بسبب تويتر.. ترامب يوقع أمرًا تنفيذيا

محمد الحلواني

في تحدٍ واضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضاعف موقع تويتر وضع بطاقات تدقيق الحقائق على التغريدات التي يعتبرها الموقع “مضللة” وفقًا للتقارير الإخبارية الموثوقة.

نرشح لك: أولى قرارات لائحة حماية البيانات على تويتر وفيس بوك

 

استمر تويتر في تدقيق الحقائق حتى في الوقت الذي هدد فيه الرئيس ترامب بالحد من الحماية التي تتمتع بها شركات ومواقع التواصل الاجتماعي. ومن مقر تويتر في سان فرانسيسكو، قامت الشركة بوضع ملصقات وبطاقات تدقيق الحقائق على تغريدات الرئيس ترامب لأول مرة يوم الثلاثاء.

ذكرت كيت كونجر ومايك إسحاق في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن تويتر أضاف اليوم الخميس المزيد من البطاقات والملصقات، على الرغم من علم الموقع بأن إدارة ترامب أعدت أمرًا تنفيذيًا للحد من الحماية القانونية التي تحمي شركات وسائل الإعلام الاجتماعية من المسؤولية عن المحتوى المنشور على منصاتهم.

وصعدت خطوة تويتر المواجهة بين الشركة والرئيس ترامب، تلك المواجهة التي بلغت ذروتها أمس الأربعاء. وبالتالي صاغ مسؤولو البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا يسهل على المنظمين الفيدراليين القول بأن شركات مثل فيسبوك وجوجل وتويتر تقوم بقمع حرية التعبير عندما تعلق حسابات المستخدمين أو تحذف المنشورات.

وقال جون بيرويا، الرئيس التنفيذي لجمعية الإنترنت، وهي مجموعة ضغط تمثل العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى: “يبدو أن هذا الأمر التنفيذي المقترح مصمم لمعاقبة حفنة من الشركات، ولكنه يقوض العديد من الجهود الحكومية لحماية السلامة العامة ونشر المعلومات الهامة عبر الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويهدد حيوية شريحة أساسية من الاقتصاد الأمريكي”.

وقالت متحدثة باسم تويتر إن التغريدات المعدلة يوم الخميس تحتوي على “محتوى مضلل محتمل” وأن التحقق من الحقائق كان متسقًا مع نهج الشركة هذا الشهر.

وفي سلسلة تغريدات يوم الأربعاء، قال جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لتويتر، إنه لن يتراجع عن جهود تدقيق الحقائق. وكتب “سنواصل الإشارة إلى معلومات غير صحيحة أو غير موثوقة”.

وقال مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك في مقابلة مع شبكة فوكس إن مواقع التواصل الاجتماعي لا ينبغي أن تنصب نفسها كحكم حول حقيقة كل ما يقوله الناس على الإنترنت”.

تستهدف مسودة الأمر التنفيذي لرفع الحماية الممنوحة لخدمات التكنولوجيا بموجب القسم 230 من قانون آداب الاتصالات شركات التكنولوجيا وبذلك ترفع عنها حصانة واسعة من المسؤولية عن المحتوى الذي أنشأه المستخدمون. وعارض السيناتور رون وايدن، وهو ديمقراطي من ولاية أوريجون إجراءات ترامب وتهديده بالقسم 230 واعتبرها خطوة لحمل شركات التكنولوجيا الكبرى على تبني معاملة أفضل للبيت الأبيض.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح لديه أكثر من ستة أضعاف متابعيه على تويتر منذ وصوله للبيت الأبيض في عام 2016. وزاد متابعو ترامب بما يقرب من 1.7 مليون في الشهر الماضي، ليصل المجموع إلى 80.3 مليون متابعًا ويجعله ثامن أكثر الحسابات متابعةً على الموقع، وفقًا لشركة تحليلات الشبكات الاجتماعية سوشيال بليد.

وقام ترامب بنشر أكثر من 52000 تغريدة و إعادة تغريد أكثر من 50 أخرى يومي الثلاثاء وأمس الأربعاء. وتلقى كل منها آلاف التعليقات والإعجابات. ويعد تويتر الموقع المفضل للرئيس الأمريكي لنشر أفكاره، بل ومواجهة خصومه ومع ذلك اتهم ترامب تويتر أمس بمحاولة “إسكات الأصوات المحافظة”.

وقال دارين لينفيل، الباحث في مواقع التواصل الاجتماعي وأستاذ الإعلام الجديد بجامعة كليمسون: “إذا كان تويتر يحاول إسكات الرئيس ترامب، فإنه أمر بالغ السوء”. وأشعل تويتر معركته الأخيرة مع الرئيس ترامب بعد أن أضاف بطاقة تدقيق الحقائق إلى اثنتين من تغريداته حول رسائل الاقتراع بالبريد يوم الثلاثاء، وأحال تويتر المستخدمين إلى المقالات الإخبارية التي فضحت مزاعم ترامب الزائفة بأن بطاقات الاقتراع مزورة كما زعم الرئيس.

وأضافت واشنطن بوست وفقًا لصامويل ووللي، أستاذ الإعلام الجديد ومدير فريق أبحاث الدعاية في جامعة تكساس في أوستن، أن بطاقات تدقيق الحقائق تكتسب أهمية خاصة عندما يتعلق الأمر بالحسابات المؤثرة التي تصل إلى ملايين المستخدمين. وقال ووللي: “الرسائل المضللة التي تأتي من الشخصيات العامة يمكن أن تضر بشكل خاص سواء على الإنترنت أو بعيدًا عنه”.