دينا عصمت: الرئيس السيسي غيَّر مفهوم الشخصية السياسية في العالم

 

دينا عصمت:

– الاختلاف بين نسختي منتدى الشباب واضح ويكشف حجم التطور

– ملفات جلسة “ما بعد الحروب والنزاعات” كانت ساخنة جدًا وتوصيات الرئيس زادتها أهمية

– الرئيس ذكر حقائق صادمة لم نشهدها من أي سياسي في العالم

– سعيدة بإشادات الرئيس وردود الفعل الطيبة على إدراتي للجلسة

 

على هامش فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، المقام حاليًا بمدينة شرم الشيخ، عُقدت جلسة “ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول”، والتي تناولت نقاشات هامة حول وضع آليات بناء المجتمعات ووضع معالجات لما ترتب على الفوضى، ومواجهة تسرب عناصر الإجرام والإرهاب والتخريب داخل الدول.

الإشادات بالجلسة جاءت على عدة أصعدة متنوعة، ما بين أهمية وثقل الضيوف والتوصيات التي خرجت من خلالها، وكذلك تنظيمها وإدارتها بمهنية من الإعلامية دينا عصمت، والتي تحاورنا معها عن كواليس الجلسة وتفاصيل مشاركتها في المنتدى واستعداداتها له، فكانت تصريحاتها كالتالي:

1- العام الماضي كنت أدير جلستين بالمنتدى، الأولى بعنوان (نماذج لقادة المستقبل)، والثانية بعنوان (كيفية تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة). أما هذا العام فتوليت إدارة جلسة “ما بعد الحروب والنزاعات”، وهي من أهم الجلسات التي تم مناقشتها، ليس فقط بسبب وجود ضيوف على أعلى مستوى، حيث تواجد نجوم عالم السياسية الخارجية، ولكنها أيضًا تطرح مصر كقوة عاقلة ومتزنة في المنطقة، وتستطيع التعامل مع الملفات كافة بشكل صحيح.

2- محتوى جلسات المنتدى هذا العام مكمل لجلسات النسخة الأولى منه، ولكن برؤية جديدة نظرًا للتطور القائم في أجندات العالم بأكملها. والملف الذي تناولت إدارته هو السياسة الخارجية، والذي يتناول التطورات القائمة في سوريا والعراق والشرق الأوسط والعالم ككل، لمناقشة أهم الموضوعات وأكثرها سخونة، حيث تمت مناقشتها بمنتهى الصراحة والوضوح.

3- الجلسة كانت في اتجاه مختلف، إن جاز التعبير، نظرًا لـ”سخونة” الموضوع نفسه وطبيعة النقاشات التي تم فتحها، فقد تناولنا الملف السوري والليبي واللبناني، وكذلك ملف الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، بشكل قوي وواضح للغاية. وأهميتها ليست فقط “سخونة” الموضوعات حاليًا على المستوى المصري، ولكن على المستوى الإقليمي والدولي، ووجود ضيوف يشكّلون قامات كبيرة للغاية في عالم السياسة الخارجية والدولية.

4- شَرُفت بإدارة هذه الجلسة، التي أشاد بها الرئيس وتحدث عنها بشكل طيب، وقال توصيات هامة في نهايتها، لذا سعيدة لأني كنت على قدر المسؤولية في الحوار، وسعيدة أيضًا برود الفعل الطيبة للغاية على أدائي خلالها.

5- ملفات الجلسة كانت ساخنة جدًا، وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي إضافة كبيرة لرؤية مصر لهذه الملفات، ومعضلة حلها التي يراها العالم بأسره أنها لا تُحل، لكن الرئيس في جمل بسيطة تحدث عن سبل مواجهة هذه الأزمات. استطاع أيضًا أن يجيب على نقاط تم طرحها كأسئلة يصعب الإجابة عليها في العالم كله، بشأن حلول الأزمات في هذه الدول.

6- الرئيس تحدث بمنتهى الصدق والشفافية كالعادة. وذكر حقائق صادمة، حيث تحدث بلغة لم نشهدها من أي سياسي في العالم حاليًا، فهو يرسخ لأسلوب جديد في التعامل بصدق في قيادة الدول، وأننا نقف فعلا مع هذه الدول التي ذكرناها، وما يدار في العلن هو ذاته ما يدار في الغرف المغلقة.

7- قدّم الرئيس السيسي، مصر، بوجه مختلف تماما. وفي هذه الجلسة تحديدا أثبت ذلك بوضوح، إذ أنه غيّر مفهوم الشخصية السياسية في العالم، ليُرسي قواعد جديدة في عالم السياسة، لذلك “خروج تصريحات بهذه الأهمية من الجلسة التي أديرها فهذا توفيق من الله بالتأكيد”.

8- الاختلاف بين منتدى الشباب العام الماضي والعام الحالي كبير للغاية، أولا من حيث حجم المنتدى نفسه، إذ أنه تضاعف عددًا وكيفًا؛ فعدد الأفراد العام الماضي كان 3000 مشارك، أم حاليًا فبلغ عددهم 5000. وكذلك من حيث القاعات، حيث كانت قليلة العام الماضي أم الآن فقد بنيت قاعة كبيرة للغاية مجهزة بأحدث التجهيزات لكي تستوعب المشاركين بأكملهم. أيضًا التنظيم أكثر من رائع، وشركة “مصر للطيران” بذلت مجهودًا ضخمًا في التنظيم وحسن الاستقبال.

9- في الحقيقة المنتدى هذا العام تم تطويره وتنظيمه على أعلى مستوى، وتأثيره يتضح عامًا بعد عام “تأثيره بيبان مع مرور الوقت.. لو مكنش المنتدى السنة اللي فاتت سمّع بهذا الشكل مكناش شوفنا حجم الحضور الكبير السنة دي، وبرضو مكناش شوفنا الضيوف اللي لهم ثقل دولي حابين إنهم يشاركوا فيه.. ده نجاح حقيقي لمصر”.

10- استعدادي لأي عمل أقدمه واحدٌ لا يتغير، سواء البرامج أو منتديات محلية أو دولية، فأنا لي طقوس معينة في التحضير وإعداد الأسئلة. بالإضافة إلى الاطلاع المستمر لما يحدث على الساحة المحلية والدولية بطبيعة الحال، أولا لكوني مذيعة أخبار، ثانيا لأني أحب القراءة ومعرفة تفاصيل مجريات الأمور حول العالم.

11- بخلاف اهتمامي بكل شيء أقدمه، إلا أن الأمر يزداد أهمية بالتأكيد إذا كنت أُمَثِّل مصر فيه، لأنه يعطي مسؤولية دولية كبيرة لأنك في هذه الحالة سفير لبلدك. بوضوح، كل الشباب الموجودين في القاعة من حول العالم يرون نموذج لشابة مصرية، فأنا أمثل الشباب وأمثل المرأة وأمثل بلدي، وبالتالي هذه تجربة مختلفة بالتأكيد.