خدمة SVOD .. كيف تغلبت شركات الميديا العالمية على الخسائر في الأرباح؟

نرمين حلمي

باتت وسائل الإعلام التقليدية، سواء كانت مرئية من خلال شاشة التلفزيون أو مقروءة من خلال الجرائد الورقية، في منافسة قوية مع وسائل الإعلام الحديثة؛ التي اتخذت من الإنترنت قاعدة هامة للتوسع، وانتشار المحتوى لدى شريحة كبيرة من الجمهور.

نرشح لك: دينا هاشم تكتب: الـ VOD قادم.. هل نخاف أم نستعد؟!

وفي إطار مواكبة كل الجديد في عالم التكنولوجيا والميديا، قدمت Business Insider Intelligence ، الخدمة المتخصصة في تقديم البحوث ذات الرؤية التحليلية العميقة لأحدث الاتجاهات والتطورات العالمية، عرضًا خاصًا لخدمة “بث الفيديو على حسب الطلب”، على  موقع Business Insider؛ بهدف تقديم رؤية تفصيلية حول عوامل جذب المستهلكين لتلك الخدمة الجديدة، ومدى ارتباطها بتقدم مستوى المحتوى المعروض خلال الأعوام القليلة المقبلة.

لماذا اتجهت كبرى شركات الميديا العالمية لخدمة بث الفيديو على حسب الطلب، المسماه  بـ “SVOD” والتي تعني  بالإنجليزية streaming Video On Demand service؟
وما هي العوامل التي تختار المحتوى على أساسها؟ وماذا يتوقع خبراء الميديا لتلك الخدمة؟
.. تساؤولات عديدة طرحها الموقع الإخباري الأمريكي، ويرصدها “إعلام دوت أورج” خلال السطور التالية:

-أسباب توجه شركات الميديا للخدمة

أظهرت الإحصاءات المختلفة، انصراف المشاهدين أو المستهلكين لخدمة بث الفيديو عبر الأقمار الصناعية “التلفزيون”، منذ عام 2010، كما زادت تلك النسبة بدرجة كبيرة، بحلول عام 2017؛ حيث اتجه عدد كبير منهم إلى مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج، من خلال خدمة “الفيديو على حسب الطلب”، والتي أصبحت متاحة عبر الإنترنت، بواسطة عدة شركات مختلفة، مثل شركتي: نتفليكس  Netflix، وهولو HULU وغيرها من الشركات الوليدة التي ما زالت تخطو نحو هذا المجال، محاولة إنشاء اسم وعلامة تجارية خاصة بها، وسط تلك الأجواء المنافسة الكبيرة.

تقلص قاعدة مشاهدة التلفزيون في أمريكا بدرجة كبيرة، ومن المتوقع أن ينخفض عدد المستهلكين لخدمة الأقمار الصناعية في التلفزيون الأمريكي إلى 92 مليون هذا العام، من 103 مليون مستخدم في عام 2012، بحسب نتائج استطلاع   Business Insider المتوفرة في الجدول التالي.


ولذلك قامت شركات الميديا التقليدية الكبرى، مثل: CBS، وWWE، و  Showtime و DC و Fox بتعويض الخسائر؛ عن طريق إطلاق خدمات البث المباشر الخاصة بها إلى المستهلك، المسماه أيضًا بالـ OTT وهي over-the-top content، وهى خدمة بث الصور والفيديوهات وأي محتوى إعلامي، من خلال الإنترنت، دون استخدام أي جهاز اَخر، حيث يدفع المشترك قيمة الاشتراك الشهري؛ الذي يتم بث المحتوى التي توفره كل شركة وفقًا للإشتراك.

بدأت CBS التوجه لتلك الخدمة في أكتوبر 2014، حتى وصل عددها إلى أكثر من 200 مزود لخدمة   OTT  في أكتوبر 2017، في أمريكا فقط، ومن المفترض أن تلحق  Disney  بتلك القائمة أيضًا، خلال الأيام القليلة المقبلة في عام 2019، حيث ستنطلق بأشهر منتجاتها، مثلMonsters Inc   :، وStar Wars، وHigh School Musical، وMarvel.

كما تنبأت شركة The Diffusion Group، المتخصصة في الأبحاث والاستشارات الإعلامية، أن جميع شبكات التلفزيون الرئيسية  ستطلق خدمة البث المباشر للمستهلكين بحلول عام 2022؛ بحسب ما زادت الأرباح الناتجة عن استخدام تلك الخدمة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، شبكة ”  ”WWEلديها 1.47 مليون مستخدم، في اَخر رصد لعام  2017، وفقًا للبيانات المنشورة في الجدول التالي، حيث إنها توفر الاشتراك الشهري لها بقيمة 9.99 دولارًا؛ لعرض أبرز منتجاتها من خلال منصتها الإلكترونية.

-اَلية اختيار المحتوى

تدخل شركات الميديا في منافسة قوية مع المنصات الرقمية المتخصصة في تقديم خدمة الفيديو على حسب الطلب، الموجودة حاليًا على الساحة؛ وهو الأمر الذي يتطلب منها تمييز المحتوى الذي تقدمه من خلال منصتها؛ عن طريق تحسين مستوى وأداء الخدمة المقدمة من خلالها؛ سواء في طبيعة المحتوى المعروض، أو السعر، أو ما تقدمه بشكل حصري على منصتها.

أفضل المحتوى المقدم، الذي حقق نجاحًا ملحوظًا، كان يتميز بأحد أهم عناصر الجذب، والتي تتمثل في واحدة من أولئك الثلاثة، أما أن يكون محتوى “واسع النطاق”؛ أي لديها قائمة متنوعة من العروض سواء كانت أفلام أو مسلسلات أو برامج؛ حيث تناسب أذواق وأعمار مختلفة، وهو النوع الذي اختارته “نتفليكس” للعمل عليه؛ حيث إنها اختارت لتدفع قيمة 8 مليار دولار على المحتوى في عام 2018، بدلاً من 6 مليار دولار في عام 2017، وهو الأمر الذي أتى بثماره لصالح الشركة، من نجاحات متتالية خلال الفترة الأخيرة، وجذب لشريحة أكبر من المشاهدين.

أما الشركات التي تركز على تقديم محتوى “حصري”؛ فهي تحاول جذب المشاهدين من خلال قيمة الأعمال الجديدة، التي تنتجها أو توزعها بصورة حصرية لها، مثل شركة HBO التي نجحت في تحقيق النجاح من خلال استراتيجيتها للمحتوى الحصري المنتقاة للعرض من خلال منصتها الإلكترونية؛ حيث تتباهى بعروض ضخمة مثل مسلسل  “Game of Thrones“.

أما محتوى Niche” ؛أي المحتوى موجه لطبقة إجتماعية معينة، مثل class A والمعروف تسويقيًا باسم “Niche Market، فقد وجدت بعض الشركات غرضها، باستخدام تلك الاستراتيجية؛ حيث إنها تدرك جيدًا أعمار المستهلكين، أو المستوى الإجتماعي، أو الثقافي، أو التعليمي للجمهور الموجه له ذلك المحتوى، وهو ما نجحت في تنفيذه بالفعل شركة  Crunchyroll، وهى تركز على تقديم خدمة الرسوم المتحركة أو الكارتون؛ حيث استطاعت أن تستهدف حوالي مليون مشترك في فبراير 2017؛ بزيادة بنسبة 36 % عن العام السابق، وهو ما يخططه كلاً من Fox و DC لتنفيذ إستراتيجية مشابهة مع خدمات البث المقبلة، التي تستهدف المستهلكين الذين هم بالفعل من المعجبين بمحتواهم.

-عوامل جذب المشتركين

وبتوجيه Business Insider سؤالها لمستهلكي خدمات بث الفيديو على حسب الطلب، وضح المشاهدون أن أكثر ما يهمهم أثناء اختيارهم للخدمة، هو تنوع المحتوى المقدم من المنصة، الذين يتطلعون للاشتراك فيها؛ حسب ما اشار اهتمام المستهلكين بها بنسبة 8.1 من 10، بينما مثل المستهلكون الذين يختارون على حسب السعر، نسبة 7.8 من 10، أما الذين ينجذبون للمنصة التي لا تعرض إعلانات، بلغ نسبتهم 7.4 من 10، بينما مَن يبحثون عن المحتوى الحصري بلغ نسبتهم 6.2 من 10.

وجد Business Insider المشتركين يدفعون من 9 لـ 11 دولارًا شهريًا، لخدمة الفيديو حسب الطلب، بنسبة27,4 % وهي أعلى نسبة من المشاركين في استطلاع الرأي، كما أيضًا وجدت الشركة الترفيهية TiVo  من خلال تقرير أجرته في الربع الأخير لعام 2017، أن

39.8٪ من المستهلكين ، في أمريكا، ينفقون ما بين 9 و 14 دولارًا شهريًا على خدمات “SVOD ، كما أوضح أن معظم المستهلكين مستعدون لدفع ثمن خدمة بث أو اثنين في الشهر، كما نوه المشاركين في التقرير، الذين لم ينفقوا شهريًا لتلك الخدمة، أنهم يدخلون إلى منصات تلك الشركات عن طريق حسابات أشخاص أخرين مشتركين في الخدمة ذاتها.

وبحسب ما تتيح تلك الخدمة، استخدامها في أي زمان أو مكان، فتحرص الشركات على توفيرها من خلال الأجهزة المختلفة، وعبر المنصات الرقمية المتنوعة، حيث ظهر في تقرير أعدته مؤسسة IBM
المتخصصة في التكنولوجيا، في يوليو 2017، مدى اهتمام المستهلكين بعرض المحتوى على كل جهاز، فأشار الاستطلاع إلى استخدام المستهلكين لخدمة الـ SVOD  عن طريق التلفزيون، بنسبة كبيرة تقدر بـ 50,7 %، وجهاز اللاب توب بنسبة 10,8 %، والتابلت 9,8 %، وهواتف “أيفون” بنسبة 8.8 %، والأندرويد 5.5 %.

عنصر اَخر يلعب دورًا هامًا في جذب مستخدمي خدمة الفيديو تحت الطلب، وهو حجم “الإشعارات Notifications” التي تأتي من تلك الشركات لمستخدميها، سواء كانت لتخبرهم عن العروض الجديدة أو موعد بدء العروض، حيث يشير بعض المستخدمين أنهم ينصرفون عن التوجه لبعض المنصات، إن كانت ترسل إشعارات كثيرة متتابعة، وهو ما  أوضحه أيضًا، تقرير أصدرته شركة Localytics، المتخصصة في تسويق وتحليل التقنيات والتطبيقات الخاصة بالموبيل، حيث تظهر المؤشرات اختلاف الاَراء ما بين عامي 2015، و2017، وفقًا لعدد المؤشرات التي تصل لكل مستخدم وطبيعة تفضيله للخدمة.

NOA.. تطبيق يدعم الصحافة المسموعة عالميًا