قريبًا.. ميزة اختيارية لإيقاف الإعلانات السياسية على فيسبوك

محمد إسماعيل الحلواني

صدر تقرير الأخبار الرقمية السنوي عن معهد رويترز للصحافة هذا الأسبوع، ورصد مطالبة المستخدمين في جميع أنحاء العالم فيسبوك بمنع الإعلانات السياسية، وفي 40 دولة، يغطيها التقرير في نسخته للعام 2020، أعرب 56 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم بشأن “ما هو حقيقي وما هو مزيف على الإنترنت”.

يرى المستخدمون السياسيون المحليون مسؤولين عن نشر “المعلومات الكاذبة والمضللة” عبر الإنترنت (40 بالمائة)؛ وقال 13 بالمائة فقط إن قلقهم ينبع من نشر معلومات كاذبة من قبل صحفيين.

نرشح لك – “فضيحة” عمرو وردة والصحفية اليونانية.. الحقيقة تتكشف سريعا

الوضع مختلف في الدول شديدة الاستقطاب مثل الولايات المتحدة:
يلقى خصوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، من اليساريين باللوم عليهما في نشر ما يعتبرونه “أكاذيب وأنصاف حقائق” عبر الإنترنت، في حين أن مؤيديهم ذوي الميول اليمينية أكثر عرضة لإلقاء اللوم على وسائل الإعلام.

في الولايات المتحدة، يلقى أكثر من أربعة من كل عشرة (43٪) من اليمين باللوم على الصحفيين في نشر المعلومات المضللة، مرددين خطاب الرئيس ترامب المناهض لوسائل الإعلام – مقارنة بحوالي 35٪ فقط من هذه المجموعة يقولون إنهم أكثر قلقًا بشأن سلوك السياسيين. بالنسبة لليسار، فإن الوضع معكوس، حيث يلوم نصف اليساريين (49٪) السياسيين و9٪ فقط يلومون الصحفيين.

يُنظر إلى فيسبوك على نطاق واسع باعتباره المنصة الأكثر إثارة للقلق لانتشار الأخبار المضللة، على الرغم من أنه “في أجزاء من جنوب العالم، مثل البرازيل، يقول المستخدمون أنهم أكثر قلقًا بشأن تطبيقات المراسلة المغلقة مثل واتسآب 35%). وينطبق الشيء نفسه في شيلي والمكسيك وماليزيا وسنغافورة. وهذا مصدر قلق خاص لأن المعلومات الخاطئة تميل إلى أن تكون أقل وضوحًا ويمكن أن يكون من الصعب مواجهتها في هذه الشبكات الخاصة والمشفرة “.

يعتقد مستخدمو الشبكات الاجتماعية على نطاق واسع أنه يجب على وسائل الإعلام الجديد الإبلاغ عن “التصريحات المشكوك في صحتها التي ينشرها سياسيون بطريقة بارزة لأنه من المهم للجمهور معرفة ما قاله السياسي”.

ويرى أغلبية المستخدمين أن المنصات يجب أن تمنع الإعلانات السياسية التي يمكن أن تحتوي على معلومات خاطئة. وتوصل التقرير إلى أنه لا توجد أدلة كافية بشأن السماح لشركات التكنولوجيا باتخاذ قرارات حول ما يجب حظره وما الذي يسمح بنشره، ومن غير المنطقي أن تترك هذه القضية لتقدير منصات التواصل الاجتماعي.

إيقاف اختياري للإعلانات السياسية.. وتويتر أكثر شجاعةً

أعلن فيسبوك هذا الأسبوع إنه وإنستجرام سيسمحان للمستخدمين “بالانسحاب من قراءة الأخبار حول قضية اجتماعية أو إعلانات انتخابية أو سياسية من المرشحين أو لجان العمل الحزبي. وكتب مايك إسحاق في صحيفة نيويورك تايمز: “تتيح هذه الميزة لفيسبوك أن يحتفظ بوجهه الأساسي كمنصة تواصل اجتماعي لمن يرغب في أن يظل كذلك، في حين يسمح باستمرار النقاش المعقد حول دور الإعلان السياسي على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وبهذا التغيير الاختياري، يمكن لفيسبوك الاستمرار في السماح للإعلانات السياسية بالتدفق عبر شبكته، مع إيجاد طريقة أيضًا لتقليل مدى وصول هذه الإعلانات لمن لا يرغبون في الاطلاع عليها”.

فبدلا من وضع قيود على السياسيين الذين يدفعون لنشر إعلاناتهم ومنشوراتهم، سيسمح فيسبوك لبعض “الأمريكيين” بإيقاف استلام تلك الإعلانات السياسية، وهذه الميزة ستكون متاحة لجميع المستخدمين الأمريكيين خلال الأسابيع القليلة القادمة. وتعتقد لورا هازارد أوين، في تقرير نشره موقع نيمان لاب المهتم بالتطورات الإعلامية، أن الحظر التام على تويتر كان إجراءًا أكثر شجاعة.