خط دم.. كيف تصنع فيلم رعب "ما بيخوفش"؟!

إسلام وهبان

قبل ساعات من عيد الرعب “الهالووين”، قدمت منصة “شاهد VIP”، العرض الأول لفيلم “خط دم”، بطولة نيللي كريم وظافر العابدين، وتأليف وإخراج رامي ياسين، والذي يعد أول فيلم رعب عربي عن “مصاصي الدماء”.

الفيلم تدور أحداثه في جو من الإثارة والتشويق، حول أسرة تجد نفسها في مأزق بعد تعرض أحد أطفالها الصغار لحادث وتعرض حياته للخطر، مما يدفع الأبوين إلى خوض تجربة مجنونة لتحويل طفلهما إلى مصاص دماء ومواجهة المجهول، بعد خروج الأمر عن سيطرتهما.

نرشح لك: “خط دم”.. تجربة مصرية مبشرة عن مصاصي الدماء

الحالة التي أحدثها الإعلان التشويقي للفيلم فور عرضه، رفعت سقف التوقعات لدى المشاهدين، لمتابعة أحداث فيلم عربي تدور أحداثه للمرة الأولى حول مصاصي الدماء، وفي أجواء من الإثارة والرعب، لكن بعد عرض الفيلم، تباينت الآراء حوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

– أنا شوفت الرعب ما خوفنيش

رغم تأكيد صناع الفيلم منذ اللحظات الأولى للفيلم عن كونه أول فيلم رعب عربي عن مصاصي الدماء، إلا أن الفيلم لم يصل إلى درجة الرعب في أي من ألوانه. بالتأكيد تناول عالم مصاصي الدماء وما يحتويه من أساطير من الموضوعات التي تتميز بالغموض والإثارة والرعب، لكن أحداث الفيلم لم تعكس ذلك بشكل قوي.

فالفيلم لم يتناول التفاصيل المخيفة في عالم مصاصي الدماء الأسطوري، ورغم المؤثرات الضوئية والموسيقى التصويرية المميزة إلا أن صناع العمل لم يوظفوها بقدر يدب الرعب في قلوب المشاهدين، أو حتى يضعهم تحت ضغط نفسي كبير نتيجة الرعب الدموي أو النفسي الذي يتعرض له.

من الظلم بالطبع مقارنة المحاولة الأولى لتقديم فيلم رعب دموي أو نفسي في مصر والوطن العربي بما يتم عرضه في الأفلام العالمية، لكن عدم استغلال صناع الفيلم لفرصة خوض التجربة الأولى قد أضاع عليهم فرصة عظيمة في تفرد هذا العمل ووصوله لشريحة كبيرة من محبي هذا النوع من الأعمال.

– نيللي وظافر.. دويتو من دهب

استطاعت نيللي كريم خلال السنوات الماضية أن تخلق مكانة خاصة في عالم الدراما خاصة في الأعمال التي تعتمد على التعبيرات الجسدية والنفسية، من خلال آداء تمثيلي وحركي رائع ومتميز، وفي تعاون جديد مع ظافر العابدين، بعد مسلسل “تحت السيطرة”، استطاعا تقديم ثنائي من دهب، من خلال التناسق في ردات فعليهما وتعبيرات الوجه الذكية والمعبرة والتي تظهر مدى المعاناة التي يمران بهما، وقد استطاعا بشكل جيد توصيل هذه الحالة للمشاهد.

حركات نيللي كريم الرشيقة وقدرتها على التحكم في نبرات صوتها وتغييرها بشكل يتناسب مع المشهد، وخبرة ظافر العابدين وهدوءه وقدرته على خلق حالة من التوتر من خلال تعبيراته الجسدية أضفت حالة من الإثارة والتشويق بشكل جيد، وكانت العامل الأقوى في الفيلم.

– لوحات فنية ولمسة إنسانية بديعة

رغم تناول “خط دم” لواحدة من الأساطير المرعبة حول مصاصي الدماء، يغلب عليها لون الدم والقتل، إلا أن كثير من المشاهد تم تقديمها بشكل فني رائع كان من أبرزها مشهد النهاية الذي عبر عن معاني الأمومة والعطاء اللامتناهي، كذلك مشهد الصراع النفسي الذي تعرض له الطفل مالك، بعد علمه بتحوله إلى مصاص دماء، وما يعتريه من اضطرابات نفسية، كذلك مشهد موت ظافر العابدين بعد مطاردة الشرطة له وتعرضه لأشعة الشمس.

مشاهد عديدة أظهرت لمسات إنسانية بديعة، وكانت العامل الأبرز في الفيلم، وقد استطاع المخرج رامي ياسين تقديمها بصورة مميزة مزجت بين الإنساني والغرائبي، وجسدت الصراع بين الإنسانية والوحشية والرغبة في البقاء.

– فكرة جديدة ولكن..

لم تتعرض الدراما العربية من قبل لموضوع مصاصي الدماء إلا بشكل ساخر من خلال بعض المشاهد الكوميدية، وعلى الرغم من السبق الذي حققه صناع “خط دم” في خوض هذه التجربة بفكرة مميزة ومشوقة، إلا أن السيناريو عانى من العديد من المشاكل، التي أفقدت العمل الكثير من الإثارة، بداية من الأحداث غير المفهومة كتحول الأب (ظافر العابدين) إلى مصاص دماء، وعدم القدرة على إظهار ما يدور في العالم الخارجي، واقتصار الأحداث على ما يدور داخل الفيلا، فضلا عن مشاهد القتل التي لم تقدم في قالب رعب بشكل قوي بل جاءت عادية ومضحكة في بعض الأوقات، كذلك عدم وضع المشاهد في قلب الحدث من خلال تقديم فلاش باك على ما قبل الحادث، فضلا عن الموسيقى التصويرية التي لم يتم استغلالها بشكل يضفي المزيد من الإثارة والتشويق.

تاريخ الدراما مليء بالأزمات التي تتعرض لها الأعمال الأولى أو صاحبة السبق في خوض مساحة جديدة في عالم الفن، لكن يبقى “خط دم” خطوة جيدة وضرورية لتقديم المزيد من الأعمال في دراما الرعب والتشويق والماورائيات.