5 أسباب تدعونا للتفاؤل بالفراعنة في مونديال روسيا 2018

أحمد إمام

حالة من التشاؤم سيطرت على بعض مشجعي منتخب مصر قبل أيام قليلة من انطلاق مونديال روسيا 2018، نظرًا لوجود عدد من التحفظات على طريقة لعب المنتخب المصري الذي خاض 5 مباريات ودية وفشل في تحقيق الانتصار في أي منها، بل الأهم أن اللاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب والمنتظر الذي يطمئن الجمهور قبل بداية البطولة التي طالما حلموا بها طوال السنوات الماضية، ليواجه بعدها المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر وجهازه موجة عنيفه من الانتقادات.

لكن وسط كل هذا الاحباط والتشاؤم هناك العديد من الأسباب التي تدعونا للتفاؤل بأن الفراعنة سيقدمون مستوى جيد ومشرف خلال مونديال روسيا :

1) إجادة كوبر في البطولات المجمعة

ربما إذا قيمنا أداء كوبر في كل مباراة على حده سنجد أنه يرتكب العديد من الأخطاء التي تجعل المنتخب يظهر بشكل سيء في أغلب الأوقات، ولكن هذا لا يمنع أن المدرب الأرجنتيني يجيد التعامل مع البطولات المجمعة، ولك في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2017 بالجابون دليل على ذلك، فعلى الرغم من أن الفراعنة لم يظهروا بالمستوى المطلوب خلال معظم المباريات ولكنه نجح في قيادتهم إلى نهائي البطولة بل كان قريبًا جدًا من التتويج باللقب الغائب منذ 2010.

2) مستوى المنافسين

يمكن القول أن وقوع منتخب مصر في مجموعة متزنة نسبيًا أمر خدمه كثيرًا، خاصة أن المنتخبات المتواجده بالمجموعة باستثناء الأوروجواي ليست في حالة جيدة بشكل كبير، فمنتخب روسيا في تراجع مستمر منذ فترة كبيرة حيث إنهم لم يحققوا أي انتصارًا خلال مبارياتهم الودية، هذا بالإضافة إلى غياب أكثر من عنصر مؤثر بسبب الإصابة، بل بالرغم من أنه المنتخب صاحب الأرض والجمهور فهو لم يتواجد إطلاقاً ضمن قائمة المرشحين للفوز باللقب.

هذا بالإضافة إلى أن المنتخب السعودي لم يعد في مستواه المعهود الذي اعتدنا عليه خلال السنوات السابقة، حيث أن خروج بعض اللاعبين وعلى رأسهم النجم فهد المولد للعب في الدوري الإسباني من أجل اكتساب بعض الخبرات قبل المونديال، كان أمرًا لم يعد بنفعًا كبيرًا خاصة أنهم لم يشتركون كثيرًا مما جعل مستواهم الفني في تراجع بشكل كبير، لذلك فالفراعنة أمام فرصة رائعة كي يقدمون مستوى جيد بل وما المانع من التأهل للدور المقبل من البطولة.

 3) حالة التشاؤم

ربما يبدو هذا أمرًا غريبًا ولكنها حقيقة، فكلما شعر الجمهور بحالة من التشاؤم وفقدان الأمل قبل أي بطولة كبيرة، نجح المنتخب في تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا للجميع، وهناك أكثر من دليل على ذلك، أهمهم بطولة كأس الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو عام 1998، والتي كان يشعر قبلها الجمهور بتشاؤم كبير وصل حتى للاعبين الذين قالوا في أكثر من مناسبة أنهم كانوا يحضرون أنفسهم للعودة عقب نهاية دور المجموعات مباشرة، إلا أنهم نجحوا في تقديم بطولة مثالية ستظل في ذاكرة المشجع المصري باستمرار، بل توجوا باللقب وقتها في النهاية.

تكرر الأمر مرة أخرى قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية بالجابون عام 2017، حيث كان يرى الكثيرون أن المنتخب سيغادر البطولة مبكرًا ولكنهم نجحوا في تحقيق المفآجأة ووصلوا إلى المباراة النهائية، بالإضافة إلى تصفيات مونديال روسيا 2018 حيث كان يظن الجمهور في البداية أن المنتخب سيفشل في التأهل كالعادة خاصة مع تواجد غانا برفقتنا، إلا أن تصدر الفراعنة لمجموعتهم غير الحالة تمامًا، وبالفعل تحقق الحلم وعاد الفراعنة للمحفل الدولي بعد غياب 28 عامًا.

4) الوعي بأهمية بالحدث

لا شك أن أداء لاعبي منتخب مصر خلال مونديال روسيا 2018 سيكون مختلفًا بشكل كبير عن الأداء والمستوى الذي ظهروا به خلال المباريات الودية، ولما لا وكل لاعب سيكون أمام فرصة ذهبية كي يحقق إنجازًا سيظل يتذكره الجميع بل أنه سيكتب اسمه بحروف من نور في تاريخ الكرة المصرية، هذا بالإضافة إلى رغبة اللاعبين في تسويق أنفسهم من خلال تقديم مستوى جيد خلال المباريات، حيث يمكن القول أنه بالتأكيد سيكون هناك وعي حقيقي بأهمية الحدث الذي دائمًا ما كان حلم لهم وللجمهور خلال السنوات السابقة.

5) كثرة عدد المحترفين

ربما هو أمر جيد للغاية أن يعود منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم من جديد وهو يملك ضمن صفوفه العدد الأكبر من اللاعبين المحترفين في تاريخ الكرة المصرية، بداية من أحمد حجازي ومحمود حسن تريزيجيه ومحمد النني وصولًا إلى محمد صلاح النجم المصري العالمي بكل ما تحمل الكلمة من معنى وغيرهم أيضًا، أمرًا لم يكن يحدث من قبل بل سيفيد المنتخب بشكل كبير، خاصة أنهم قادرون على تحمل الضغوطات الكبيرة التي سيواجهها الفراعنة خلال المونديال، ولما لا وهم يواجهون أبرز نجوم العالم في الدوريات الأوروبية، بالإضافة إلى قدرتهم على صنع الفارق في الأوقات الحاسمة والصعبة.