في عيد ميلاده.. كيف أعاد مسرح مصر نجومية أشرف عبد الباقي؟

هالة أبو شامة

أشرف عبد الباقي، فنان كوميدي، أخلص لعمله وأحبه، وأمن بأن الفكرة هي أساس الإبداع والتميز، وبداية لسلسلة متواصلة من الأفكار، التي يستطيع المرء من خلالها الوصول إلى هدفه المنشود، ولذلك استطاع في خلال عدة سنوات أن يؤسس المدرسة الكوميدية الخاصة به، والتي يعرفها الجميع في يومنا هذا بـ “مسرح مصر”.

مر “عبد الباقي” منذ صغره بعدة محطات ساهمت في تكوين ملامح شخصيته وخبراته سواء على المستوى الشخصي أو المهني، وبمناسبة احتفاله اليوم 11 سبتمبر، بذكرى مولده الـ 55، يستعرض  فيما يلي إعلام دوت أورج، أبرز هذه المحطات:

مسرح ثانوية “النقراشي”

وُلد يوم 11 سبتمبر عام 1963، في مدينة القاهرة، ونشأ بين أسرة عشقت المسرح، بالإضافة إلى أنه كان ضمن أبرز نجوم الإذاعة المدرسية منذ المرحلة الابتدائي وحتى المرحلة الإعدادية، التي تعرف فيها لأول مرة على المسرح المدرسي.

قال “عبد الباقي” خلال لقائه في حلقة برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا”، إنه أصر على دخول مدرسة “النقراشي” الثانوية لأنها المدرسة الوحيدة التي كان يوجد بها مسرح، لافتًا إلى أن حبه للتمثيل كان نقطة خلاف مع أسرته خوفًا منهم على أن يتسبب في عرقلة دراسته، إلا أن شقيقه الذي كان يدرس في أمريكا حينها أقنعهم أن التمثيل يساهم في زيادة وعيه الثقافي من خلال قراءة الروايات الأدبية المترجمة.

من المقاولات إلى المسرح

تخرج من كلية التجارة جامعة عين شمس، ومن ثم درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل منذ صغره في المقاولات، إلى أن تم اكتشاف موهبته على يد المخرج هاني مطاوع في مسرحية “خشب الورد”، واتجه بعد ذلك للتمثيل تاركًا المقاولات إلى الأبد.

شارك في العديد من الأفلام السينمائية من خلال الأدوار الكوميدية، التي عُرف بها، مثل فيلم ليلة القبض على بكيزة وزغلول، وسمك لبن تمر هندي، وسيداتي آنساتي، والإرهاب والكباب، يا مهلبية يا، المواطن المصري، وحب البنات، وخالي من الكوليسترول، وأيس كريم في جليم.


كما قدم 14 مسرحية قبل تنفيذ فكرة “تياترو مصر”، مثل مسرحية خشب الورد، والحادثة المجنونة، حلو وكذاب، بشويش، ولاد ريا وسكينة، سباك الساعة 12،  لما بابا ينام، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات مثل حكايات زوج معاصر، وسلسلة ست كوم راجل وست ستات، وعائلة زيزو، وغيرها.


لم يكن بعيد أيضًا عن الساحة الإعلامية، فقدم العديد من البرامج التلفزيونية مثل برنامج عيش الليلة، دارك، اتنين على مافيش، كوكب كراكيب، كلاكيت، طرطأ وفنجل، بالإضافة لفوازير مثل أبيض وأسود، التياترو، عالم ورق.


“تياترو مصر”.. ٧ سنوات من الرفض

أوضح خلال نفس حلقة برنامج “الستات ما يعرفوش يكدبوا”، أن فكرة إنشاء مسرح من ذلك النوع، لم تأتـ بين يومًا وليلة، وإنما جاءته بعد التفكير في سبب توقفه عن التمثيل في المسرح منذ عام 2003 بعد مسرحية “لما بابا ينام”، تزامنًا مع اختفاء جمهور المسرح، بسبب ارتفاع سعر التذكرة، وتأخر وقت عرض المسرحية، وطول مدة العرض.

فظلت فكرة إنشاء مسرحية لا تتعدى الساعة في وقت مبكر من الليل، تراوده قبل تنفيذها بـ 7 سنوات، ظل خلالها يعرض فكرته على العديد من المُنتجين، إلا أنها قوبلت بالرفض، لافتًا إلى أنه طوال هذه المدة كان يجمع أسماء وأرقام هواتف لممثلين صاعدين، من خلال حضوره مسرحيات في مسرح الجامعة وإبداع ومسارح قصور الثقافة.

ومع تنفيذ فكرة “تياترو مصر” على أرض الواقع، استطاع التواصل مع هؤلاء الشباب، ليُصبحوا فيما بعد “نجوم مسرح مصر”، من خلال تقديم نوع مختلف من الكوميديا، التي أحبها شريحة كبيرة من الشباب.


وبرغم تعرض هذه الفكرة للنقد اللاذع، واتهامه بأنه دمر المسرح، إلا أنه دافع عن فكرته بكل شجاعة خلال لقائه في حلقة برنامج “العاشرة مساءً” مع الإعلامي وائل الإبراشي، قائلاً إنه تمكن من الوصول إلى قلب الجمهور ورسم الضحكة على شفاههم، مؤكدًا على أنه حقق بذلك هدفه الأساسي وهو إسعاد الجمهور، مُشيرًا إلى أن بداية الإبداع فكرة، وتنفيذها يساعد في تتابع الأفكار واحدة تلو الأخرى، أما حبسها فيجعل الفكر محدود.



أحدثت سلسلة مسرحيات “تياترو مصر” التي عُرض منها موسمين على شاشة “الحياة”، ضجة كبيرة بعد جذب أنظار الجمهور لنوع أخر من الكوميديا، يؤديه وجوه جديدة صاعدة، كان أشرف عبد الباقي، سببًا في ظهورها لأول مرة على شاشات التليفزيون.

مسرح مصر.. مصنع الكوميديانات

ومع الخلاف الذي نشأ مع الشركة المُنتجة، اضطر للتعاقد مع قناة “mbc مصر”، بنفس أعضاء فرقته، لكن مع تغير اسم الفرقة إلى “مسرح مصر”، واستمر في تقديم ثلاثة مواسم أخرين خلال السنوات الماضية، إلا أنه المنتظر أن يتم تقديم الموسم الرابع، وذلك بعد افتتاحه للبروفات في أغسطس 2018.

ساهم “مسرح مصر” في ظهور جيل كامل من الكوميديانات، الذين حصلوا على أدوار البطولة المُطلقة في العديد من الأفلام والمسلسلات خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، مُقارنة بـ مكتشفهم الأصلي الفنان أشرف عبد الباقي، الذي يتفوق عليهم بالخبرة والموهبة التي اكتسبها على مدار سنوات طويلة قدم خلالها شخصيات متنوعة.

فشارك حمدي الميرغني، في بطولة مسلسل “في اللالا لاند”، و”عزمي وأشجان”، وفيلم “الأبلة طم طم”، و”جحيم في الهند”، كما قدم مصطفى خاطر، بطولة مسلسل “هربانة منها”، “ربع رومي”، “نيللي وشريهان”، “دلع بنات”،  وفيلم “جحيم في الهند”، بالإضافة إلى تقديم برنامج “شكشك شو” مستوحى من شخصية “عم شكشك” الشخصية التي جسدها في إحدى مسرحيات “مسرح مصر” وأحدثت ضجة كبيرة بين شريحة واسعة من الجمهور.


كما حازت دينا محسن، المعروفة بـ “ويزو” شهرة كبيرة بسبب الكاريزما المختلفة التي تمتعت بها، وأدائها لبعض الرقصات بكل رشاقة رغم زيادة وزنها، فقامت ببطولة فيلم “ويزو سكول”، وشاركت في فيلم “رغدة متوحشة”، والعديد من الأعمال الأخرى، كما نال كريم عفيفي، شهرة كبيرة هو أيضًا فقدم مسلسل “رمضان كريم”، “سك على إخواتك”، وفيلم “خير وبركة”.

أما علي ربيع، فشارك في العديد من الأعمال مثل مسلسل “لهفة”، “أستاذ ورئيس قسم”، وبطولة “صد رد”، ومسلسل “سك على إخواتك”، و أوس أوس، الذي شاركة في مسلسل “صد رد”، وفي فيلم “حسن وبقلظ”، وغيرهم من نجوم “مسرح مصر” الذين شاركوا في العديد من الأعمال الفنية.


أشرف عبد الباقي “الأب الروحي”

حرص “عبد الباقي” على مُشاركة نجوم مسرحه في الكثير المناسبات وخاصة حفلات زفافهم، فكان أحد الشهود على عقد قران مصطفى خاطر، وحمدي الميرغني على إسراء عبد الفتاح، إحدى نجوم مسرحه، و حضوره في حفل زفاف ويزو، ومحمد أنور، وعلي ربيع، وغيرهم.

مسرح السعودية

وعلى غرار “مسرح مصر”، انطلق “مسرح السعودية”، وذلك بعد إشراف “عبد الباقي” على تدريب 50 شابًا وشابة، من خلال ورش عمل استمرت لمدة أربع شهور، وشهدت المسرحيات التي تم تقديمها من خلاله إقبالاً كبيرًا مثل مسرحية “ممنوع دخول السيدات”، “مثلث برمودا”، “الإسكيمو”، “بيت الأشباح”.