الشباب والرئيس.. 7 سنوات من الحوار والمشاركة

رباب طلعت

“بقوة الشباب تحيا مصر”.. تلك الجملة التي قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في افتتاح المؤتمر الشهري الثاني للشباب يوم 27 يناير 2017 بمدينة أسوان، كانت اختصارًا لتوجه الدولة بعد 30 يونيو باحتضان الشباب، واعتبار أنهم حجر الأساس في بناء مستقبل الوطن، وكان للدولة مساعٍ كثيرة لتحقيق ذلك، وكان أبرز تلك المساعي مؤتمرات الشباب.

مؤتمرات الشباب.. أبدع انطلق

تحت شعار “أبدع – انطلق”، انعقد المؤتمر الأول للشباب في مدينة شرم الشيخ، في أكتوبر 2016، بمشاركة 3000 شاب وشابة، خرج بعدد من التوصيات كان أبرزها تشكيل لجنة وطنية من الشباب، لمراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ولم تصدر بحقهم أية أحكام قضائية، بالإضافة إلى عقد مؤتمر شهري للشباب، وتدشين مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية، والنظر في تعديلات قانون التظاهر، وغيرهم.

بدأت رحلة مؤتمرات الشباب في التوسع، وإقامة كل دورة في محافظة ما، للتحاور مع أبنائها، حيث انعقد المؤتمر الدوري الثاني للشباب في أسوان يناير 2017، ثم المؤتمر الدوري الثالث بمدينة الإسماعيلية إبريل 2017، وشارك به نحو 1200 شاب وفتاة من محافظات إقليم قناة السويس، والذي انطلقت منه مبادرة “اسأل الرئيس”، التي يتلقى الرئيس من خلالها العديد من اسئلة الشباب سواء من حضور الجلسة أو المرسلة عبر الموقع الرسمي للمبادرة.

في المؤتمر الدولي الرابع في الإسكندرية، يوليو 2017، طالب بعض الشباب من حضور المؤتمر بإقامة منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ، وفي المؤتمر الدوري الخامس للشباب، بمدينة القاهرة في مايو ٢٠١٨، وفي يوليو 2018 انعقد السادس في جامعة القاهرة، والسابع كان في العاصمة الإدارية الجديدة في يوليو 2019، والثامن والأخير كان في مركز المنارة بالقاهرة الجديدة سبتمبر 2019، بحضور آلاف من الشباب.

منتديات شباب العالم.. خطوة نحو المستقبل

في الـ25 من أبريل 2017، خلال فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية، عرض مجموعة من الشباب المصري، توسيع دائرة الحوار مع الشباب مع شباب العالم، وقد استجاب الرئيس لتلك الدعوة، دايعًا جميع الشباب من مُختلَف دول العالم، للمشاركة والحضور إلى مدينة السلام شرم الشيخ، وتنطلق دورته الأولى في نوفمبر 2017، والثانية نوفمبر 2018، والثالثة نوفمبر 2019، بمشاركة ما يزيد عن 7000 شاب وفتاة من مختلف دول العالم، للحديث عن مستقبل وتحديات أوطانهم.

مؤتمرات الشباب.. منهم وإليهم

شهدت مؤتمرات الشباب حضور كبير، بالإضافة إلى مشاركة فعالة للشباب، والأهم من ذلك الحوار المباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء خلال الجلسات، أو الجلسة الأهم “اسأل الرئيس” التي تلقى من خلالها الكثير من الاستفسارات والرد عليها.

شهدت تلك الجلسة أيضًا الكثير من الأسئلة والمواقف التلقائية، بين الرئيس والشباب، وكان من أبرز تلك المواقف التي أضحكت الرئيس، سؤال من شاب يدعى “لؤي محمد علي” من محافظة الشرقية، يقول فيه: “حضرتك وعدتنا أن الظروف الاقتصادية والمعيشية هتتحسن وهنديك فرصة سنتين علشان الأمور تتحسن لكن مفيش أي تحسن حصل”، ليرد السيسي ضاحكًا: “يعني مشوفتش يا لؤي أي حاجة خالص، ماشي يا لؤي”.

الأسئلة وحدها لم تكن جانب المشاركة الوحيد للشباب، فاتخذت مشاركات الشباب في المنتدى أوجه عدة، سواء منظمين أو حضور أو مكرمين، حيث كرم المنتدى العديد من الوجوه الشبابية الناجحة في مجالاتها للتشجيع على الإبداع ومساندتهم، وليس من مصر فقط بل من كافة دول العالم، كما كان هناك حضورًا بارزًا للإعلاميين الشباب أيضًا، حيث أدارت مجموعة كبيرة من الوجوه الإعلامية الشابة منصات الجلسات، من كافة القنوات المصرية.

ليس الحوار فقط.. إنجازات مؤتمرات ومنتديات الشباب

الإنجاز الأكبر لمؤتمرات الشباب هو إصدار الرئيس قرار رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتي تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة القطاعات، وذلك خلال أحداث المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ في نوفمبر 2016.

تحاور الشباب بشكل مباشر مع الرئيس، والاختلاط بجنسيات وثقافات أخرى، بالإضافة إلى جلسات المحاكاة التي عقدها الشباب من جنسيات مختلفة خلال فعاليات المنتديات فرصة كبيرة لتأهيل كوارد سياسية شابة وجديدة.

من الإنجازات أيضًا هو التعرف على النماذج الشبابية الناجحة، والتي تقدم للوطن جهد وعمل ونجاح، حيث خلق مشاهير من نوع خاص، بعيدًا عن مشاهير الفن والكرة والإعلام، مما يشجع الشباب على سلوك دروب كثيرة للنجاح ليفيد وطنه.

كذلك كان هناك حضورًا لشباب ذوي الاحتياجات الخاصة، وإدماجهم مع الحضور، ما يعد دعمًا عظيمًا من الدولة لهم.