متى يتحول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان؟

محمد إسماعيل الحلواني

أجرت مجلة NetDoctor البريطانية حوارًا مع الدكتور نيكولاس جول، عالم النفس الإكلينيكي، وإليسا ماكريس، إخصائية علم نفس الأعمال في منصة الرفاهية المدعومة من مشروع الصحة العامة البريطاني، لمعرفة كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ على المستوى البيولوجي، وتحديد علامات التحذير لأنماط الاستخدام الإشكالية، ومشاركة بعض الاستراتيجيات من أجل أخذ التخلص من السموم الرقمية.

في البداية أوضح الدكتور جول أن هناك أخبار جيدة، ويقصد أنه لا يجب علينا أن نعيش حياتنا بناءً على طلب المنظور الذي تحدده شركات التكنولوجيا العملاقة.

نرشح لك: المعلومات المضللة ثقب أسود في تاريخ الإعلام الإخباري

ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي هو نوع من الإدمان السلوكي. هذا هو المكان الذي يشعر فيه الشخص بأنه مضطر للمشاركة بشكل متكرر في سلوك أو سلوكيات محددة بغض النظر عن أي عواقب سلبية قد تنعكس على رفاهيته، سواء كانت جسدية أو عاطفية أو مالية أو غير ذلك.

تاريخيًا، قد ينطوي الإدمان السلوكي على ممارسات سيئة مثل تعاطي المخدرات والتدخين والمقامرة والإفراط في تناول الكحول. ولكن إليسا ماكريس تعتقد أن أضرار الاستخدام المفرط للإنترنت ظهرت سابقًا في العديد من الدراسات السابقة، “إلا أن الاهتمام بالمشكلات التي قد تنشأ عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي كان أقل”. ومع إقبال 63 في المائة من سكان العالم – 3.81 مليار شخص – على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الباحثون والمهتمون يرون بعض المشاكل التي “تنشأ من الاستخدام المفرط.”

يعتمد الكثير منا على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأصدقاء والبقاء على إطلاع دائم على الأخبار وأثناء أوقات الفراغ. لكن متى تصبح هذه التبعية إدمانًا؟ أوضحت ماكريس: “يُنظر إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على أنه مشكلة أو إدمان عندما يبدأ الشاب في إظهار نمط غير وظيفي من السلوك مشابه لاضطراب السيطرة على الانفعالات”.
قد يواجه المستخدمون:

– الشعور الشديد بالغضب أو الإحباط إذا اضطر للابتعاد عن الشبكات الاجتماعية لفترة وجيزة.

– شعور بالرغبة في التركيز المستمر على ما يفوتهم، وما يفعله الآخرون، والاهتمام المفرط بالمحتوى.

– صعوبات نفسية مثل القلق والارتباك عند الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي.

– عدم التوازن – قد تشغل وسائل التواصل الاجتماعي معظم وقتهم وأفكارهم. حتى في حالة عدم استخدامها، فقد يستمرون في التفكير فيها.

– الشعور بالضيق والانشغال الذي يدفعهم للخروج أحيانًا إلى المساومة أو سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
يقول الدكتور جول: “يصبح الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي مشكلة عندما يعطل الحياة اليومية، ونعني بهذا تأثر الإنتاجية، واضطراب العلاقات، وضياع ساعات من تمرير أصابعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي – تحدث في وقت متأخر من الليل وتؤثر على النوم.”

إذا كنت قلقًا بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، مدفوعًا برغبة لا يمكن السيطرة عليها لاستخدامها، وخصصت الكثير من الوقت لفيسبوك، وتويتر، أو تطبيقات أخرى تؤثر على جوانب مهمة من حياتك، فقد حان الوقت لإعادة التفكير والتقييم لعلاقتك مع هاتفك الذكي.