21 تصريحًا لـ محمد بدراوي.. أبرزها عن خلق التعليق الصوتي لهوية القنوات

رباب طلعت

لمهنة التعليق الصوتي، أثرها العظيم في خلق هوية خاصة للقناة التلفزيونية أو المحطة الإذاعية أو الإعلان عن منتج ما، ويظل صوت المعلق الرسمي لجهة هو أحد أبرز الوسائل التي يعرفه بها المشاهد دون النظر إلى الشاشة القناة أو الإعلان المعروض عليها، وعلى الأخص القنوات الإخبارية مثل “إكسترا نيوز” التي ارتبطت بصوتها الرسمي محمد بدراوي.

نرشح لك: ليست متحررة.. عايدة الكاشف تدافع عن شخصيتها في “ليه لأ”؟!

إعلام دوت كوم” حاور محمد بدراوي عن أمور كثيرة، بداياته في مهنة التعليق الصوتي، وانتقاله من مهنة الصيدلة إلى الإعلام، وتأثير التعليق الصوتي في خلق هوية القنوات، وأمور أخرى نرصد أبرزها من خلال تصريحاته فيما يلي:

1- أنا خريج كلية الصيدلة دفعة 2005، من جامعة مصر الدولية، وعملت بعدها في عدة صيدليات وشركات، ثم حصلت على درجة الماجستير في التسويق من جامعة فرنسية، وبدأت العمل في مجال الإعلام منذ عام 2006 بجانب عملي كصيدلي.

2- كنت أعمل في الإعلانات والفويس أوفر في أيام الأجازة الأسبوعية، وكذلك عملت كمستشار إعلامي لبعض الأماكن، وبدأت علاقتي بـ”الفويس أوفر” من هنا، من عملي في المجال، حيث إن كثيرًا أخبروني أني صوتي مميز، ويصلح للتعليق الصوتي.

3- بعض الأصدقاء كانوا يحاولون تقليد صوتي، سواء في العمل أو في محيطي الخاص، بشكل ساخر، ما دفعني لاتخاذ الخطوة الأولى، وجربت بالفعل بعمل تعليق صوتي لبعض الأصدقاء والمعارف.

4- انتقالي من العمل الصيدلي للميديا، كان بسبب أصدقائي العاملين في مجال الإعلام، ومهندسي الصوت، هم من دفعوني لذلك بسبب صوتي، وجاءت تلك العلاقات بسبب عملي كصيدلي أو في التسويق، وقد تركت مجال الصيدلة تمامًا، وذلك لأنه كان مطلوب مني التفرغ التام لعملي كمذيع راديو، بسبب ارتباطي بتقديم البرنامج الرئيسي لـ”شعبي fm”، من الساعة الرابعة وحتى السادسة مساءً، وذلك تعارض مع سفري المتكرر خارج مصر، بسبب عملي كمدير إقليمي وقتها، ولم يتوافق السفر مع ارتباطي بموعد البرنامج.

التعليق الصوتي

5- بدأت دراسة التعليق الصوتي وكل ما يتعلق به، لمعرفة المجال أولًا، وكانت الانطلاقة من الإعلانات وبعض الفيديوهات التعليمية، وسجلت بصوتي الكثير من الإعلانات داخل مصر وخارجها.

6- التعليق الصوتي ثلاث مراحل، أعلاها “voice over talent”، يليه “voice over actor”، وأخيرًا “الدوبلاج” و”الراوي”، الأول هو من يمكن استخدامه كهوية لمحطة أو برنامج أو منتج ما، أن يصبح الصوت الرسمي لجهة ما لا يجوز تسجيله لجهة أخرى، مثله كلوجو القناة مثلًا، لا يصح وضعه على قناة أخرى، فالصوت له بصمة صوتية خاصة مثل بصمة الإصبع، يمكن تمييز صاحبه به.

7- أنا الصوت الرسمي لإكسترا نيوز على التلفزيون منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وعلى الراديو “راديو مصر”، وقبلها كنت الصوت الرسمي لـ”شعبي إف إم”، التابع لراديو النيل.

8- يختلف التعليق الصوتي من محطة وأخرى، وكذلك من الراديو أو التلفزيون أو الإعلان، لكل منهم شخصيته الخاصة، والذي يتحكم فيه في الأساس شكل البرنامج أو المحطة، فمثلًا شكل التعليق الصوتي لقناة دراما، غير الطبخ غير الأخبار، لكل منهم أسلوبه ليميز المشاهد أو المستمع ما تقدمه كل محطة.

9- للمؤثرات المرئية والمسموعة الأخرى حول  التعليق الصوتي، مثل الموسيقى التصويرية أو شغل الجرافيك وغيره عامل على خلق هوية القناة أو المحطة، ولكن على المعلق الصوتي مسؤولية كبيرة بمجرد وقوفه أمام الميكروفون، لأنه يجب عكس هوية ورسالة القناة من خلال صوته، فهو من يجب أن يشعر بما يقدمه ليصل إلى الجمهور.

10- هناك مدارس لطريقة إلقاء التعليق الصوتي، فهناك من يعتمد على صوته الأصلي، وآخرين يعتمدون على أصوات مستعارة، حيث يطلبون من مهندسي الصوت التغيير في أصواتهم، ولا يعتمدون بشكل أساسي على طريقة الإلقاء.

 11- الفويس أوفر شقين -صوت وطريقة إلقاء-  الصوت هو كيف تتحكم في طبقات صوتك، ولا تغيير من صوتك، مثل المغني تمامًا، يغير طبقات صوته، ولا يغير الصوت نفسه بصوت مستعار، وطبقات الصوت تعني هل ما ألقيه يحتاج إلى صوت عالي أم منخفض أم متوسط، أما المدرسة الثانية، فهي تندرج أكثر تحت “الدوبلاج”، ولكن مع الأسف الكثيرون يخلطون بينها وبين التعليق الصوتي، فمؤدي الدوبلاج على الأغلب يقلد صوت شخص آخر، ولا يعلق بصوته الخاص، وأنا لا أؤيد تلك المدرسة أبدًا، فأنا مع نظرية “كيف توظف صوتك وأدائك في التعليق لتوصل مشاعرك ورسالتك للمستمع”، فالشخص الذي لا يستطيع التحكم في طبقات صوته، لا يمكن تصنيفه كـ”فويس أوفر” شاطر، لأنه يقلد صوت شخص آخر، ما يحوله لـ”دوبلير” لأناس آخرين.

12- المقومات الأساسية للفويس أوفر الناجح، هي أن يكون على دراية بمخارج الحروف، ولا يوجد لديه مشكلة في مخارج الحروف، كما أنه يجب أن يكون على دراية تامة بنطق حروف اللغة العربية بشكل سليم، خاصة في الحروف التي بها لبس وأشهرها القاف مثلًا، ويجب أن يكون له بصمة صوتية مميزة ما بين الأصوات وتلك موهبة ربانية، وكذلك يجب أن يكون صوت مقبول لا ينفر منه المستمع، كما يجب أن يتعلم التحكم في طبقات صوته، ويضبط أدائه التمثيلي، فكلنا نمثل أيام المايكرفون، لأننا نعكس انطباعات مختلفة (وقور، حزين، سعيد، كوميدي، وهكذا).

13- يتم الاتفاق على شكل التعليق الصوتي للقناة أو الإعلان مع القائمين عليها، حيث نعقد جلسات نعرف منها بعض المعلومات الأساسية وملخص شكل القناة، ونجتمع أكثر من مرة لتحديد الهوية للقناة أو المحطة، ويجب أن يكون لدينا خطة ورؤية نرسمها لخلق الهوية.

14- لدينا بعض القصور في الأصوات النسائية في الفويس أوفر، وذلك من السيدات أنفسهن وليس المحطات، فالبنات تهتم أكثر بالدوبلاج، وشكل القناة هو من يحدد صوته رجل أم امرأة، فمثلًا الأخبار يميلون للرجال والطبخ والأطفال يفضلون الأصوات النسائية، وتلك ليست قاعدة، ولكن ذلك الدارج حاليًا.

15- طارق نور الصوت المفضل لي، لأننا تربينا على صوته، فهو من أكثر الأصوات المميزة، نظرًا لأن أدائه التمثيل واضح، وصوته “مميز ومختلف” يمكن لأي مستمع أن يخرجه من أية أصوات أخرى، فهو استطاع بصوت غير عريض أن يكسر القواعد، المعتاد عليها في أصوات الفويس أوفر، فهو صوت رائع وله بصمة يمكن تمييزها من بين مئة صوت.

16- معظم العاملين في مجال الفويس أوفر، يشعرون بأنهم “مش واخدين حقهم” معنويًا وماليًا، لأن أغلب عملنا وراء الكاميرا ووجوهنا ليست معروفة، بالإضافة إلى أن المجال أصبح مخترقًا من دخلاء كُثر لا يدركون أصل المهنة، التي أصبحت مؤخرًا دون ضوابط، مما سمح لدخول أناس غير مؤهلين للعمل به، مما أصاب كثيرين آخرين أمهر بالإحباط، نظرًا لأنهم يأخذون فرص ممن يستحقها فعليًا.

التعليق الصوتي

17- اختيار الصوت الرسمي للقناة بشكل خاطئ يؤثر على درجة القناة نفسها، لأنه لا يصح أن أبني منزلًا رائعًا وبابه أقل جودة، سيجعل المنزل “شكله وحش”، وكذلك في الإعلانات يؤثر على المنتج، لأن المستمع يستطيع التمييز.

18- أصبحت ظاهرة المؤديين الصوتيين الذين يقلدون معلقين آخرين شائعة مؤخرًا، وهم أشبه بـ”دوبلير” للشخص الأصلي، وهو ما يضر صاحبه ولا يضر من يقلده، لأن ما دام الصوت الأصلي موجود، فهو الأصل مهما تم تقليده، لأن من لديه هوية هو من ينجح في خلق هوية للقناة أو المنتج.

19- بجانب عملي في الإعلانات والقنوات، سجلت بصوتي عدة روايات مقروءة، كما أنني أُدرس التعليق الصوتي في ورش من جهات معتمدة، وذلك بجانب تجربتي كمذيع راديو، في “شعبي إف إم” وقدمت عليها البرنامج الرئيسي من الرابعة إلى السادسة يوميًا.

20- التعليق الصوتي أصعب من الراديو بأنه ليس به تفاعل، وذلك يتطلب من المعلق أن يخرج الحالة المطلوبة منه ليوصل بها رسالة المنتج، فمثلًا مطلوب منه توصيل حالة حزينة، يجب أن يتلبس الحزن حتى وإن كان سعيدًا والعكس، فنحن نسجل في أي وقت، حسب الحاجة إلى ذلك، ولكن ميزته أن هناك إمكانية إعادة أو قص الخطأ.

21- الراديو صعوبته في أن الخطأ على الهواء لا رجوع فيه، “الكلمة طلعت خلاص”، لا مجال للعودة لما قلته من قبل، ولكن كلا المجالين يتفقان في أن مطلوب من المقدم أن يوصل للمستمع الكثير من الأحاسيس والرسائل باستخدام صوته، ويجب أن تكون في محلها تمامًا، فيجب عليه التمييز من صوت المعلق أو المذيع ما إذا كان يتحدث بجدية أم هزار، وهل هو سعيد أم العكس، بدون استخدام لغة الجسد، هو الصوت وفقط.