محمد عبد الرحمن يكتب: مافيا محمد رمضان

على عكس المعتاد وبعد يومين على الأكثر، انحسرت حملة الهجوم على جديد الفنان محمد رمضان أغنية “مافيا”، واستمر الفنان الذي أثار الجدل بلقب “نمبر وان” في بث مقاطع فيديو لجمهور من مختلف الفئات والأعمار، وهم يغنون مقاطع من الأغنية الجديدة وتحديدًا اللقطة الراقصة، التي بات كثيرون يحاولون تقليدها في الشارع.

تراجُع الهجوم على محمد رمضان وأغنيته الجديدة “مافيا”، له أسباب عديدة من وجهة نظري، أبرزها قدرته على الاستمرار والإنتاج حتى لو وقع في أخطاء أحيانًا وخاصمه التوفيق في أحيان أخرى.

نرشح لك.. محمد عبد الرحمن يكتب: “الضيف” فيلم “مختلف عليه”  

القدرة على الاستمرار والتواجد وسط هذا الزحام من النجوم، وأسهمهم التي تصعد وتهبط يوميًا في زمن السوشيال ميديا، منحت لرمضان ميزة البقاء لأطول فترة تحت الأضواء، وتفادي كل سيناريوهات التراجع وانتهاء نجوميته، وإن كان عليه أن يركز أكثر في مضمون يعيش لسنوات بعيدة، حتى يستحق وضع اسمه بين كبار الفن المصري، بما يليق بموهبته وقدرته على التجسيد؛ وليس فقط قدراته كمؤدٍ لأغنيات وبطل لإعلانات ونجم لصور وفيديوهات تستهلكها جميعًا مواقع السوشيال ميديا .

من الأسباب أيضًا، أن الجمهور يكوّن خبرات متراكمة بمرور الوقت، وما كان محرّمًا قبل فترة يصبح معتادًا بشيوع استخدامه وإقبال فئات واسعة من الجمهور، قبل 10 سنوات مثلًا كان النجم هو من يمثل للسينما، وكانت عبارة “ممثل تلفزيوني” بمثابة تقليل من شأن ممثل لصالح آخر قد لا يقل عنه موهبة، لكنه قادر على التواجد في شباك التذاكر، الوضع اختلف الآن وبات مَن يغيب عن دراما رمضان يخسر.

قبل 3 سنوات كانت تجربة “مسرح مصر” في مرمى النقد لأن هناك من لا يعترف بأن يتم إنتاج مسرحيات لعرضها مباشرة على التلفزيون، التجربة تتسع الآن وكل قناة تتمنى أن يكون لها مسرح تقطف ثماره وتقدمها طازجة للجمهور كل أسبوع، على نفس الخط، كان من المستغرب أن يقدم النجم أغنيات وهو ليس بمطرب، لكن طالما تنجح ولها مردود إعلاني، وتحقق ملايين المشاهدات في وقت قياسي، فلماذا لا يستمر؟ ومن قال إن النجم لا يظهر إلا على فترات متباعدة ولا يقدم إلا أعمالًا محدودة ليحافظ على بريقه؟ قد يكون محقًا وهي مدرسة جربها نجوم كثيرون ونجحت، لكن رمضان بانتشاره في الفترة الأخيرة فتح مدرسة أخرى تبدو حتى الآن ناجحة وإن عابها التكثيف، حيث قدّم قرابة 4 أغنيات في 10 شهور، والتوازن مطلوب لأنه بالأساس ممثل.

نرشح لك.. محمد عبد الرحمن يكتب: الاستثنائية نادية لطفي

أغنية “مافيا” حققت 35 مليون مشاهدة عبر يوتيوب في أسبوعين، أغنية “نمبر وان” حققت منذ طرحها في يونيو الماضي أكثر من 70 مليون مشاهدة، هذه الأرقام تؤكد أن هناك جمهورًا مستعد لالتهام هذا الإنتاج، مع الوضع في الاعتبار أن أغنيات فيلم “الديزل” لم تصل إلى ربع هذه الأرقام، بالتالي الجمهور يذهب لما يرضيه وليس لكل ما يقدمه رمضان.

والفنان الموهوب بحاجة دائمًا لأن يقيم خطواته وإنتاجه ويحقق التوازن المطلوب، بداية من حسن اختيار الكلمات وهو ما حدث في “مافيا” بشكل كبير، فغابت الحملات الغاضبة ضد تعبيرات معينة استخدمها في أغنيات “نمبر وان” و” الملك” و” أقوى كارت في مصر” ، وصولًا لمنح الجانب الأكبر من وقته للدراما والسينما، فرغم مرور كل أعماله الأخيرة من بوابة النجاح، لكن التفاوت واضح بسبب ثغرات في الكتابة والتنفيذ لضيق الوقت ولتدخله – حسب ما يتردد – في تفاصيل هي من حق المخرج والسينارسيت، بل إن اختياره للمخرجين يجب أن يكون نابعًا من قدرتهم على تقديم إضافة تظهر آثارها على المنتج النهائي، دون أن يعتمد على نجوميته فقط في جذب المشاهدين، فالمخرج المطيع قد يكون مريحًا للنجم في “اللوكيشن”، لكنه لن يقدم ما يجعله “نمبر وان” على الشاشة.

شاهد: يحدث في مصر في 2019