هشام الخشن يكتب: هل نجح اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب؟

هل نجح اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب؟

يدعي خبراء العلاقات العامة أنه لا توجد ضجة إعلامية سيئة أو سلبية، وأن أي جدل في النهاية نتائجه جيدة. وأظن أن معرض الكتاب هذا العام أثبت هذه المقولة أو النظرية. فقد صاحب خبر نقل المعرض إلي مقره الجديد انتقادات وصلت حد البكائيات متوقعة ومعتادة مع كل جديد، ما بين أصوات مكلومة ببعد المكان إلي أخري تتظلم من قرارات تنظيمية للعارضين لم يعتادوه؛ لتمتد الشكاوى إلي قائمة يطول سردها هنا، ولكن هذه الأصوات تخافتت مع افتتاح المعرض وحالة الرضا العامة التي صاحبت تقارير من زوار الأيام الاولي.

حين قمت بزيارة المعرض – في أيام أسبوعه الأخير – كانت توقعاتي قد علت بناء علي ما سمعت وقرأت ممن سبقوني في الزيارة، حين وصلت للمكان تخيلت وآملت أن أري ما رأيته من عدة سنوات حين زرت معرض فرانكفورت، والحقيقة لم أجد ذلك ولعلي كنت قد رفعت دون داعٍ سقف توقعاتي، ولكن بعد تجوال قصير في المكان توقفت وأعدت التقييم فوجدت أن ما أمامي هو طفرة كبيرة إذا ما استدعينا ما كنا نتعرض له في السنين السابقة.

نحن أمام معرض حقيقي الآن وليس سوق أو ”سويقة“، التنظيم فوق الممتاز آخذين في الاعتبار أنها دورته الأولى في هذا المكان، الأهم أنه من الواضح أن هناك تخطيط وراء هذا التنظيم وأنه ليس عشوائيًا ولا هو فردي بل إن كل اللمسات المستجدة واضح فيها أنها عمل فريق اجتهد.

ما استرعى نظري أيضا وكنت قد قرأت وسمعت به في تعليقات العارضين والزائرين الذين سبقوني؛ هو نوعية الزوار، زوار أتوا بشغف حقيقي للكتاب لا مجرد للزيارة وقضاء يوم سعيد، الشباب الذي يملأ جنبات صالات العرض لم يكن يتسكع بل جاء بغرض البحث والاقتناء لما سوف يقرأه لا ما سوف يضعه في غرفته وينسي عنوانه.

صاحب كل هذا جدول فعاليات رائع ثري مليء بالأحداث والحيوية يجب هنا أن أحيي المنظمين عليه وأن أدعوهم أن يزيدوا من ذلك البريق في الدورة المقبلة.

وكي لا تكون شهادتي شديدة الإيجابية يجب أن أسجل استيائي من منطقة انتظار السيارات فهي بلا شك أسوأ ما في المكان، بل هي ”خرابة“ تُركت لصدفة تصرف قائدي السيارات وعدد قليل من منظمي المكان، المعرض بتنظيمه الداخلي كان يستحق أفضل من ذلك بكثير، كما أن عبور المشاة من منطقة انتظار السيارات ووقوف الاتوبيسات كان في منتهي الخطورة وأحمد الله أن لم تحدث حوادث مرتبطة بهذا الموضوع.

أنا من جيل حضر المعرض في أرض الأوبرا وفي مدينة نصر والآن في التجمع، وأشهد أن الدورة الأخيرة هي الأحسن وأن القاهرة ومصر بصدد الوصول بمرآتها الثقافية (معرض كتابها) إلي المكان المفترض أن نتبوأه..

نرشح لك – تفاصيل معرض الكتاب 2019

شاهد: يحدث لأول مرة.. في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب