4 أكاذيب على "السوشيال ميديا" عن حادث محطة مصر شغلت الرأي العام

رباب طلعت حادث محطة مصر

منذ وقوع حادث محطة مصر برمسيس ظهر الأربعاء الأخير من فبراير 2019، تزايدت وتيرة انتشار الشائعات والأخبار “المفبركة”، التي تستغلها بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الراغبين في مزيد من “الفلورز”، و”اللايكات”، مستغلين احتقان مشاعر المواطنين، بسبب وقع الحادث الجلل عليهم، ليس ذلك فقط، بل يلجأ البعض لتأليف قصص إنسانية “مأسوية” تضمن لهم “الشير”، مهما كانت النتائج.

حادث محطة رمسيس، ليس الأول الذي يحدث فيه ذلك، حيث شهدت كافة الحوادث الأليمة سلوك مشابه، دون شعور بالمسؤولية، أو حجم خطورة مثل ذلك السلوك في تلك الأوقات، وسنحاول فيما يلي رصد أبرز ما تم تداوله من أكاذيب وقع ضحيتها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وتداولوها فيما بينهم، بل وأخذوا على عاتقهم مهمة الدفاع عنها، حتى بعد إبراز دلائل كذبها.

الشهيد الباحث عن الشهرة

بعد دقائق قليلة من نشر المصور الصحفي أشرف العمدة، الزميل بموقع “صدى البلد، صورة لشاب يلتقط صورة “سيلفي” أمام آثار القطار المتفحم وهو مبتسم، واستياء الكثيرين منه، والهجوم عليه لعدم شعوره بهول تلك المأساة، نسجت بعض الصفحات قصة “مزيفة” عنه، سردوا فيها أنه أحد شهداء الواقعة، وأن الصورة “فوتوشوب”، قد صنعها أصدقائه، تخيلًا منهم أنه ما زال حيًا!

تلك القصة لاقت قبولًا جماهيريًا كبيرًا، نظرًا لمأسوية الحادث، وندرة المعلومات عنه في الساعات الأولى، والتعاطف الكبير مع الضحايا المجهولين، فانتشرت بشكل كبير وواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن نشرها المصور الصحفي على صفحته مرة أخرى، مؤكدًا أنه من التقطها، وأنها حقيقية، واستعرض صورًا أخرى لها من زوايا عدة.

لم ينتهِ الأمر هنا فمن صدق تمسك برأيه، ووصل الأمر لإهانة الصحفي الشاب، الذي كشف أنه تلقَ تهديدات من والد الشاب وأسرته، وبالفعل هدد والد “ياسر مدبولي” الشاب الظاهر في الصورة، الصحفي متوعدًا له في “كومنت”، ومع ذلك ظل الكثيرون على موقفهم، وصمموا أنه “شهيد”!

ظهر الشاب -الشهيد- بنفسه في فيديو مصور مع صديق له على صفحته شرح فيها أنه كان هناك وساعد في إنقاذ بعض المصابين وكان والده يحاول الاتصال به ولم يجب لانشغاله في الحادث، ما دفع أسرته للقلق عليه، وعندما رد عليهم طلب والدهه أن يصور نفسه صورة “سيلفي” ليتأكد أنه بخير، وبالرغم من ذلك ظل عند البعض “شهيدًا”!

صاحب الصوره السيلفي التي التقطت أمام القطار الذي انفجر في #محطة_مصر

Posted by Mohamed Sobhy Zahran on Wednesday, February 27, 2019

بطل “الجردل”

منذ اللحظات الأولى لانتشار فيديوهات كاميرات المراقبة وظهور البطل المجهول الذي عكف على إنقاذ المحترقين بـ”جردل” مياه، وسط صراخ وخوف وركض المحيطين به، وبدأت الجميع يتسائل عن هويته حتى نشرت المواقع في البداية أنه وليد مُرضي، عامل بالشركة الوطنية لخدمات ركاب قطارات النوم، فبدأ الاحتفاء به على السوشيال ميديا، والمطالبة بتكريمه، فيما نشرت صحف أخرى أنه الشاب محمد رمضان، العامل بنفس الشركة، إلى أن محمد عبد الرحمن، الشاب الذي كشف أنه هو بطل الجردل الحقيقي، فبدأ التشكيك في البطل “وليد مرضي” على أنه مجرد باحث عن الشهرة ومدعي بالرغم من أنه لم يذكر في حواراته أنه صاحب لقطة “الجردل”.

حدث تضارب حول “مرضي” و”عبدالرحمن” من فيهم الصادق ومن المدعي، وبالنظر في تفاصيل القصص التي ذكرها كل منهما نجد أن “عبدالرحمن” هو صاحب الفيديو لأنه روى قصة الشاب الذي ظهر في الفيديو يحتضنه لينقذه، ولكن ذلك لا ينفي بطولة “مرضي” و”رمضان” لأن كلاهما أيضًا ساهم في إنقاذ المصابين بالفعل، أي أن الثلاثة أبطال.

جدل واسع حدث حول “مرضي” و”عبدالرحمن” من فيهم الصادق، وبالاستماع للحوارين نجد أن “عبدالرحمن” هو صاحب الفيديو لأنه روى قصة الشاب الذي ظهر في الفيديو يحتضنه لينقذه، ولكن ذلك لا ينفي بطولة “مرضي” و”رمضان” لأن كلاهما أيضًا ساهم في إنقاذ المصابين بالفعل.

Posted by Mai Korayem on Wednesday, February 27, 2019

ليسوا من الضحايا

استغلت بعض الصفحات صورًا قديمة ادعوا أنها لضحايا الحادث المأسوي، أبرزها كانت لطفل ادعوا أن اسمه “ريمون”، وهو رضيع أصيب بحروق بالغة، وبالبحث عن صورة الطفل المتداولة على “google image” للوصول لمصدرها، تبين أن المرة الأولى لنشرها كانت عام 2017، على صفحة “فريق بسمة الخيري” على “تويتر”، وذكروا أنه طفل تعرض للحرق في غزة، مدشنين حملة تبرع له.

طفل آخر تم تداول صورته على أنه أحد الناجين من الحادث، ولكنه لم يتم العثور على أهله، وبالطبع وجدت الصورة إقبالًا على الشير، وإعادة النشر، بحثًا عن أحد يتعرف عليه، بالبحث عن صورته في جوجل، تبين نشرها على الفيس بوك منذ نوفمبر 2018، بالإعلان أيضًا أنه “تائه” في محطة مصر، دون تأكيد أو نفي من أحد لذلك، أو الإشارة إذا ما كان عثر على أسرته أم لا.

لم تكن المتاجرة بصور الأطفال فقط، كذلك الكبار، حيث تم تداول صورة لشاب ذكروا أنه فقد الذاكرة، وفي المستشفى ويبحثون عن ذويه، وبالبحث عنها، تبين أنها متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 2015، على صفحات دول الخليج.

صورة قديمة أخرى من 2017، لشاب اسمه عمرو أحمد عبد العظيم عبد الحفيظ، سقط من القطار عند مزلقان قرية أطواب في المنيا، تم تداولها على أنها من الحادث.

تم تداول عدة بطاقات على أنها لضحايا الحادث منها لفتاة تسمى آلاء خالد، ولكن تبين كذب الخبر، حيث كذب أهلها الخبر، وحذفت أغلب الصفحات الصورة.

تزييف أقوال السائق

تداول البعض أيضًا صورة لسائق القطار، من حديثه أمس مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج “كل يوم”، المذاع على قناة “ON E”، وزعموا بالكتابة عليها، أنه قال إنه بعد الحادث اتصل بمدير الهيئة فأخبره أن القطار اصطدم، ما تسبب في وفاة ناس، وتفحمهم، فرد عليه بأنه سيمر عليه اليوم التالي لأنه “مقريف من الحادث”.

الحقيقة أنه تم تزييف أقوال السائق، حيث أنه قال في فيديو اللقاء، أنه لم يكن يعلم أن هناك ضحايا، وبعدما ترك الجرار ونزل لاستكمال “الخناقة” مع زميله، غادر إلى منزله لأنه كان يتوقع أنه اصطدام عادي، واتصل بعدها بمدير الهيئة فقال له أنه اصطدم بالفعل دون أية تفاصيل عن ضحايا أو غيره، فأخبره: “هعدي عليك بكرة”.

حادث محطة مصر حادث محطة مصر حادث محطة مصر

نرشح لك: نص استقالة هشام عرفات بعد حادث محطة مصر

شاهد| يوم مش عادي في ضيافة الإعلامية رنا عرفة