هشام صلاح يكتب: الثنائي المرعب.. أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة

منذ سنوات وسنوات تميّزت مصر بالإبداع في كافة التخصصات، وتحديدًا في مجال الفن وبالأخص في الوسط الموسيقي، حيث أبدعتنا السيدة أم كلثوم بالعديد من الأغنيات والتي تعيش إلى  يومنا هذا، وأيضًا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي، و شادية، وغيرهم من أسماء رنانة أثرت الوسط الفني الموسيقي بالعديد من الأعمال المميزة والتي تتغنى بها الأذان اليوم وكل يوم.

من المؤكد أن أحد أهم  أسباب نجاح المطربين هو اختيار أعمالهم من حيث الكلمة واللحن والتوزيع، حتى يتسنى له أن يقدّم شيئًا جديدًا ومختلفًا لجمهوره بشكل خاص وللجمهور المُتابع للموسيقى بشكل عام، فكل عنصر مما سبق له دلالة كامنة بداخله، وخصوصًا “الكلمة” والذي يقوم بتوظيفها الشاعر والذي يصف الحالة التي يريد أن يبرزها ببعض من الكلمات والجمل حتى تكتمل الصورة كاملة بعد عدة بروفات موسيقية، وفي النهاية تظهر للمتابعين على هيئة أغنية كاملة متكاملة، من الطبيعي أن يعجب بها البعض ولا يعجب بها البعض الأخر.

محتوى الكلمة والذي يقوم بدورها “الشاعر” هي من أصعب التخصصات في مجال الموسيقى، خصوصًا أنها تعتمد في المقام الأول والأخير على الإبداع الحسي في كل جملة بل في كل كلمة بل في كل حرف يكتبه الشاعر، حتي يصل للجمهور بمنتهي السهولة واليسر وبالتالي ينجح العمل الغنائي، فلا ينكر أحد أن الأذواق اختلفت بشكل كامل في الوقت الحالي مقارنة بعصر “عبد المطلب وأم كلثوم والعندليب وعبد الوهاب وغيرهم”، وذلك بسبب اختلاف الثقافات والعصر التكنولوجي الذي نعيش به حاليًا والعديد من العوامل الأخري.

نرشح لك: كيف تطور قناة تليفزيونية حكومية؟

لكن المؤكد من وجهة نظري أن الإبداع هو العنصر الوحيد الذي لم ولن يتغير حتى وأن مرت ملايين السنين، ففي ذات يوم خرج علينا الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين بمقولة تؤكد هذا الكلام، حيث قال: ” فيه كلمة تقدر تزرع البور حور ضليل.. وكلمة تقدر تجعل الكوخ بيت جميل”، وهذا الوصف الدقيق بالتحديد يتمثل في شعراء من الجيل الحالي وهم أمير طعيمة وأيمن بهجت قمر، فكل منهما سيطر بشكل أو بأخر على الإبداع الحقيقي على مستوى الشعر والكلمات في الوطن العربي مع الاحترام لجميع الشعراء الموهوبين الناجحين أيضًا في الوقت الحالي، لكن الثنائي المرعب “بهجت وطعيمة” استطعا أن يصلوا في السنوات الأخيرة لقمة التوهج الإبداعي حتى في الجوائز التقديرية، فيتقاسم كل منهما منصات التتويج سواء كانت عبر الصحف والإعلام أو المهرجانات الفنية الكبيرة.

عندما نتحدث في الأجيال الماضية عن صلاح جاهين ومرسي جميل عزيز و الأبنودي و حسين السيد ومحمد حمزة وفتحي قورة وغيرهم من المبدعين، سأتحدث وبكل ثقة في العصر الحالي عن أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة، واللذان أثبتا بكل جدارة واستحقاق أنهما أحد أهم الأسماء الكبرى في تاريخ الشعر المصري الحديث، لما يقدّمانه من إبداع فني غير مسبوق على مستوى الكلمة، والملفت في الأمر أن الغالبية العظمى من أعمالهما هي من تنجح في مصر والوطن العربي سواء كان مغنيها مطربًا له تاريخ أو مطربًا شابًا يبدأ حياته الفنية، وهذا شيء يحسب لهما في تاريخهما الفني، ولا أظنني أبالغ إذا قلت أن الذي حققاه سويًا لم يحدث من قبل حتى من الأسماء الكبيرة الراحلة عن عالمنا.

في نهاية الأمر أتمنى وأقترح علي هذا الثنائي المبدع أن يفكرا جديًا في تأسيس ورشة كتابة خاصة بالأشعار والمواهب الجديدة، حتى يتم تخريج العديد من الأسماء الشابة المبدعة للوسط الموسيقي في مصر والوطن العربي، وإذا نجحت الفكرة بشكل مهني صحيح يقوم كل منهم بتقدّيم أشعار الشباب الجديدة لنجوم الغناء العربي، فهذا أمر سيسجل في تاريخهما الفني فيما بعد، وبالتأكيد مصر ولادة وبها الكثير من المواهب المدفونة التي لا تستطيع أن تأخذ الفرصة لإظهار نفسها.

هل يطفئ حماقي شموع “كعكة” الموسيقى لعام 2018؟

شاهد: نهايات مأساوية.. #كاميليا ماتت ليحيا #أنيس_منصور