تقرير عن الحسابات المزيفة: ثغرة تتلاعب بما نراه على السوشيال ميديا

محمد إسماعيل الحلواني

رصد تقرير لـ“جينا ماثيوز”، أستاذة الأمن السيبراني بجامعة كلاركسون الأمريكية، تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتلاعب بالمستخدمين وحتى مهاجمتهم.

 

نرشح لك: أبرزها زراعة الجرجير بالمكتب.. مستخدمو السوشيال ميديا ينشرون “مقالب” نفذوها في زملائهم

 

البوتات والدمى والجورب

وكشفت ماثيوز عن أن منصات التواصل الاجتماعي لا تزود المستخدمين بالمشاركات من الحسابات التي يتابعونها فحسب، بل تستخدم الخوارزميات لتنظيم ما نراه استنادًا إلى “الإعجابات” أو “التفاعلات، وكلما تفاعل الأشخاص – بشكل إيجابي أو سلبي – كلما تم إبراز المنشورات الأكثر تفاعلاً للآخرين. وللأسف، غالبًا ما تحصل الأكاذيب والمحتوى المتطرف على مزيد من ردود الفعل وبالتالي تنتشر بسرعة وعلى نطاق واسع.

وحذرت ماثيوز من الحسابات الوهمية والآلية “الروبوتات”، التي لا ترتبط بأشخاص حقيقيين، وفي الغالب يسيطر الهكرز على تلك الحسابات وغالبًا ما تكون ورائها جهات أجنبية، على سبيل المثال، أفاد باحثون أن أكثر من نصف حسابات تويتر التي تناقش جائحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة هي روبوتات.

دمية قفازية

وأضافت ماثيوز: “بصفتي باحثة في مواقع التواصل الاجتماعي، رأيت الآلاف من الحسابات التي تحتوي على نفس صورة الملف الشخصي وتنشر نفس التغريدات، ورأيت حسابات تنشر مئات المرات في اليوم، أكثر بكثير مما يستطيع إنسان”.

وأشارت إلى أن الحسابات المزيفة مثل هذه تعمل بطريقة الدمية القفازية مما يشير إلى يد خفية تتحدث من خلال هوية أخرى. في كثير من الحالات، يمكن الكشف عن هذا الخداع بسهولة من خلال إلقاء نظرة على تاريخ الحساب. ولكن في بعض الحالات، هناك تمويه وطرق عديدة تحاول أن تجعل الحسابات الوهمية تبدو حقيقية.

حساب “جينا أبرامز”

نقلت مواقع إعلامية أمريكية مرموقة مثل موقع صحيفة نيويورك تايمز عن حساب باسم جينا أبرامز، ويتابعه 70 ألف مستخدم، وكان يعتقد أنها أمريكية معروفة بآرائها المعادية للأجانب وميلها إلى اليمين المتطرف، لكنها كانت في الواقع اختراعًا تسيطر عليه وكالة أبحاث الإنترنت، بتمويل روسي، ولم تكن إبرامز شخصًا حقيقيًا.

زرع الفوضى

ونصح التقرير مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بالحذر، والتحلي بقدر من الفطنة والذكاء لقراءة ما يريدون، وتجاهل الباقي والابتعاد دون أذى. ولفتت إلى أن الاحتمال قائم وقوي في القيام بالتلاعب بالمجتمع بأكمله، وأن ذلك يتم بمهارة ليوحي في أوقات عديدة بوجود انقسامات مجتمعية حول العديد من القضايا.

وركز التقرير في المقام الأول على الأمثلة الموجودة في الولايات المتحدة، ولكن نفس أنواع الهجمات تنتشر في جميع أنحاء العالم. من خلال قلب الآراء ضد بعضها البعض وافتعال مشاحنات يقع ضحيتها الكثيرون بحسن نية.