محمد عبد الرحمن : خطورة أن يخاصم الرئيس الإعلام المعارض

نقلا عن جريدة المقال
من الذي أقنع الرئاسة أن الأصوات المعارضة لا تريد مصلحة الوطن؟
كيف يقبل السيسي أن تسافر معه قناة واحدة هي نفسها الداعمة لمبارك؟
لماذا لا يتدخل النظام لإنقاذ الإعلام المصري من الإنهيار؟

MHMD
محمد عبد الرحمن

 

أن يعتقد البعض في رئاسة الجمهورية أن انتقادات الإعلاميين الأخيرة لأداء الرئيس والحكومة ” هجمة منظمة” فنحن أمام أسلوب تفكير يبدو أنه لم ولن يتغير بسهولة؟ وأن يكون الرد على هذه الانتقادات عبر أصوات سقطت مهنيتها منذ أمد تقوم بمهاجمة الإعلاميين المعارضين للرئيس فهذا يؤكد أن أسلوب التفكير المشار إليه هو المفضل والمحبب لدى صناع القرار في مصر، باختصار هناك من لا يريد أن يفهم مدى احتياج الرئيس السيسي تحديدا لهذه الانتقادات، ومدى أهمية ودلالة أن تخرج من أصوات لاحقتها اتهامات عنيفة على مدار عامين كاملين بسبب حماسها الشديد لوجود السيسي في قصر الرئاسة، حماس اعتبره من يقيمون المواقف بالقطعة تراجعا وتحولا أمام صعود نجم السيسي في السياسة المصرية قبل وبعد 30 يونيو، لهذا يقف هؤلاء الأن لا يصدقون أن نفس الإعلاميين قرروا المعارضة عندما وجود أن الصبر والتماس الأعذار لم يعد كافيا، وأنه عندما تصل مصر لمرحلة دخول “الحمار” إلى حرم مطار القاهرة، وسقوط الفوسفات في النيل والكباري فوق السيارات وتلوث مياه الشرب في الشرقية وحادث مترو من أغرب ما يمكن، كل هذا كان يستدعى أن يدق الإعلاميون بعنف جرس الإنذار المعلق على باب الرئاسة، لكن يبدو أن من بالداخل – كما كان الوضع قبل يناير- لا يريدون إزعاجا، على الإعلام أن يرحب بالانجازات فقط، أما الكوارث فهي تحدث في كل بلد نامي، وإذا اجتمعت عدة أصوات في وقت واحد وضربت الجرس فهناك “مؤامرة” ما، هكذا يفكرون والحل هو تحريك أصحاب الحناجر المسمومة لتشكيك الرأي العام في نوايا الإعلاميين المعارضين، حل أسهل بالتأكيد من سد الثغرات وتجنب الكوارث وعلاج الأزمات قبل وقوعها، لكنه حل مؤقت لن يخيل على الرأي العام طويلا، كما لن يخيل على المصريين مبرر من نوعية أنه من حق أي إعلامي السفر لتغطية رحلات الرئيس الخارجية طالما أن القناة التي يمثلها قادرة على تحمل تكاليف السفر لأن الرئاسة تُرشد النفقات وترفض الإنفاق على سفر الإعلاميين بالقنوات الخاصة، قاعدة أوصلتنا لمرحلة أن تكون قناة صدى البلد – أكبر شاشة داعمة لنظام مبارك- هي الوحيدة التي ترافق الرئيس في قبرص وأسبانيا، لأن الأزمة المالية التي ضربت الإعلام الخاص تتزايد ولا توجد بوادر من أصحاب القرار للتدخل لحماية الإعلام من الإنهيار وكأن المطلوب أن تعود مرة أخرى لمرحلة الإعلام الحكومي وأن يغيب تعدد الشاشات رغم أن هذا التعدد هو الذي صنع النظام السياسي الحالي في مصر ونجح في مواجهة الإخوان المسلمين وحكمهم خلال عام وجود مرسي في قصر الرئاسة، إذا كانت الإتحادية تريد ترشيد النفقات يمكنها أن تجعل سفر الإعلاميين على نفقة الرئاسة بناء على قواعد معلنة،أما أن تترك الأمر لمن لديه القدرة على دفع تكلفة السفر والإقامة فقد نجد قريبا أحد نجوم برامج الطبخ مرافقا للزيارة الرئاسية بدعوى تقديم حلقات عن الأكلات الشهيرة في البلاد التي يزورها الرئيس فقط لأن القناة التي يعمل بها لم تنهار اقتصاديا بعد، باختصار على الرئاسة أن تراجع سياستها من الإعلام المصري وأن يذكر الرئيس من حوله بأنه من طلب من الإعلاميين أن ينتقدوه دون أن يحدد سقفا لهذه الانتقادات وليس ذنبهم إذن أنهم صدقوه وضربوا جرس الإنذار.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيس بوكـ من هنا

اقرأ ايضا : 

 محمد عبد الرحمن : مبارك “يحاصر” السيسي إعلامياً   

محمد عبد الرحمن : كلنا في هموم “السوشيال ميديا” عرب !! 

 محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني   

محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”

محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا