هل تكشف حسابات السوشيال ميديا معلومات دقيقة عن شخصية صاحبها؟

محمد إسماعيل الحلواني

يستخدم غالبية الأمريكيين شكلًا واحدًا على الأقل من مواقع التواصل الاجتماعي، ولديهم جهات اتصال تتراوح من أشخاص يعرفونهم بشكل وثيق، مثل العائلة والأصدقاء المقربين، إلى الأشخاص الذين قابلوهم بضع مرات فقط أو الذين لم يقابلونهم على الإطلاق.

طرحت مجلة Psychology Today سؤالاً مهماً في تقريرها، اليوم الاثنين، وهو: ماذا يمكن أن نعرف عن الأشخاص من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ وعلى الرغم من الفرص التي تمنحنا التحكم في ما ننشره وعلى الرغم من حرص الكثيرين على الظهور بصورة مثالية، تشير الأبحاث إلى أنه في معظم الأحيان، تعكس ملفاتنا التعريفية عبر الشبكات الاجتماعية ملامح كثيرة من الشخصيات الفعلية للمستخدمين، وليس النسخ المثالية لأنفسهم فحسب.

نرشح لك: دراسة: نصف سكان العالم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي


السمات الشخصية الخمس الكبرى


ركزت مجموعة كبيرة من الأبحاث حول استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والسمات الشخصية الخمسة الكبرى، وهي نظرية السمات الأكثر قبولًا على نطاق واسع. عندما يُطلب من الأشخاص تقييم مقدار السمات المختلفة التي تميزهم، تتجمع هذه السمات في خمس مجموعات هي كالآتي:

1- الانبساط

التواصل الاجتماعي والشعور بالحيوية من خلال التفاعل مع الآخرين.

2- القبول

الدفء والتعاون والرغبة في الانسجام مع الآخرين

3- الضمير

أن تكون عمليًا ومنظمًا ومجتهدًا

4- الانفتاح

الإبداع والفكر والانفتاح على التجارب الجديدة

5- العصابية

المزاجية والقلق

إمكانية التنبؤ بما قد يفعله شخص ما


غالبًا ما يسأل الباحثون الذين يدرسون مواقع التواصل الاجتماعي والشخصية بعض المستخدمين عن سلوكياتهم أو يسجلون سلوك المستخدمين ويحددون ما يرتبط بسمات الشخصية المختلفة. في تحليل إحصائي، جمع نتائج أكثر من 30 دراسة مختلفة مثل هذه، توصل “لوي وكامبل” إلى عدة أنماط.

يميل المنفتحون إلى قضاء المزيد من الوقت في التفاعل مع الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي. يميل الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من القبول إلى ألا يكونوا أكثر أو أقل اجتماعيًا من نظرائهم الأقل قبولًا، لكنهم ينشرون المزيد من الصور.

فيما يميل الأشخاص الذين يتسمون بالضمير إلى قضاء وقت أقل في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف على الآخرين وممارسة الألعاب. ويتنبأ الانفتاح الكبير بالنمط المعاكس للضمير العالي – المزيد من الوقت في البحث عن معلومات عن الآخرين والمزيد من الوقت في اللعب. مثل الانبساط، كان النمط العصابي مرتبطًا أيضًا بنشر المزيد من التحديثات والمحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.

المحتوى مرآة لعقلية المستخدم


بالإضافة إلى ذلك، تظهر الأبحاث أن الشخصية تتعلق بأنواع معينة من المحتوى الذي ينشره الأشخاص. على الرغم من الاتجاه العام لملفات تعريف الوسائط الاجتماعية التي تعكس الشخصية بقدر من الدقة، هناك أدلة على أن هذه الملفات الشخصية أقل دقة للأشخاص الذين يعانون من العصابية، والذين من المرجح أن يقدموا صورًا مثالية أو أقل موثوقية لأنفسهم.

التنبؤ بالكلمات التي يستخدمها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي


استخدم الباحثون برمجيات متخصصة لتحليل اللغة التي يستخدمها الأشخاص في منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. في إحدى هذه الدراسات، استخدم الباحثون خوارزمية حاسوبية لتحديد الكلمات التي ترتبط ارتباطًا فريدًا بسمات الشخصية المختلفة.

تضمنت الكلمات التي تنبأت بمستويات عالية من الانبساط قائمة من الكلمات الشاعرية مثل “الحب” و”الليل” و”الحفلات” – كلمات تعكس النشاط الاجتماعي أو العلاقات.

من ناحية أخرى، كان الأشخاص ذوي المستويات المنخفضة من الانبساط هم أكثر عرضة لاستخدام الكلمات “كمبيوتر” و”أنا” و”لا أفعل”، مما يعكس تركيزًا أكبر على الذات وتفضيلهم أنشطة يتفاعلون خلالها مع الأشياء بدلاً من الأشخاص. كان الأشخاص ذوي الضمير العالي أكثر عرضة لاستخدام الكلمات “الأسرة” و”الأسبوع” و”نهاية الأسبوع”. وتدل اختيارات الكلمات هذه على ميلهم إلى التخطيط والتركيز على المسؤوليات العائلية.

وكان الأشخاص ذوي الضمير المتدني أكثر عرضة لاستخدام كلمات بذيئة، مما يشير إلى عدم توخي الحذر فيما ينشرونه. ليس من المستغرب أن يستخدم الأفراد الذين لديهم قدر من لطف المعاملة كلمات أكثر إيجابية، ويستخدم الأشخاص المنخفضين في التوافق كلمات أكثر سلبية، وخاصة كلمات الشتائم العدائية. وارتبط النمط العصابي أيضًا باستخدام الكلمات السلبية، ولكنها حزينة، وليست غاضبة.

نرشح لك: الحياة السرية للمراهقين على السوشيال ميديا في كتاب جديد