4 رموز فنية تتحدث عن شويكار.. أبرزهم فؤاد المهندس

مارينا عماد

رحلت أيقونة من أيقونات الفن المصري الفنانة شويكار، عن عمر يناهز الـ 82 عاماً صباح اليوم، وذلك عقب صراع مع المرض لم يستمر لفترة طويلة، حيث تعرضت لانفجار في المرارة نقلت على أثره إلى مستشفى الكاتب على الفور، ثم انتقلت إلى مستشفى الصفا حيث وافتها المنية خلال الساعات الماضية، وتحددت جنازتها غداً السبت عقب صلاة الظهر، وسيتم دفنها في مقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر.

نرشح لك: 10 شخصيات شهيرة لـ شويكار خلال مسيرتها الفنية


اشتهرت الراحلة بخفة الظل والروح الطيبة، كما تُعد الوحيدة التي تربعت على عرش الكوميديا بتصدرها البطولة المطلقة، وقد عملت العديد من الأدوار مع شريكها في الحياة الأستاذ “فؤاد المهندس”، حتى اشتهر الثنائي بأدوارهما.

يستعرض “إعلام دوت كوم” بعض أراء الفنانين حول الفنانة شويكار التي نقلها كتاب “شويكار.. سيدتي الجميلة” عنها:

فؤاد المهندس

أحببت شويكار حبًا شديدًا، إنها أول وآخر حب في حياتي وقد كان لتفاهمنا من البداية سبب رئيسي في نجاحنا وقيامنا بتكوين (دويتو) فني استمر لمدة 20 عامًا مسيطراً على الحركة المسرحية في مصر، فقد كنت سعيدًا معها في المنزل والعمل.

لقد سبقتها أنا في العمل، وبعد فترة بدأت هي تخطو خطواتها الأولى وكنا نلتقي في الحفلات والمناسبات الفنية ونتبادل الكلام بشكل عادي ولكن كان هناك شيء بداخلي يدفعني للحديث معها، وكذلك الأمر بالنسبة لها وكنت أعتقد أنها معجبة بي ولهذا كانت تحرص على حضور عروضي المسرحية الأولى أو في فرقة (ساعة لقلبك)، لم أكن أتخيل أنها من الممكن أن تكون ممثلة كوميدية على الإطلاق، فعندما رشحها “مدبولي” للعمل أمامي أبديت له دهشتي الشديدة، ولكنني في داخلي كنت راغبًا في رؤيتها والعمل معها وتسبب ترشيح مدبولي لها بهذا الشكل في قلب حياتي وحياتها رأسًا على عقب.

إن لنجاحي أنا وشويكار تأثير بالغ في حقبة الستينيات وكان مسرحنا هو الأكثر نجاحاً في هذه الفترة، وبالطبع لفت هذا أنظار المنتجين الأذكياء فسعوا لاستثمار هذا النجاح سينمائياً ومن هنا قدمنا مجموعة أفلام حققت نجاحًا مدوياً، فبعد فيلم (أخطر رجل في العالم) عام 1967 إخراج نيازي مصطفى توالت أفلامنا (شنبو في المصيدة) و(أرض النفاق) و(اعترافات زوج) و(أنا وهو وهي)، ثم عملنا مع حسن الصيفي في العديد من الأفلام الناجحة مثل (هارب من الزواج) و(غرام في أغسطس) و(المليونير المزيف) و(العتبة جزاز) و(مطاردة غرامية).

المسرح الكوميدي فقد بريقه وأعترف لكم أنه رغم أنني قدمت عروضاً عديدة بدون شويكار مثل (هالة حبيبتي) و(شارع محمد علي) وغيرهما، وكذلك قيامها هي بتقديم عروض بدوني، إلا أن هذه العروض رغم نجاحها لم يكن لها نفس نجاح العروض التي قدمناها سويًا، وأضف لذلك أن الضلع الثالث الذي كان معنا ويدير الدفة هو القدير عبد المنعم مدبولي (مجلة الجزيرة العدد 68 بتاريخ 22 يونيو 2004).

المخرج سمير سيف

الفنانة شويكار كانت بطلة أول أفلامي الروائية الطويلة (دائرة الانتقام) مع نور الشريف وميرفت أمين، والذي كان أيضًا أول إنتاج لنور الشريف، كانت شويكار في ذلك الوقت ملء الأسماع والأبصار.. نجمة مسرحية وسينمائية قدمت العديد من الأعمال الفنية الشهيرة والتي أصبحت جزءاً من وجداننا الفني. كان لقائي الأول بها في المسرح حيث كانت تقدم مسرحية من بطولتها مع فؤاد المهندس (شريكها الخالد في الفن والحياة)، وكان معها طبيب شاب هاو للتمثيل يقدم أول أدواره كمحترف اسمه .. يحيي الفخراني!

في هذا اللقاء استطاعت شويكار أن تأسرني ببساطتها وعفويتها وروحها المرحة، وعاملتني بكل تقدير كمخرج لعملها القادم، ليس كمخرج شاب خجول يقدم أول أفلامه.

وخلال العمل في الفيلم غمرتني بثقتها المطلقة وشخصيتها الودودة، فلم تعد مدام شويكار كما كنت أناديها وإنما “شوشو” الصديقة، والتي أثرت الفيلم بأداء دور درامي جاد، كشف عن معدنها الأصيل كممثلة متعددة القدرات.

كان (دائرة الانتقام) بداية لصداقة ممتدة حتى الآن، ودوماً يحلو لي أن أداعبها بأنها “أول بختي” وياله من “بخت”… لقد كان الفيلم أكثر الأفلام نجاحًا في ذلك العام، إذا استمر عرضه بدار السينما 25 أسبوعاً متتالياً، ونلت عنه جائزة أفضل إخراج في مسابقة وزارة الثقافة لنفس العام!!

المخرج أحمد يحيي

يذكر تاريخ الكوميديا في مصر أن للرجال الغلبة في هذا المجال، فقد برعوا فيه ووصلوا إلى البطولة المطلقة، نجيب الريحاني، على الكسار، فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، عادل إمام وغيرهم، وبالنسبة للنساء فلا يوجد في تاريخ الكوميديا غير ماري منيب وزينات صدقي ووداد حمدي، ولم تصل أي واحدة منهن إلى البطولة المطلقة، وتأتي شويكار لتصبح حالة خاصة، فهي الوحيدة من نجمات الكوميديا التي وصلت للبطولة المطلقة في السينما والمسرح.

كما يذكر لشويكار أنها ممثلة شاملة، وهي الوحيدة التي مثلت الكوميدي والتراجيدي فمن ينسى دورها في (الكرنك) أو (طائر الليل الحزين)… وغيرها من أفلام أكدت قدرتها على التنوع، ورغم ارتباطها بالنجم فؤاد المهندس إلا أنها استطاعا الابتعاد عنه والنجاح في أعمال كثيرة بدونه.

وهذا يؤكد قدرتها التمثيلية وأن الجمهور تفاعل معها، ورغم أنها تتميز بالوجه الجميل الارستقراطي، إلا أنها استطاعت أن تقوم بدور المتسولة مع فريد شوقي بإقناع كبير، وكذلك في مسرحية (سيدتي الجميلة) التي قامت فيها بدور ابنه الشوارع رثة الملابس… وفي نفس المسرحية تغيرت ملامحها وملابسها وطريقة أدائها بإقناع كامل.

مدير التصوير سمير فرج

سيدتي الجميلة هي الفنانة شويكار، التركية الجينات.. الشركسية الجمال، فالأب كان تركي الأصل والأم شركسية، لهذا كانت جميلة الجميلات… رقيقة المشاعر والأحاسيس، عملت الكثير من الأعمال وكان حظي الجميل في بداية حياتي وأنا مساعد مصور أن نلتقي في فيلم (أخطر رجل في العالم)، حيث كانت هي البطلة أمام الأستاذ فؤاد المهندس… وكانت ملامح الحب والعشق تظهر في عيونهم عندما يقفون مع بعض.

لقد أحبهم عامة الشعب وصفوة المجتمع لأنهم يرسمون البسمة على وجوه المصريين والضحك من قلوبهم في كل مشهد ولقطة يقدمونها… بل تبناها الأستاذ فؤاد المهندس وأخذها إلى عالم المسرح والمواجهة مع الجماهير، أنا وهو وهي، السكرتير الفني، سيدتي الجميلة… شاهدت الكثير من المسرحيات في المسرح وكانت قلوب الجماهير وأنا واحد منهم تتعب من كثرة الضحك… خفة ظل هذه الجميلة التي أدت كل الأدوار باقتدار وابداع وتفاني، فهي إبنة بعضشي الفتاة المستبدة ولكنها اللصة الظريفة… الكثير والكثير من الأعمال والأفلام.

عملت معي في (النصابين) إخراج أحمد يحيى، كنا نضحك في الكواليس من قلوبنا لدرجة إعادة اللقطة مرة أخرى لأن أحدنا ضحك بصوت عال أثناء التصوير، هكذا كانت كممثلة، أما كإنسانة فهي بسيطة… رقيقة المشاعر.. خفيفة الظل، عندما تصل إلى مكان التصوير كانت تنشر البهجة والسرور في قلوب كل العاملين، لا تشعر بالغرور بعد كل هذا النجاح، بل كانت تسأل بتوتر عن أدائها في اللقطة وكانت قلقة على عملها لأنها عاشقة للنجاح بدون إنفعال… ممثلة تعمل بقلبها وعقلها، مهما كتبت تعجز كلماتي أن تعطيها قدرها العالي والمتميز.. فلها كل الحب وتمنياتي لها بالصحة والسعادة، كما أسعدتنا وأسعدت كل المصريين والعالم العربي.

نرشح لك: أشهر 10 أغاني قدمتها شويكار