حسين عثمان يكتب: عن العشق والهوى في معرض الكتاب (1)

الحمدُ لله أن أخذت نزلة شُعَبية حادة وقتها، قبل أن يفتح معرض القاهرة الدولي للكتاب أبوابه غداً الأربعاء إن شاء الله، المعرض في حياتي له ذكريات وحكايات، هو عيد بكل ما تحمله الكلمة من معاني البهجة، وليس فقط مناسبة سنوية تجمع دور النشر المصرية والعربية والأجنبية في مكان واحد لمدة أسبوعين، حتى تقوم بعرض أحدث إصداراتها بجوار القديم منها، بأسعار تقل عن باقي أيام السنة بنسب خصم متفاوتة، يخطيء من يظن أن قيمة معرض القاهرة الدولي للكتاب، تنحصر في شراء الكتب وفقط، صحيح أن الكتاب بالأساس هو مناسبة الحدث، ولكن المعرض يضم من الأنشطة الثقافية والفكرية والفنية، ما يجعله مهرجاناً حقيقياً لا تكفيه زيارة واحدة، ولا يمثل شراء الكتب إلا أحد الهوامش على دفتر أحواله.

معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الخمسين هذا العام، دورة اليوبيل الذهبي، يشهد الانتقال الثاني لموقعه من أرض المعارض بمدينة نصر، إلى مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وقد كنت من المحظوظين بحضوره في موقعه الأول بالجزيرة، موقع دار الأوبرا المصرية حالياً، ولم أكن في هذا الوقت إلا طفلاً ثم صبياً يزوره بصحبة أم واعية، تأخذ بيد أولادها إلى آفاق رحبة من المعرفة، اعملوا كده مع أولادكم، زي ما عملت مع أولادي، القراءة في تقديري تعود أكثر مما هي مَلَكَة أو استعداد، خطأ آخر شائع يحرم الكثيرين من قيمة المعرفة ومتعتي القراءة الفكرية والوجدانية، وقت الانتقال الأول للمعرض من الجزيرة إلى مدينة نصر، الناس قالت بعيد، زي ما بيقولوا دلوقتي، حجة، المصري كسول بطبعه.

على فكرة، وزارة الثقافة نسقت مع محافظة القاهرة، حتلاقي خطوط مواصلات نقل عام وسرفيس، ميكروباص يعني، تنقلك لمقر المعرض من مواقف حلوان وصقر قريش وأحمد حلمي والعباسية والمؤسسة والمظلات والنزهة الجديدة والسيدة عائشة والأميرية وعبد المنعم رياض، يللا شد حيلك، وفرصة إن الخميس عطلة رسمية مع ويك إند الجمعة والسبت، والجو معقول الحمدُ لله، وبإذن الله يستمر كويس، وامتحانات نص السنة مدارس وجامعة آخرها الأسبوع ده، سامعك بتقول إننا آخر الشهر، اتفقنا إنكم حتزوروا المعرض أكتر من مرة، ومش لازم تشتري من أول مرة، لسه حنوعيك بخصوص موضوع الشرا ده، اصبر علينا بس، وتابع موقع إعلام دوت أورج، طوال أيام المعرض، من بكرة ولحد الثلاثاء 5 فبراير، أسبوعين فيهم 2 ويك إند ويوم إجازة رسمية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي، يستعيد اليوم تقليد افتتاح رئيس الجمهورية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، شيء جميل، وعود حميد، يرفع ولا شك من قيمة الحدث، خاصة إذا اكتمل بحوار مفتوح مع كتاب ومثقفي مصر، وضيوفها العرب والأجانب، جامعة الدول العربية هي ضيف شرف المعرض هذا العام، والمعرض في يوبيله الذهبي يحتفي بمؤسسيه الأوائل، ثروت عكاشة وسهير القلماوي، اقرأ عن سيرة ومسيرة المؤسسين في ويكيبيديا، ولا تنس إسلام شلبي، الجندي المجهول الذي لا يعرفه أحد، حسب تقرير شيماء شناوي، بملحق ثقافة وناس، جريدة الشروق عدد السبت الماضي، وفيه طالبت “الشروق” وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، برد اعتبار شلبي، الفاعل الحقيقي وراء إطلاق المعرض، في نسخته الأولى عام 69، وفي ظروف سياسية صعبة أعقبت هزيمة يونيو 67.

وحتى يكون ختامه مسكاً، أوصيك بأول كتابين، في رحلة البهجة مع معرض الكتاب هذا العام، الأول “اللغز وراء السطور – أحاديث من مطبخ الكتابة” للراحل الكبير أحمد خالد توفيق عن دار الشروق، وفيه يحررك من هواجس ما وراء الكتابة، ببعض الثرثرة من داخل وخارج مطبخها، تجعلك تقرأ وأنت حر غير مكبل بأي قيود، والثاني “بيست سيلر – حكايات عن القراءة” للكاتب الصحفي سامح فايز عن الدار المصرية اللبنانية، ويصاحبك فيه إلى متعة القراءة، عبر عدة نصائح تيسر عليك أمورها المتشابكة، وحتى لا أطيل على من تابعني حتي هذه السطور، فقط ليعرف عن العشق والهوى في معرض الكتاب، فالعشق ليس إلا عشق القراءة، والهوى ليس إلا هوى الكتاب، وعنهما نواصل هذه السلسلة طوال أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب.

حسين عثمان يكتب: تصريحات الأسبوع السبعة

نرشح لك: التفاصيل الكاملة لفعاليات وندوات اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب

شاهد: يحدث لأول مرة.. في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب