حتى غلاف الـ"تايم".. الصحف والمجلات ضحايا فبركة السوشيال ميديا

رباب طلعت

انتشر أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غلافان لمجلة الـ”Time” الأمريكية، يحملان صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يشيران إلى تضامن المجلة مع احتجاجات الشارع الأمريكي بسبب التمييز العنصري، ومقتل رجل أسود على يد شرطي، إلا أن كلاهما “مفبرك”، وليس حقيقي.

نرشح لك: عد التشهير بأعضائه وابتزازهم.. القصة الكاملة لجروب girly memes

الغلاف الأول حمل رسمة لرأس “ترامب” مرسومة أسفل رسمة الشارب الشهيرة لأدولف هتلر قائد الحزب النازي الروسي، وكُتب عليه عبارة “Racism the greatest virus”، وتعني “العنصرية أعظم فيروس”.

الغلاف الثاني، أسود اللون، لا يظهر منه سوى باب مفتوح بظل أبيض، يسير ترامب في اتجاهه، ودوُن عليه باستخدام اسم المجلة “Time to go”، في إشارة أيضًا لتضامن المجلة مع مطالب الشارع الأمريكي المحتج برحيل الرئيس.

بالعودة إلى رابط أغلفة المجلة الشهيرة على موقعها الإلكتروني الرسمي، والذي يعد مكتبة شاملة لأرشفة كافة أغلفتها منذ عام 1932، لم يتواجد أيًا من الغلافين، ضمن أغلفة العام الجاري، مما يعني أنهما “مفبركان” ولا علاقة للمجلة بهما، وقد تم تداولهما لتوجيه الرأي العام بغاية محددة، وهي الهجوم على “ترامب”، مما يصب في مصلحة جهات معينة ترنو إلى رحيله عن منصبه.

الجدير بالذكر أن ذلك الغلاف، أنه يتم تداوله من منتصف مايو الماضي، للإشارة إلى عدم انتخاب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، مرة أخرى، وأعيد استخدامه مجددًا مع زيادة الاحتقان في الشارع الأمريكي، والمطالبة برحيله، خاصة بعد خطابه أمس، والذي أثار استياء الكثيرين، للانطباع الحاد الذي تركه في نفوسهم بعده.

نرشح لك: لأول مرة منذ شهور.. الدولار يكسرالـ 16 جنيه في 6 بنوك

تلك ليست المرة الأولى التي يتم فيها “فبركة” أغلفة مجلة التايم الأمريكية، فكثيرًا ما يتم استغلالها لتوجهات سياسية عديدة، ومن أشهر تلك الوقائع كانت ما ذكرته شبكة  NBC News نوفمبر الماضي بأن مسؤولة في إدارة ترامب، وهي مينا تشانغ، نائبة مساعد وزير الخارجية في مكتب عمليات النزاع والاستقرار في وزارة الخارجية الأمريكية، قد زوّرت موضوعا في أحد أعداد مجلة الـ”تايم”، حيث أظهرت وجهها على الغلاف، به عدد من الادعاءات الكاذبة حول تخرجها من جامعة “هارفارد” الشهيرة، وتعيينها في منصب غير موجود من الأساس في الأمم المتحدة.

“ترامب” نفسه قد تورط في تزوير غلاف له على الـ”تايم”، عام 2017، حيث وضع صورته على أحد أغلفتها بدلًا من الفنانة كيت وينسلت، وبروزها ووضعها في خمسة من نواديه، وقد طالبته المجلة بإزالة الغلاف من الأندية وشركاته، بعدما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أمر التزوير ونشرته، وكان رد فعل “ترامب” غريب وقتها، حيث هاجم الصحيفة الأخيرة واتهمها بأنها لا تدفع الضرائب عن المبيعات التي تتم عن طريق أمازون.

الـ”تايم” الأمريكية، ليست الوحيدة ضحية وقائع التزوير، حيث تتعرض أيضًا العديد من الصحف المصرية بشكل دوري لتلفيق عناوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل الذكر قد أصدر “اليوم السابع” بيانًا منذ أسبوع، يهيب بقراءه الانسياق وراء أخبار كاذبة يتم استغلال اسم المؤسسة بها، وذلك بعد تداول خبر “مفبرك” عنها حول ضوابط إعادة فتح المساجد، وأوضحت من خلال البيان بأن هناك صفحات كاذبة تحمل اسم الموقع ولا صلة لهم بها.

في 2019 أيضًا أصدرت جريدة الشروق، لواقعة مماثلة، أصدرت هي الأخرى بيانًا يشدد على أن لا صلة لها بالأخبار “المفبركة” المنشورة بخط غير المستخدم في تصاميم صفحتها على السوشيال ميديا.

ومن أبرز ضحايا فبركة السوشيال ميديا لعناوين “الشروق” ومواقع أخرى بشكل متكرر، خاصة الآونة الأخيرة، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأبرزها كان تصريح منسوب له بلوجو “الشروق”، ادعى أن “الطيب” صرح قائلًا: “على الدولة عدم تمويل البرامج، والمسلسلات الرمضانية والأفلام… وزارة الصحة أولى بهذه الأموال”، كما نسب إليه تصريح: “أن الغمة لن تنتهي طالما أن الناس يتمنون عودة المقاهي أكثر من المساجد”، وأمثلة أخرى كثيرة.

تعرضت أيضًا مجلة “الزمالك” لواقعة تزوير غلافً لها، ظهر عليه عنوانًا ساخرًا “حظر بيع مشروب البليلة في أي من كافيهات النادي لأسباب صحية” بدلًا من العنوان الحقيقي وهو: “قرارات ثورية للأسد بعد مباراة القمة”، نهاية يونيو 2019، عقب فوز النادي الأهلي ببطولة الدوري المصري.

والكثير مثل تلك الوقائع تتعرض لها المجلات والمواقع الإلكترونية الإخبارية في مصر وكافة أنحاء العالم، بشكل يومي، على السوشيال ميديا، بغرض تسخيرها لأهداف مختلفة إما لتوجيه أو شحن الرأي العام نحو هدف محدد، أو السخرية من حدث ما، وغيرها من الأسباب.