محمود ربيعي يكتب: أصوات رمضان.. "قيثارة السماء" الشيخ رفعت

للتواصل مع الكاتب اضغط هنــــــا

صوته علامة من أهم علامات قدوم شهر رمضان، فبمجرد أن تسمع صوته في آذان المغرب، أو بعض من آيات القرآن الكريم عبر أثير الإذاعة، ألا وتتأكد أننا الآن في شهر رمضان، لما لا فهو الصوت الذي افتتح الإذاعة المصرية، في عام 1934، ومن جمال صوته لقب بقيثارة السماء، إنه الشيخ محمد رفعت.

وكما اعتدنا أن نتحدث عن الكتب الصوتية في هذه المساحة، فسنتحول في رمضان إلى الحديث عن الصوت بشكل عام وتحديدا عن أهم الأصوات التي تذكرنا بشهر رمضان، واليوم سوف نتحدث عن واحد من أهم هذه الأصوات الشيخ محمد رفعت.

سُئل الشيخ محمد متولي الشعراوي عن الشيخ محمد رفعت فقال: “إن أردنا أحكام التلاوة فالحصري، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا النفس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت”.

هو من مواليد عام 1882 بالقاهرة، فقد بصره وهو في الثانية من عمره، كما حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز العشر سنوات، وتعلم المقامات الموسيقية، وأصبح قارئ للقرآن الكريم، كان يقرأ بشكل معتاد في مسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب والذي كان يشهد ازدحاما كبيرا، لدرجة أن القطار الذي كان يمر أمام المسجد كان يتوقف من الزحام أثناء قراءة الشيخ رفعت للقرآن.

ولعل مسجد فاضل باشا على الرغم من صغره إلا أن الشيخ رفعت ظل يقرأ فيه من عمر تسع سنوات إلى آخر عمره، ورفض أن يكون قارئ في أي من المساجد الكبيرة الأخرى في مصر بعدما أصبح من القراء المشهورين وبعد تواجده في الإذاعة المصرية، وفاء لهذا المكان خاصة أنه حفظ القرآن في نفس المكان في كتاب أمام هذا المسجد.

يقول الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب في حديث له عن ذكرياته مع الشيخ محمد رفعت “كنت صديقا له وتحت قدميه، حيث تحولت علاقتي به من صديق إلى خادم، كنت أشعر أنه يخاطب الله فعلا، لم تكن تلاوته مجرد قراءة، وكنت أشعر أنه بين يدي الله قبل أن يقرأ الآية، فالإيمان مختلط بصوته وصوته مختلط بالإيمان”.

لك أن تعلم صديقي القارئ، أن الشيخ رفعت، كان من الأصوات التي يحبها الملك فاروق وهو الذي قام بقراءة القرآن الكريم في سرادق عزاء الملك فؤاد، ولكن كان شخصية روحانية بشكل كبير ففي إحدى المرات رفض الشيخ رفعت الحضور في إحياء إحدى المناسبات للملك فاروق لأنه كان في سرادق عزاء لأحد الفقراء، وكان يرفض أن يقرأ القرآن خارج مصر وفي أي من الإذاعات غير الإذاعة المصرية.

في عام 1943 أصيبت حنجرة الشيخ محمد رفعت بـ”زغطة” تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة، وتسبب ذلك في ورم بحنجرته ألزمه الفراش حتى فارق الحياة في التاسع من مايو عام 1950 وفي هذه الفترة كان الشيخ رفعت يتلقى الكثير من الخطابات من مختلف بقاع الأرض شكرا، وتقديرا للصوت العظيم.

ونحن اليوم لا نُذَكركم به، فلن ينس أحد منا، صوت من أصوات رمضان الهامة، بل والأهم على الإطلاق، فنحن جميعاً لن ننسى صوت الشيخ “محمد رفعت”.

نرشح لك: محمود ربيعي يكتب: 10 نصائح لـ قراء الكتب الصوتية في رمضان

شاهد| نهايات مأسوية لنجوم الفن..