يوسف الأول ونادرة vs يوسف الثالث وسلمى.. 16 اختلافًا بين زمنين

رباب طلعت أهو دا اللي صار

“ويبدو أن الحب هو شجرة الخلد، وهو الملك الذي لا يُبلى”.. بتلك الكلمات عبر عبد الرحيم كمال، عن قصص الحب التي انطوى عليها عمله الفني الجديد “أهو دا اللي صار”، وأبرزهم قصة حب “نادرة بنت زكريا ويوسف الأول”، في عشرينات القرن الماضي و”سلمى ويوسف الثالث”، في ألفينات القرن الحالي، والذي يجسد كلاهما روبي وأحمد داود.

“أهو دا اللي صار” قدم مقارنة تاريخية  خلال مئة عام، من خلال قصتي الحب الأساسيتين في المسلسل، حيث إن “كل شيء بيموت إلا الحب” كما قالت سلمى ليوسف الثالث، وفي تلك المقارنة ظهرت العديد من الاختلافات بين قصتي الحب، يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:

نادرة ويوسف الأول

1- في العشرينات ظهرت نادرة ابنة زكريا خادم القصر الذي تملكه خديجة هانم كـ”مصر” في ذلك الوقت، مزيج ما بين الفقر والأصالة والتمسك بالأخلاق، والسعي نحو الثقافة والحداثة، “نادرة” هي ثورة الشعب الذي أراد الخروج من خدمة الغرباء للاستقلال والشخصية “المختلفة” التي نجحت في خطف “يوسف الأول” الطبيب القادم من الغرب المُحمل بأفكار تتصادم مع الأعراف المجتمعية وقتها، الرافضة للطبقية، ونبذ الأغنياء للفقراء، والحب البعيد عن تعقيدات “ابن الهانم”، و”بنت خادمتها”.

2- نادرة – الفتاة ذات المزيج المختلف والنادر- كانت فتاة هادئة خجولة، رقيقة الطباع والملامح، تعبر عن حبها بتعبيرات مستترة ونظرات مختلسة، لا تأخذ المبادرة أبدًا، فقط يقودها قلبها وراء نوبات جنون “يوسف الأول”، تترك نفسها له، ولكنها تظل خائفة مترقبة لما ستناله من عقاب، تحذره أنها من سكان الطابق السفلي للقصر، وهو الابن والوريث لصاحبته، منصاعة “للقدر والنصيب”، وما يرضاه له والدها حتى وإن كان عقابه.

3- تعبر نادرة عن غضبها واستيائها وحبها بصمت، لا صوت لها، لا رأي لها، بالرغم من اختلافها وتميزها، إلا أنها ضعيفة ومنكسرة، لا تملك من العناد شيئًا.

4- “يوسف الأول” كما وصف نفسه “بشوش بطبعه”، هادئ الملامح والطباع، أنيق، نبيل، مثقف، وحيد، لم يجد صديقًا يشبهه تمرده على الأعراف سوى ساكني العشة التي بجوار المنزل -علي بحر والبساطي والشيخ الزهار وجوني منصور- يحب غنائهم وفنهم وروحهم وإيمانهم بالثورة، يعبر عن ثورته معهم كيفما شاء دون رقابة “خديجة هانم”.

5- بالرغم من رفضه للعادات والتقاليد التي أبعدته عن “نادرة” إلا أنه كان أيضًا أمامها ضعيف، وينصاع لأوامر والدته، ولكنه يحارب بصبر وهدوء يتناسب مع شخصيته الحالمة، التي استسلمت في النهاية بعد ضياع الحلم.

6- بالرغم من خجله كان هو المبادر دائمًا، هو من يكسر القواعد ليصل لـ”نادرة”، ليخطف لحظات معها، هو من كان يتحدث كثيرًا، وتسمع هي.

7- قصة الحب كانت صعبة أو “مستحيلة” بأفكار المجتمع وقتها، ولكنها كانت ذات طابع رومانسي خيالي يشبه الأساطير التي تتحدث عن زواج الأمير من الفتاة الفقيرة.

سلمى ويوسف الثالث

1- بالطبع بعد مرور 100 عام، طرأت العديد من التغييرات على الشخصية المصرية بشكل عام، وبالتالي، قصة الحب التي جمعت بين سلمى ويوسف الثالث -صورة نادرة ويوسف الأول المعاصرة- فكان واقع القصة سريعًا، حيث حدث الحب من المرة الأولى التي التقيا فيها، وفي الثانية قررا الزواج.

2- سلمى انعكاس للمتغيرات التي طرأت على الفتيات في ألفينات القرن الحالي، حيث أصبحن أكثر جرأة، واقدامًا، وقادرات على التعبير عن آرائهم وحبهن، بسهولة، فكانت عكس “نادرة” قادرة على أن تُخبر يوسف الثالث بحبها فورًا، وتفتح هي المواضيع والأحاديث الطويلة، مجنونة، شقية، وغريبة الأطوار، مع تدين صوفي يضفي عليها ” حلاوة خاصة”.

3- سلمى تعبر عن ذاتها أكثر من نادرة التي كانت عينها هي وسيلة التعبير الوحيدة التي تستخدمها لتخبر يوسف الأول بحبها، وخوفها وخجلها، ذلك الخجل الذي اختلفت ملامحه عند سلمى التي لم تنجح في إخفاء خجلها بـ”شقاوتها”.

4- سلمى مستقلة أكثر، أخبرت والديها بحبها، تكذب عليهم ويصدقانها لأنها “ما بتعملش حاجة غلط”، تلك الثقة التي وضعاها فيها، جعلتهم يوافقون على اختيارها عندما أخبرتهم أنها تريد الزواج من شاب لم تره إلا مرة واحدة، وقبولهم بالرغم من الاختلافات الطبقية بينهما، وحتى وإن كانت موافقة والدها لرغبة منه في السيطرة على القصر، لكن الطبقية لم تتحكم هنا في قصة الحب.

5- يوسف الثالث عكس الأول، قليل الكلام، غامض، لا يبتسم كثيرًا، مُثقل بالهموم، “كئيب” ولكنه يحافظ على “بشاشة” وجهه، خجول، تبهره سلمى مثلما فعلت نادرة في يوسف الأول، ولكنه يتركها هي دائمًا تأخذ المبادرة الأولى.

6- يوسف الثالث مثقف كالأول ولكنه موهوم بالتاريخ، تاريخ الإسكندرية تحديدًا، عاشق لها، الأول كان محبًا للروايات والأدب والفن أكثر.

7- الثالث ليس غنيًا مثل الأول، بالرغم من أنه الوريث الشرعي للقصر، سلمى هي الأغنى.

8- القصة كانت تحيط بها في القرن الماضي، ملامح ذلك الزمن، مزيج الفن والثورة والحب، بينما في الحالي، فهو سريع ومزعج مليء بالصراعات، واتساع الفجوة بين الأفكار والإيدوليجيات، ففي عصر نادرة ويوسف الأول، كان الشيخ الزهار الحاصل على الشهادة العالمية الأزهرية، عازف، وصديق علي بحر المغني، والبساطي “الفلاتي” الذي يبحث عن ورقة اليناصيب التي فاز بها في النهاية، وجوني منصور الأديب الإنجليزي، لا فرق بينهم جميعًا، ولكن في عصر يوسف الثالث وسلمى لم تقبل زوجة أخو يوسف أن تكون سلمى غير محجبة، و”أكيد هتحجبها بعد الجواز” في تحريض واضح منها على أنها يجب أن تكون “شبههم” حتى في طريقة الملابس.

9- الاختلاف الأكثر وضوحًا كان بين ملامح الإسكندرية وشكل سكانها بين الزمنين، حيث لم يتبق منها إلا البحر كما قال يوسف الثالث لسلمى.

نرشح لك: شاهد: بكاء إيما ستون بسبب إحدى جوائز الأوسكار

شاهد: بالعقل حلقة 7.. للنساء فقط

أهو دا اللي صار أهو دا اللي صار أهو دا اللي صار