خافيبر أجيري.. هل اختار اتحاد الكرة المدرب الخطأ لـ منتخب مصر؟

محمد سلطان محمود

أعلن اتحاد الكرة المصري لكرة القدم، صباح اليوم عن تعيين المكسيكي خافيير أجيري ، مديرًا فنيًا لمنتخب مصر، خلفًا للأرجنتيني هيكتور كوبر.

منتخب مصر أمضى 3 سنوات في عهد كوبر وجهازه الفني، مليئين بكرة القدم القبيحة، والأداء الدفاعي المستميت، في ظل فشل هجومي وسلسلة من اختيارات اللاعبين الغير موفقة.

طوال فترة تولي هيكتور كوبر مسئولية تدريب المنتخب، واجه الأرجنتيني انتقادات الإعلام والجماهير بالصمت، وأظهر مرونة كبيرة في تحمل ضغوط 100 مليون مشجع متحمس، معظمهم يمتلك وجهة نظر كروية تختلف مع ما يقدمه كوبر.

شخصية كوبر الهادئة تختلف كثيرًا عن شخصية خافيير أجيري، المدرب المثير للجدل داخل الملعب وخارجه.

لا يسيطر على أعصابه

في عام 2009، عندما كان خافيير أجيري، مدربا للمنتخب المكسيكي، وأثناء مباراة المكسيك وبنما في كأس كونكاكاف الذهبية، التي حقق لقبها المكسيك، قام أجيري بركل ريكاردو فيليبس لاعب منتخب بنما، عندما كان قريبًا من خط التماس، وهو ما أدى إلى قيام فيليبس بدفعه، لتتوقف المباراة بعدها لمدة 10 دقائق، ويتم وقف أجيري لـ 3 مباريات وتغريم الاتحاد المكسيكي 25 آلف دولار. بعدها قام أجيري بالاعتذار للجماهير المكسيكية ووسائل الإعلام، لكنه تجاهل الاعتذار لريكاردو فيليبس.

نرشح لك: نادر السيد يهدد بمقاضاة خافيير أجيري

غير مفهوم

أجيري قاد منتخب بلاده مرتين في بطولة كأس العالم، وفي المرتين خرج من دور الـ16 وسط حنق جماهير المكسيك، التي لم تكن راضية عن اختياراته للاعبين، حتى أن أحد المحللين المكسيكيين قام بوصفه أثناء كأس العالم 2010، بأنه “ثاني أسوأ مدرب في البطولة بعد الفرنسي ريموند دومينيك”، ولمن لا يتذكر دومينيك؛ فهو يصنف حاليًا كأسوأ من تولي تدريب منتخب فرنسا عبر تاريخه، وكان يقوم باختيار اللاعبين على أساس أبراجهم الفلكية.

قام خافيير أجيري أثناء كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، بإثارة الحيرة بسبب اختياراته الغير مفهومة للاعبي المنتخب في كأس العالم، ومن بينها قيامه بوضح خافيير هيرنانديز مهاجم مانشستر يونايتد المتألق والشاب وقتها، لكي يدفع بجوليرمو فرانكو مهاجم ويستهام صاحب الـ33 عامًا حينها، وأخفق فرانكو وقدم أداء سيئًا لتصب الجماهير المكسيكية غضبها على أجيري، الذي قدم استقالته عقب الخروج من البطولة.

واتهم الإعلام المكسيكي وقتها أجيري بالرضوخ لضغوط بعض القنوات الرياضية والأندية من أجل ضم بعض اللاعبين، كما كان وجود مساعده ماريو كاريلو غير مرحب به من مشجعي المكسيك، الذين لم يفهموا طبيعة دوره في الجهاز الفني للمنتخب.

أجيري خرج وقتها ليصرح برغبته في التدريب في الدوري الإنجليزي، لكنه لم يتلقى أي عروض من الأندية الإنجليزية.

كابوس في اليابان

منتخب اليابان واجه كابوس مزدوج مع خافيير أجيري، حيث تم اقصاءه من دور الثمانية في بطولة الأمم الأسيوية أمام منتخب الإمارات، ثم فوجيء الاتحاد الياباني لكرة القدم بتواصل نظيره الإسباني معه، لإبلاغه بخضوع أجيري للتحقيق القضائي بتهمة التلاعب في نتائج مباراة ريال سرقسطة وليفانتي عام 2011، وكان حينها هو المدير الفني لريال سرقسطة، وهي الأزمة التي تسببت في استقالته من تدريب المنتخب الياباني، حيث فضل الاتحاد الياباني عدم التشويش على المنتخب بأزمات المدرب المكسيكي، الذي قام بعقد مؤتمر صحفي لتبرأة نفسه.

عقب رحيل خافيير أجيري عن تدريب منتخب اليابان، وتولي البوسني وحيد خليلوزيتش مسئولية تدريب المنتخب الياباني، كتب موقع “يابان تايمز”: “الفترة القصيرة الحزينة لمدرب المنتخب الوطني السابق، خافيير أجيري، ألقت بظلالها طويلا على الكرة اليابانية، لكن المدرب البديل فاهيد هليلوزيتش، لن يهتم بشيء سوى المستقبل، حين يقود الفريق لأول مرة يوم الجمعة المقبل”.

التجربة الإماراتية

في 2015 تولى أجيري مهمة تدريب نادي الوحدة الإماراتي، وهي تجربته الأولى في الوطن العربي، ورحل عنه في نهاية موسم 2016/2017.

لكن لأنه يحب إثارة الجدل، خرج خافيير أجيري في نوفمبر الماضي، ليهاجم جماهير كرة القدم في الإمارات عبر حوار أجراه مع قناة CNN، ويتهمهم بعدم تقدير كرة القدم، وجاءت تلك التصريحات، بعد موسمين حقق فيهما لقب بطولة “كأس رئيس الدولة” وبطولة “كأس الخليج العربي الإماراتي”.

اليوم الأول مع منتخب مصر

مشاكل خافيير أجيري بدأت في اليوم الأول لتوليه مسئولية تدريب المنتخب، بعدما خرج نادر السيد، حارس مرمى منتخب مصر السابق، ووكيل اللاعبين الحالي ليتهمه بخداعه، وإحضار الإسباني ميشيل سالجادو، ليكون وكيله في المفاوضات مع اتحاد الكرة المصري، بالرغم من أن نادر السيد هو من قام بترشيح أجيري لحازم إمام عضو مجلس إدارة الاتحاد.

وهدد نادر السيد بمقاضاة خافيير أجيري، لكي يضمن حقوقه، كما قام باتهامه بأنه شخص يتهرب من مسئولياته ولايفي بوعوده، وغير جدير بمسئولية تدريب منتخب مصر.

لا يشترط أن يكون لماضي “خافيير أجيري” تأثيرًا على تجربته مع منتخب مصر، لكن كل ما سبق مقدمات لمرحلة جديدة تبدأ الآن مع منتخب مصر، الذي يسعى للعودة إلى منصة التتويج في بطولة الأمم الإفريقية، مطلع عام 2019، وبناء منتخب قوي يقدم كرة قدم تمتع الجماهير، ويحقق النتائج؛ ولن يحدث ذلك إلا لو أجاد أجيري التعامل داخل وخارج الملعب.