بعد 5 سنوات.. محاكمة المعتدين على المجلة الفرنسية المسيئة للرسول

بدأت في باريس، اليوم الأربعاء، محاكمة 14 من المتواطئين في اعتداءات 2015 على مقر مجلة شارلي إبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة، وهو الحادث الذي أسفر عن 17 قتيلا وعشرات الجرحى.

نرشح لك: بعد أسابيع من وفاته.. حساب كاتب أمريكي يغرد عن كورونا


ورفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلقاء اللوم على عاتق المجلة الساخرة شارلي إبدو، التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول، والتي أثارت موجة من السخط في العالم الإسلامي عندما طُبعت لأول مرة وفقًا لرويترز.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن ماكرون قوله: “ليس لرئيس الجمهورية أن يصدر حكمًا على اختيار رئيس التحرير أو غرفة أخبار تابعة لإحدى وسائل الإعلام، أبدًا”. وأكد “ماكرون” أن موقفه مبدئي لا رجعة فيه “لأننا نتمتع بحرية الصحافة”.

ومع ذلك، أضاف الرئيس أنه يجب على المواطنين الفرنسيين إظهار الكياسة والاحترام لبعضهم البعض، وتجنب “التلاسن وخطاب الكراهية”.

جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي قالت فيه صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة على تويتر إنها ستعيد طبع 12 رسما كاريكاتيريا للنبي محمد، عشية محاكمة المتورطين في الهجوم الذي شنه متشددون على مكاتب المجلة عام 2015، وكتب المحرر لوران ريس سوريسو في مقال مصاحب لغلاف المجلة: “لن ننبطح ولن نستسلم أبدًا”.

وأثارت الرسوم الكاريكاتورية موجة من الغضب في العالم الإسلامي، حيث يعتبر تصوير الرسول صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه كفرًا.

وقبل الهجوم، كان المسلحون قد دخلوا على الإنترنت لتحذير المجلة من عواقب نشر الرسوم.

كان الأخوين سعيد وشريف كواشي، قد شنوا هجومًا ناريًا على مكاتب المجلة في 7 يناير 2015، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا في أعقابها، بمن فيهم عدد من رسامي الكاريكاتير الفرنسيين المشهورين ولقيت شرطية وأربعة أشخاص آخرين مصرعهم خلال هجوم أخذ رهائن بعد ذلك بيوم من قبل زميل للأخوين، أميدي كوليبالي، في سوبر ماركت كوشير وفي ضاحية مونتروج بجنوب باريس.

تأتي محاكمة اليوم، بعد أكثر من 5 سنوات من الحادث وإراقة الدماء التي لا تزال تهز فرنسا، توالت الهجمات وموجات العنف التي خلفت 258 قتيلا وأثارت أسئلة مقلقة حول قدرة فرنسا الحديثة على الحفاظ على الأمن والوئام لمجتمع متعدد الثقافات.

ومن المقرر أن تستمر إجراءات المحكمة في باريس حوالي شهرين، لاستجواب المشتبه بهم والاستماع إلى شهادات الضحايا لتحديد الدور الذي ربما لعبه المتهمون في الهجمات وجرائم القتل.