عمرو شوقي: حارة اليهود.. والهطل الإسرائيلي

فَرَكت عيني عندما قرأت مدح الصحافة الإسرائيلية مسلسل حارة اليهود قبل رمضان، لأتأكد مما أقرأ..

“هل خان مدحت العدل -كاتب المسلسل- مبادئه، وهو أكثر الكتاب كرهًا لإسرائيل؟” سألت نفسي!

قبل رمضان بعشرة أيام، جاء في الصحيفة الإسرائيليةthe times of Israel، بمقال عن مسلسل “حارة اليهود” حمل عنوان “اليهود طيبون فى دراما مصرية جديدة”، أن المسلسل أعطى صورة إيجابية عن اليهود، بخلاف مسلسلي “فرقة ناجي عطا الله”، و”فارس بلا جواد” اللذان بسببهما أوشكت إسرائيل على سحب سفيرها في مصر وقت عرضهما، وأنه يعتبر “تغير كبير في نغمة الدراما المصرية التي تعكس روح المناخ السائد المناهض للإخوان”، على حد قولهم.

وجاءت تعليقات القراء على الموقع الاسرائيلي تؤكد أن المسلسل خطوة فى الاتجاه السليم، لتصحيح سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر! فيما ذكر موقع i24news أن العمل يتناقض مع الإكليشيهات المعادية للسامية التي عادة ما يتم طرحها في الدراما المصرية.

في قرارة نفسي كنت على ثقة من استحالة أن يصنع مدحت العدل عملًا يخدم إسرائيل، وإن دافع عن اليهود سيدافع عنهم إنسانيًا من وجهة نظر من يكره الإسرائيليين الصهاينة لا اليهود ككل.

ولكن رغم ثقتي في العدل وتاريخه، ضبطتني أقول لنفسي وقتها إن الإسرائيليين يحكمون على الأمور بشكل علمي، وبالتأكيد عندهم من المعلومات ما مكنهم من إطلاق حكمهم هذا على المسلسل.

11652137_10204522877094120_1839943381_n
عمرو شوقي

بعد متابعتي لعدة حلقات من المسلسل، وبعد أن اتضح بما لا يدع مجالًا للشك أن المسلسل ضد إسرائيل بشكل جذري لدرجة أن منة شلبي تردد كل حلقة -تقريبًا- أن “اليهود يستأسدون في فلسطين رغم أن الحق ليس معهم، ويخافون في الحارة رغم أن كل الحق معهم”، تأكدت أن الإسرائيليين طِلعوا أهطل مما كنت أتخيل، وأن أسطورة كونهم متقدمين ويتبعون المنهج العلمي في الحكم على الأشياء، ليست إلا كأسطورة “الجيش الذي لا يقهر”!

الإسرائيليون مازالوا يعانون حتى الآن -رغم ضعف العرب والحروب الأهلية والطائفية التي تملأ المنطقة- من العزلة، لدرجة أنهم- لو مؤاخذة- “ريّلوا” على عمل درامي مصري لمجرد أنه يتناول الجانب الإنساني من حياة اليهود المصريين، ودون دراسة أو حتى بحث سطحي عن صناع العمل!

“لقد شعرنا بالأسف الشديد خلال متابعتنا لمسلسل حارة اليهود، إن المسلسل بدأ يأخذ مسارًا سلبيًا وتحريضيًا ضد إسرائيل”.. هكذا جاء رأي صفحة السفارة الإسرائيلية التي تشرف عليها وزارة الخارجية الصهيونية، منذرًا بمشكلات قد تثار بخصوص المسلسل من قِبل دولة الاحتلال مستقبلًا.

“المسلسل استخدم الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع ليعادي إسرائيل وكأنها عدو وحشي يريد أن يفتك بالجميع”.. بدت إسرائيل أكثر صدمة من حسن حسني في “غبي منه فيه” عندما “اتصدم!”، بينما غباءها يؤهلها لأن تجسد في الفيلم دور هاني رمزي.

لم تكن إسرائيل لتضطر لهذا التخبط فقط لو كتبت على “جوجل” اسم مؤلف العمل.. لو أنها فعلت لربما وضعت اسمه على قائمة اغتيالاتها مستقبلًا!

كانوا سيعلمون أن مدحت العدل هو كاتب مشهد حرق العلم الإسرائيلي ودهسه بالأقدام في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”.

وأن العدل قدم شخصية “يودا” اليهودي الخائن، في فيلم “همام في أمستردام”، وهو صاحب مشهد “الحلم العربي” في نفس الفيلم.

كانوا سيكتشفون أن العدل أصلًا هو مؤلف أوبريت الحلم العربي، الذي شارك فيه فنانون من نحو 15 دولة عربية، وكان المتحدث الأبرز باسم الانتقاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000 عقب تدنيس أرييل شارون، رئيس وزراء إسرائيل -وقتها- لساحة المسجد الأقصى.

وأنه صاحب فيلم “أصحاب ولا بيزنس” عام  2001، والذي أيد القضية الفلسطينية بقوة، واحتوى على مشهد قوي يجسد الانتفاضة الثانية.

كما كتب العدل أوبريت “القدس هترجع لنا”:

كلنا بنقول أرضنا** عرضنا.. دمنا .. أمنا

وإن مات ملايين مننا** القدس هترجع لنا

هل علمتم إلى أي مدى كان –ولا زال- مدحت العدل يعادي السامية؟!

نقلًا عن موقع “اليوم الجديد”

اقرأ أيضًا:

لهذه الأسباب لم ننبهر بإعلان بيبسي

10 فروق بين “قوتك في عيلتك” و “هنكمل لمتنا”

20 ملاحظة على إعلان بيبسي الجديد

أهداف الأهلي والزمالك التي لم تشاهدها بسبب المسلسلات

5 ملاحظات على أضخم حملة إعلانات لـ”أم حسن”

إسراء النجار تكتب: 9 أسباب لتميز “تحت السيطرة”

 .