ذكرى وفاة أحمد رمزي.. التي لا تخلو من صديق العمر

مي محمد

بمجرد ذكر اسمه تتذكر الولد الشقي، الشاب الوسيم خفيف الظل، صاحب الجسد المتناسق والحضور الأنيق، والابتسامة الساحرة.. إنه أيقونة السينما المصرية الفنان الراحل أحمد رمزي، الذي سطر بجاذبيته وموهبته نموذجًا لشباب جيله المفعم بروح الحياة.

نرشح لك: عبد الناصر من وجهة نظر هند رستم.. وقصة الـ 3 لقاءات

في الذكرى السادسة لوفاته، يرصد “إعلام دوت أورج” محطات من حياة أحمد رمزي الشخصية والفنية، لا سيما علاقة الصداقة الشديدة التي جمعته بالفنان عمر الشريف.

حياته الشخصية

ولد فى مدينة الإسكندرية فى 23 مارس 1930، لأب مصري يعمل طبيبا وأم اسكتلنديه.

تعلم فى مدرسة الأورمان ومنها لكلية فيكتوريا كطالب للطب كأبيه وأخيه الأكبر، ولكن رسوبه لثلاث سنوات جعله يلتحق بكلية التجارة، وبعد أن اكتشفته السينما والرياضة، وهما عشقيه، تخلى عن دراسة التجارة كذلك.

وعكس ما توقع الجميع عن “الولد الشقي” الذي أُغرمت به الكثير من الفتيات، تزوج ثلاث مرات فقط، الزيجة الأولى له كانت عام 1956 من عطية الدرملي، وأنجب منها ابنته “باكينام”، وكانت من عائلة أرستقراطية وكان زواجًا بسيطًا في كل شيء، حتى أنه لم يقم له حفلًا، ولكنه لم يستمر بسبب غيرة الزوجة الشديدة على “الجان”.

الزيجة الثانية لم تدم سوى 17 يوما من الفنانة نجوى فؤاد، وكانت هذه أقصر زيجة لـ”رمزي”.

الزيجة الثالثة والأخيرة هي زيجته من المحامية اليونانية نيكولا، وكان تعارفه عليها من خلال والدها الذي كان يعمل محاميا أحبها كثيرًا وأقر أنه قد اختار الزوجة الصحيحة، أنجب منها ابنته نائلة، وابنه نواف، الذي وُلد مصابًا بإعاقة ذهنية، وهو يتعلم ويعيش مع والدته في لندن، واستمر زواجه بها حتى الرحيل.

حياته الفنية

جاء حب أحمد رمزي للسينما من خلال رفيق دربه الفنان عمر الشريف، حيث أسند للأخير دور البطولة للمرة الثانية مع المخرج يوسف شاهين في فيلم” شيطان الصحراء”، حيث عمل رمزي خلال هذا الفيلم كواحد من عمال التصوير ليكون قريبا من مجاله المفضل؛ السينما.

ذات ليلة كان “رمزى” يجلس فى صالة “البلياردو” كعادته عندما اكتشفه المخرج حلمى حليم، إذ لاحظ سلوكه وتعبيراته، فعرض عليه بطولة فى فيلم “أيامنا الحلوة” سنة 1955، وهو أول عمل يجمع بين الصديقين، “رمزي” و”الشريف” والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ، وهنا كانت انطلاقة “رمزي” للسينما.

قدّم” رمزي” خلال الفترة من 1956 وحتى 1974، أكثر من 60 فيلمًا، منها “صراع في المينا، أين عمري، لا تطفئ الشمس، القلب له أحكام، ودعت حبك، الأخ الكبير، رجل بلا قلب. كما شارك في أعمال كوميدية مع الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين منها، “إسماعيل يس في الأسطول، إسماعيل يس في دمشق، ابن حميدو”.

أما فيلم “صراع في المينا” أمام الفنانة فاتن حمامة، فكان من أبرز أفلام تلك الفترة في حياة “رمزي”، والذي تسبب في قطيعة دامت 8 سنوات بينه وبين عمر الشريف، خاصة أن “عمر” كان شديد الغيرة على “فاتن”، حيث أقر مساعد يوسف شاهين، وقتها بوجود علاقة بين “فاتن وأحمد” تسببت في قيام عمر الشريف بضرب أحمد رمزي بقوة لدرجة جعلته يتراجع تجاه المياه الملوثة بمخلفات السفن من الديزل، والتي سببت حروق شديدة له جراء الديزل الذي كان يملأ المياه.

واندهش الجميع من هذا التصرف خاصة أن عمر الشريف أخذ زوجته فاتن حمامة وترك موقع التصوير، ورفض بعدها “الشريف” مشاركة رمزي في أية أعمال، ولكن للصداقة رأي آخر حيث تقابل الصديقان في عيد ميلاد ابنة الفنان صلاح ذو الفقار، وتصافحا، بعد أن عرف كل منهما الحقيقة، وأراد “عمر” الاعتذار لـ”رمزي” بطريقته، فقام بالتنازل عن دور البطولة لـ”رمزي” في فيلم “حكاية العمر كله” أمام فاتن حمامة وفريد الأطرش عام1965.

قرر”رمزي” الابتعاد عدة سنوات عن الشاشة حتى عاد من خلال فيلم “حكاية‏ ‏وراء‏ ‏كل‏ ‏باب”، ثم غاب مجددًا ولكنه أطال هذه المرة، وعاد إلى السينما عام 1995 من خلال فيلم “قط الصحراء” أمام لاعب الكونغ فو يوسف منصور، ثم شارك بعده في عام 2000 في فيلم “الوردة الحمراء”، للمخرجة إيناس الدغيدي وفي نفس العام قدم مسلسل “وجه القمر”، كما قدّم مسلسل “حنان وحنين” من أجل رفيق دربه عمر الشريف.

أراد “الشريف” مشاركة “رمزي” في المسلسل لرغبته في حصوله على أجر كبير، لأنه كان يشعر بأن العمل هو الأخير في حياة “رمزي”، وهو ما حدث بالفعل، ودفع “عمر” من جيبه الخاص 150 ألف جنيه إضافية على أجر “أحمد” في المسلسل لمساعدته دون أن يعرف.

توفى أحمد رمزي في منزله بمنطقة الساحل الشمالي يوم 28 سبتمبر 2012 عن عمر ناهز 82 عامًا، إذ أنه أصيب بجلطة دماغية ونقل على إثرها للمستشفى ولكن وافته المنية قبل وصوله، ولم يعرف الشريف بوفاته إلا بعد يومين من دفنه، فلم يجرؤ أحد على إبلاغه وقتها، وعندما علم من ابنه قال وقتها إنه لن يعود إلى مصر مرة أخرى، قائلاً: “أحمد كان جزء مني”.

في ذكرى وفاتها.. هل كانت آمال زايد في الحقيقة كـ “أمينة” في “بين القصرين”؟