الجارديان: "أسرار مقبرة سقارة" وثائقي استثنائي لـ نتفيلكس

محمد إسماعيل الحلواني

كتب المونتير وصانع الأفلام البريطاني “أندرو بولفر” تقريرًا، نشرته صحيفة الجارديان، سلط فيه الضوء على الفيلم الوثائقي “أسرار مقبرة سقارة” الذي وصفه بـ”الفيلم الرائع عن الاكتشافات غير العادية حول تراث مصر الفرعونية” والذي تبثه منصة نتفيلكس.

وقال “بولفر” أن الأكثر إثارة حول هذا الوثائقي هو أن “الأسرار” في هذه الحالة معروفة، منذ تصدرت عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم في عام 2019، واهتمت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية باكتشاف عشرات الحيوانات المحنطة في مقبرة سقارة، بالقرب من العاصمة القاهرة مباشرة، بما في ذلك شبل أسد، ومقبرة فرعونية لم يمسها أحد يعود تاريخها إلى الأسرة القديمة.

نرشح لك: موعد عرض “دراما كوين” لـ أبلة فاهيتا على نتفليكس

ولكن ما يجعل هذا الفيلم الوثائقي استثنائيًا هو تركيزه اللافت على الفريق الأثري المصري بالكامل، حيث يقومون بواجبهم بطريقة هادئة من أجل وضع نهاية لاحتكار البعثات الأجنبية الذي طال أمده للاكتشافات والتخصص في علم المصريات وإثبات العلاقة الوجدانية والأواصر العاطفية العميقة بين المصريين العصريين وبين الحضارة القديمة التي يكتشفون أسرارها.

وأضاف “بولفر”: “منذ قرون، كان التنقيب عن الآثار الفرعونية دائمًا من المهام متعددة الجنسيات، بمشاركة فرق الحفر من جميع أنحاء العالم. ولكن من الصعب تبديد الصور المهيمنة للفرسان البريطانيين الذين يرتدون خوذات اللباد أو المنشق على طراز إنديانا جونز؛ ولكن الهدف من هذا الفيلم الوثائقي، بصرف النظر عن التساؤل البسيط عما يجده المنقبون، هو تأكيد الملكية المصرية لتراث البلاد وتاريخها”.

والحق يقال، إن المصريين بارعون في أداء هذا العمل الشاق، إذ نشاهدهم في سباق مع الزمن. وبرع الفيلم الوثائقي في تقديم صورة واضحة للمشاهدين وكان أكثر فعالية في المقابلات التأملية التي أجراها صانعو الفيلم مع أعضاء الفريق من الأثرين والعمال بأكمله، من مدير الحفريات إلى عالم الأنثروبولوجيا الذي يعمل على إعادة تجميع الهيكل العظمي إلى رئيس عمال الحفار. ولفت بولفر إلى أن ما لم يعجبه في الفيلم، لأنه مصدر ألم محدود وصغير، ولكنه واضح هو: عدم تقديم أعضاء الفريق المصريين الذين تمت مقابلتهم إلا بأسمائهم الأولى فقط، وهي خطوة تثبت وجود قدر من التعالي مما يعني أن الغرب لا يزال يتلكأ ويماطل في الاعتراف بأن هؤلاء في الواقع خبراء عالميون في مجالهم.

وأضاف “بولفر”: “لقد اتحد التصوير الفوتوغرافي الغني بالألوان كأفضل العناصر الفنية للفيلم الذي نجح إلى حد بعيد في نقل الشعور بدقة للتضاريس والرسوم التوضيحية المصممة بشكل جيد وسلس لتوضيح ما يمكن أن يكون مزيجًا محيرًا من المعلومات من عمليتي حفر متوازيتين. حقًا كانت الاكتشافات غير عادية، والتعليقات عليها من قبل المشاركين رائعة بنفس القدر. هذه أشياء رائعة، تم تجميعها بسلاسة وتحمل اهتمامًا إنسانيًا حقيقيًا”.