هشام صلاح يكتب: نجيب الريحاني وأِشرف عبد الباقي بين ماضي التاريخ وحاضر المستقبل

 

في بداية الثلاثينات من القرن الماضي وبعد سنوات عديدة من المحاولات لتقديم عدة أعمال فنية ناجحة، وخصوصًا على خشبة المسرح، حيث استطاع المسرحي الكبير نجيب الريحاني وصديق كفاحه بديع خيري تأسيس والاستقرار على شكل فرقتهما الخاصة، والتي حملت اسم “الريحاني” في حياته وحتى مماته، والذي بدأها بمسرحية ” حُكم قراقوش” على خشبة مسرح “رمسيس سابقًا”، والذي سمي بعد ذلك باسم نجيب الريحاني، نظرًا لجُهده المبذول في تلك الفترة، والذي قدّم من خلالها نهضة مسرحية في تاريخ المسارح المصرية.


فرقة “الريحاني” تكونت من عدة نجوم ومنهم “عبدُ العزيز خليل، واستيفان روستي، وحسن فائق، وفيليپ كامل، وعبدُ اللطيف جمجوم، ومُحمَّد حسن الديب، وبشارة واكيم، ومُحمَّد كمال المصري، وعبدُ الفتَّاح القصري، وماري مُنيب، وميمي شكيب، وزوزو شكيب، وزينات صدقي، ومُحمَّد مُصطفى، وسيِّد سُليمان، ومُحمَّد حلمي، وعبدُ العزيز يُوسُف، ومُحمَّد لُطفي”، وظلت تعمل هذه الفرقة على خشبة مسرح الريحاني القاطن بشارع عماد الدين بوسط القاهرة دون تغير يذكر في اسمائهم، وبعد تقديم العديد من المسرحيات الناجحة وحتى وفاة نجيب الريحاني.


مع مرور الوقت وتقديم العديد من الروايات المسرحية الناجحة، أصبح مسرح فرقة الريحاني أحد أهم المسارح بالقاهرة بل في الوطن العربي بأكمله، حيث شهد عليه العديد من المواقف التاريخية، منها زيارة محمد نجيب أول رئيس مصري بعد إلغاء الملكية، وغيرها من تجمعات وأسماء لامعة وقفت علي هذه الخشبة قدمت الكثير والكثير للفن المصري والعربي.


بعد انتهاء عصر فرقة الريحاني قدمت على خشبة المسرح العديد من المسرحيات الكبرى للعديد من نجوم الفن المصري، والذين أثروا الوسط بأعمال ناجحة، حتى جاءت لحظة البداية الحقيقية في منتصف الثمنينات لأحد الأسماء اللامعة في الوسط الفني، وهو النجم أشرف عبد الباقي، والذي وقف على هذه الخشبة من خلال مسرحية “خشب الورد”، مشتركًا فيها بجانب محمود عبد العزيز وعبد المنعم مدبولي غيرهم من نجوم.


استطاع عبد الباقي على مدار 30 عامًا من الكفاح، تقديم العديد من الأعمال الفنية الناجحة سواء على مستوى الدراما أو السينما أو المسرح، وبالتحديد على المستوى المسرحي، والذي يخطو فيه خطوات كبيرة هامة في تاريخ المسرح المصري الحديث مثلما فعل الريحاني في التاريخ القديم للمسرح في مصر.


نجح عبد الباقي بتجربته الحديثة “تياترو مصر” والذي تحولت إلى “مسرح مصر” في تقديم مستوى راقي من الفن بشكل مختلف وغير تقليدي، وذلك من خلال استعانته بالوجوه الشابة وتوظيفهم بشكل جيد على خشبة المسرح مما أوصلهم حاليًا لحالة من النجاح الكبير بل التميز أيضًا علي مستوى مصر والوطن العربي، وأصبح أبناء عبد الباقي هم نجوم الساحة الفنية في مصر حاليًا، إلا أن عبد الباقي لم يكتف بذلك أيضًا، فإصراره على التميز دائمًا جعله يفكر بشدة بتكوين فرقة شبابية أخرى بعيدة كل البعد عن نجوم فرقته “مسرح مصر”، من حيث المضمون والشكل.


ظل يفكر في هذا الأمر لفترة طويلة حتى بدأ في تجميع فرقته الجديدة خلال الأشهر الماضية، وتحديدًا في صيف 2018 الذي أوشك على الانتهاء، وبدأ يبحث عن مسرح جيد يبدأ به مشروعه مع فرقته الجديدة، إلي أنه من الواضح أنه قرر الحنين الي الماضي والتاريخ حتى استطاع أن يحصل على إيجار مسرح نجيب الريحاني بوسط القاهرة، والذي وقف هو شخصيًا عليه في بدايته الفنية من خلال مسرحية”خشب الورد”.

بعد أن حصل عبد الباقي علي مسرح الريحاني بدأ في تجميع فرقته المسرحية الجديدة والتي تتكون من 40 ممثل وممثلة وهم ” عماد إسماعيل، ومحمد حسن، وحكيم المصري، وأحمد الشربيني، وياسمين سمير، وأميرة حافظ، وملك ياسر، ونيللي محمود، وعلي المصري، وأحمد أشرف، ومحمد بطاوي، وناجي جدو، وعبدالعزيز محمد، وأحمد عبدالعزيز، ومحمد عصام، ومحمد مغاوري، وأحمد الصاوي، وباسم عبدالعظيم، وجابر فراج، وسليم سليمان، وحسام حسين، وفادي سمير، ومحمد حسني، وحاتم وحيد، ومصطفى سعيد، ومحمد منصور، وعمرو سمير، ومصطفي حمزة، ونفين التوني، وسارة الصياد، وأحمد فتحي، وهاني فاروق، وأحمد كامل، وبسنت صالح، ومصطفي ناجي، إبراهيم حسن، فتحي سالم، بلال مجدي، أحمد فرج”، هؤلاء هم نجوم فرقة عبد الباقي الجديدة والذي قام بتدريبهم وإخراج وإنتاج مسرحيتهم الجديدة “جريما في المعادي .. مسرحية كلها غلط”، والمقدمة حاليًا على خشبة مسرح الريحاني بوسط البلد أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع.


بعد أربع أشهر من تدريب وإعادة تأهيل وتجديد مسرح الريحاني من قبل عبد الباقي وفرقته المسرحية الجديدة، استطاعوا أن يفتتحوا العرض المسرحي الخاص بهم منذ عدة أسابيع وهم محاصرون بتاريخ ذلك المسرح العريق، فمن المؤكد أنهم يعلموا جيدًا الآن بأنهم يسطرون أسمائهم في كتب التاريخ الحديث للمسرح، خصوصًا بعد هذا الجهد الكبير المبذول من المسرحي الكبير أشرف عبد الباقي، نعم فهو مسرحي كبير بكل ما تحمله الكلمة، والذي يرفض إزالة اسم نجيب الريحاني و كتابة المسرح باسمه الشخصي، فهو بالتأكيد نجم كبير ورمز من رموز المسرح المصري الحديث، فتحية كبيرة لهذا النجم الكبير الذي يعمل دائمًا وأبدًا في صمت وبعيدًا عن الأضواء.

نرشح لك: “سعيد مثل لازارو”.. نموذج معاصر للواقعية السحرية

حسين عثمان يكتب: سيرة حسن كامي

شاهد: أغلى فساتين زفاف في العالم