ملاحظات على "مصر من البلكونة" في رمضان

محمد سقراط

(1)

“مصر من البلكونة” برنامج يذاع خلال شهر رمضان على محطة DRN، يقدمه الكاتب الصحفي محمد فتحي والإذاعية ياسمين نور الدين، يوميًا من الأحد للخميس من الساعة 3:30 عصرًا حتى الساعة 04:30.

في الحقيقة، البرنامج ليس رمضانيًا؛ فهو يعد الثوب الرمضاني لنفس البرنامج الذي كان يقدم قبل الشهر الفضيل بنفس الاسم ولكن بمدة ساعتين، ابتداءً من الساعة الثانية ظهرًا.

يصنف كبرنامج “خدمي” يقدم الخدمات للمستمعين، سواء على مستوى الخدمات العينية من خلال مبادرة “طاقة قدر”، التي اختصت بها حلقات شهر رمضان، أو على مستوى “المعلومات” والأخبار والمواضيع التي يتم طرحها في الحلقات في مختلف المجالات، ويتناولها من الزاوية المجتمعية، ويهتم بتصحيح المفاهيم عن الأحداث الجارية، وتصويب الأخبار التي قد تكون في حقيقتها “شائعات”، بالتواصل مع المصادر مباشرة على الهواء، وهو امتداد لنفس طبيعة البرنامج الخدمية خارج رمضان.

(2)

يقال إنه إذا أردت الحكم على موضوع ما بشكل دقيق فلا يجب أن تنظر له من جانب واحد، بل يجب أن تنظر له من جميع جوانبه، وأفضل زاوية تتيح لك رؤية كل الجوانب بالتأكيد – والمثال للتقريب – لو كانت النظرة من “الأعلى”، وهذا ما يقصد به من “البلكونة” في اسم البرنامج الرمزي، وطريقة تناول المواضيع والأحداث الجارية  في “مصر” من كل جوانبها للوصول لحكم دقيق وسليم عليها، فكان “مصر من البلكونة”.

مقدمة الحلقة يتلقاها المستمعون من “ياسمين نور الدين” في شكل قصة تمهد لموضوع الحلقة، تقدم في حد ذاتها بشكل مميز ومختلف، بإلقاءها بعد البرومو مباشرة، وبأداء ونغمة صوتية مختلفة. لا يؤخذ عليها سوى مقاطعة “محمد فتحي” لها بأسئلة “يراد” منها شرحها، أو توضيح ما قد يبدو غامضا لبعض المستمعين، ولكن في الحقيقة المقدمة لا تحتاج إلى توضيح أو تساؤلات لتأكيد ما يرد فيها، والأفضل لو كان تقديمها مشتركًا بين “نور الدين” و”فتحي” لو كان لا بد من أن يكون له دور فيها.

(3)

يحسب للبرنامج أنه ليس “خدميا” خالصًا، ويقدم جانبا “ترفيهيًا” واضحًا بتخصيص أجزاء حلقات لمواضيع مختلفة تطرح للمناقشة، أو باستضافة ضيوف متخصصين في مجال الدراما والفن بشكل عام، مواكبًا لطبيعة الموسم الرمضاني وما يفرضه من موضوعات متعلقة بالمسلسلات والأعمال الرمضانية بشكل عام، ولولا ذلك لاتسم إيقاع البرنامج بالملل والرتابة بعض الشيء.

(4)

يبدو التفاعل مع المستمعين سواء من خلال رسائلهم أو مع تعليقاتهم وتفاعلهم مع الصفحة الرسمية للمحطة على Facebook، وقد يرجع هذا لاعتماد التفاعل من خلال المداخلات بشكل أساسي خلال زمن الحلقة في شهر رمضان، وهو ساعة واحدة فقط، ومن الأفضل أن يكون هناك توازنا يُظهر تفاعل المستمعين على جميع وسائل التفاعل المتاحة.

(5)

تغيب الخلفية الموسيقية عن أغلب أجزاء الحلقات، وفي الأجزاء التي توجد فيها تكون بشكل مناسب من حيث مستوى الصوت الواضح، بما لا يشوش على الحوار أو المحتوى المقدم من خلال المذيعين، وهي موسيقى برومو البرنامج.

الأغنيات خلال البرنامج تذاع غير كاملة نظرًا للمحتوى المركز والجاد في أغلبه، والذي بطبيعة الحال ولضيق الوقت يحوز على أولوية العرض خلال الحلقة.

مما يحسب كذلك للبرنامج حرصه الواضح على عرض الأخبار بشكل مهني يظهر في أغلب المناقشات التي تدور في حلقاته، بسبب خلفية “محمد فتحي” الصحفية.