة سرقت مجهود نظيرها عمروش بدر، إلا أن الأولى نفت ذلك مؤكدة على أن كل ما قاله ما هو إلا ادعاءات وافتراءات.

4- التيه

الفيلم روائي مدته 103 دقيقة، عرض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، وحصل على ثلاث جوائز هي هنري بركات لأحسن إسهام فني، والهرم الذهبي، وفيبريسي، وهو من إخراج بن شاروك، وإنتاج المملكة المتحدة.

تدور أحداثه حول السوري “عمر” الذي يجسده الفنان الشاب أمير المصري، والذي ينتقل من بلده إلى إحدى الجزر النائية في اسكتلندا ليحصل على طلب اللجوء، وخلال مدة إقامته يعيش العديد من المواقف المؤلمة التي تجمعه ببعض الأشخاص ممن ينتظرون الموافقة على لجوئهم أيضًا.

الأحداث كانت مترابطة ومتناغمة، وتم سردها بطريقة شيقة ركزت على الحالة الإنسانية فقط للشخصيات، وألوان الفيلم، التي بدت ساحرة أثناء انتقال المخرج من مشهد لآخر، كانت جاذبة لعين المشاهد، أداء “المصري” كان صدمة للبعض إذ جسد الشخصية ببراعة شديدة، حتى أن بعض من في قاعة العرض ممن لم يشاهدوا أعماله من قبل ظلوا يتساءلون عن الأعمال التي قدمها من قبل، ومن شاهده بالفعل في وقت سابق لم يصدق بأن ذلك الممثل الذي شارك في أعمال كوميدي خفيفة، يمتلك إحساس وموهبة كبيرة بهذا القدر.

5- نظام جديد

الفيلم روائي مدته 88 دقيقة، عرض ضمن القسم الرسمي خارج المسابقة، وهو من إخراج ميشيل فرانكو، وإنتاج المكسيك.

تدور الأحداث أعمال الشغب والقتل والتخريب التي تحدث في المكسيك بسبب العنصرية بين الأغنياء والفقراء.

مشاهد الفيلم صادمة بكل معنى الكلمة، رغم قسوته ودمويته إلا أنه لا يمكن تتركه وتخرج فأحداثه مشوقة، لكنها جريئة على أي حال، وكانت كافية على غير العادة بأن تجعل أكثر من نصف الحضور يبقون في أماكنهم بعد عرض الفيلم لمناقشة البطلة، عن سبب الفكرة التي فسرتها بأنها توقع لما يمكن أن تكون عليه المكسيك في السنوات المقبلة.

6- عنها

الفيلم روائي مدته 85 دقيقة، عرض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، وهو من إخراج إسلام العزازي، وإنتاج مصري.

الجدل الذي أثير حول الفيلم، جاء قبل عرضه بساعات، حيث أصدرت إدارة المهرجان بيانًا تعهدت من خلاله باستبعاد الفيلم من المسابقة إذا ثبت ما يدل على صحة ما تم تداوله بشأن اتهام مخرجه بالتحرش، وذلك للتأكيد على احترامهم للمرأة ورفض كل أشكال العنف ضدها.

واحترامًا للجمهور قرر المهرجان عرض الفيلم، إلا أنه لم ينل إعجاب من شاهدوه، فالأحداث تدور حول سيدة تعيش في حالة نفسية سيئة بعد مقتل زوجها الذي تورط في أمر خطير بالدولة.

وأتذكر حينها جيدًا حينما جاءت شارة النهاية لم يصفق أحد من الحضور على عكس العادة المتبعة عقب انتهاء كل فيلم، فيما تهامس البعض منتقدين القصة، إذ أنه لم يكن هناك مبرر لربط الأحداث بحقبة تاريخية بعينها، أو سبب وجود فقاعات صابون متطايرة في الشقة، أو حتى الإيحاءات الجنسية التي افتعلها المخرج بين السيدة وخادمتها في الأحداث.

7- عمار

الفيلم روائي مدته 90 دقيقة، عرض ضمن عروض منتصف الليل بالمهرجان، وهو من إخراج محمود كامل وإنتاج مصري.

نوه صناع الفيلم في بدايته على أن الأحداث مستوحاة من أحداث حقيقية، لكنني في حقيقة الأمر بعد مشاهدته شعرت وأنه مستوحى من فيلم آخر، إذ أن قصته مستهلكة منذ زمن، إذ تدور أحداثه حول أسرة مكونة من 5 أفراد تنتقل إلى قصر كبير، لتكتشف فيما بعد أنه مسكون بالأشباح التي تحاول القضاء عليهم جميعا.

عقب انتهائه لم أسمع حتى نهاية فعاليات المهرجان بأن أحد قد أعجبه الفيلم، وكل ما كان يتهامس به البعض هو ندمهم على حضوره.