13 تصريحًا لـ إبراهيم عيسى.. أبرزها عن براءة مبارك وبن سلمان - E3lam.Com

أجرى الزميل أحمد فاروق بجريدة “الشروق” حوارًا صحفيًا مع الكاتب الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى، علَّق خلاله الأخير على عدة مواضيع هامة، أبرزها إنهاء تعاقده مع قنوات on، وأزمة مسلسل “أرض النفاق” وحذف دوره بالكامل، كذلك أسباب رفضه الكتابة للدراما التليفزيونية إلى جانب السينما. كما يتحدث عن الحريات فى الإعلام، ويرد على تهمة “التلون” التى تلاحقه بين الحين والآخر.

فيما يلي أبرز تصريحات إبراهيم عيسى خلال الحوار.

1– سبب اندهاشى من استبعادي من نسخة العرض السعودية من “أرض النفاق”، أن هذا القرار يتناقض مع فكرة الإصلاحات والانفتاح التى تحدث فى المملكة، وأعتبر منعى دلالة سلبية، خاصة أننى أظهر ممثلا فى دور صغير، كما أننى لا أقدم رؤيتى ولا وجهة نظرى السياسية، فالعمل ليس من تأليفى، ولا منتج أفكارى.

2– وجهة نظرى فى الانفتاح قبل وبعد استبعادى من التليفزيون السعودى، إيجابية جدا، فكل انتقاداتى للسعودية كانت لتفعل ما يحدث الآن، فالطبيعى أن أرحب بهذه الإجراءات، ولا يمكن أن أنكر الانفتاح لمجرد أنهم منعوا ظهورى على شاشتهم. وما زلت مختلفا مع سياسة المملكة من الألف إلى الياء، لكن ما أرحب به هو الانفتاح الدينى والفكرى، وأتمنى أن يكون أشمل، وحقيقيا وجذريا، ولن أتردد فى تحية المملكة على ما فعلته، وما أقدم عليه الأمير محمد بن سلمان من انفتاح متمنيًا أن يكون أكثر مدى وأوسع أفقا. والحقيقة، كنت أتمنى أن يشمل الانفتاح السعودى فكرة أن يظهر من يختلف معهم فى الرأى سياسيا على شاشتهم، فالجميع يعلم أن مشكلتى مع المملكة فى سياستها وتصدير الوهابية، وليس مع الشعب السعودى المحترم والجميل مثل باقى الشعوب العربية، ورغم ذلك لا يمكن أن أصادر على حق الإدارة السعودية فى رفض أى مسلسل أو رفض أى ممثل.

نرشح لك – كلام نهائي: إبراهيم عيسى خارج “أرض النفاق”

3– وافقت وبمنتهى الأريحية على استبدالى فى سياق أنها النسخة غير الأصلية، وأن هذه نسخة وحيدة ستقدم فى التليفزيون السعودى فقط، لأنى لا أريد أن أضيع مجهود المنتج الذى تحمس لى وغامر بى، فلم يكن واردا أن أكافئ جمال العدل بأن أعلن تحفظى على النسخة السعودية، فضلا عن أنه سيكون تحفظي أدبيا، لأننى عمليا لا أملك حق الاعتراض أو وقف المشروع. يضاف إلى ما سبق، أنها فى نظرى لحظة تاريخية، فلأول مرة فى الدراما العربية وربما على مستوى العالم، دولة تتحفظ على ممثل، فيصنع لها نسخة خاصة من مسلسل، هذه سابقة جديدة ستزيد مذكراتى فصلا.

نرشح لك: مواعيد عرض أرض النفاق #مسلسلات_رمضان_2018

4– إنهاء التعاقد معى فى قنوات on ليس موقفا سياسيا، لأنها بالفعل وقعت معى العقد قبل 4 أشهر فقط، وخلال هذه الفترة لم يتغير شىء، فهذا القرار لم يكن موجها ضد برنامج أو شخص، وإدارة قنوات on، لم تبلغنى بسبب واضح لإنهاء التعاقد، بل على العكس أكدت أن هذا أمر مؤقت وأننا سنستمر معا، وهناك إصرار على وجودى، وكلام جميل من هذا النوع.

5– من الطبيعى أن أدفع ثمن مواقفى السياسية، فمن البداية اتخذت موقفًا مستقلا، والدليل أنك ستجد أطرافا متناقضة ومتعادية تتفق على مهاجمتى. والحقيقة أننى متصالح جدا مع الهجوم الذى أتعرض له، لأننا فى مصر وليس فى سويسرا أو ألمانيا.

نرشح لك – برامج إبراهيم عيسى غير السياسية

6– فى مصر الاتهام بـ«التلون» جاهز، وهناك رغبة فى سحب حق الناس فى تشغيل العقل واتخاذ القرارات بناء على معطيات، ويتم دفعهم لأن يكونوا نمطيين، وأن يلتزموا بنفس الموقف الذى أعلنوه حتى إذا ثبت لهم أنه تغير، والحقيقة هذا شىء خارج حدود العقل والمنطق. وللأسف، هناك من يرى أن الموافقة على العمل فى قناة بعد إيقاف أخرى لبرنامج، هو تخلى عن المبادئ، وفى رأيى هذه ليست وجهات نظر لأنها ليست مكتملة وغير ناضجة ولم تبنَ على دلائل ومعلومات، فقط هى تخرج من أشخاص يعشقون «الفتى».

7– من يقول إن إبراهيم عيسى هو الذى برأ مبارك، يكرهنى وهذا حقه، لذلك أنا لا أطلب عاطفة أحد ولكنى أطلب عقل الناس، ملف هذه القضية كان يضم أكثر من 4 آلاف ورقة، وخلال المحاكمة تم الاستماع لألف شاهد، فكيف تكون شهادة إبراهيم عيسى بمفرده سببا فى براءة مبارك، كما أننى أدعى بأن كل من قال ذلك لم يقرأ حيثيات الحكم، ولم يقرأ شهادتى من الأساس التى نشرتها على حلقات فى جريدة المقال.

نرشح لك – رأي إبراهيم عيسى في تحركات جمال وعلاء مبارك

8– الفضاء العام فيما يتعلق بتناول الشأن اليومى أصبح محدودا جدا ولا يكفينى، لذلك لا أكتب منذ فترة، وبالتأكيد لا تكفى برنامجا سياسيا أتحدث خلاله فى الشئون الجارية. لكن هذا ليس معناه أننى تغيرت أو تنازلت عن رسالتى، فأنا لدى وسائل متعددة لتمرير أفكارى، منها البرنامج السياسى المباشر، والدينى والتاريخى والفنى والرواية والمقال والفيلم والمشاركة بالتمثيل فى مسلسل.

9– لم يكن واردا أن أتحدث فى السياسة على قناة «الحرة»، لأنى مختلف مع السياسة الأمريكية، كما أننى لن أتحدث عن سياسة مصر إلا من خلال منابر مصرية وليس عبر شاشة قناة دولية، ولذلك لجأت إلى التحدث فى الخطاب الدينى وهو شأن عام عالمى إنسانى ليس مصريا ولا عربيا فقط.

نرشح لك – إبراهيم عيسى: الصيام قرار سيادي من الله

10– لا أكتب للدراما لأن شكل الإنتاج التليفزيونى حاليا من المستحيل أن يتوافق مع سيناريو يمكن أن أكتبه، أنا لم أكتب، ولكنى على قناعة أن أى شىء يمكن أن أكتبه لن يتوافق مع ما هو موجود الآن. ومن يتابع الدراما المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة، سيعرف أنه من الصعب بل من المستحيل، أن نجد مرة أخرى على الشاشة «ليالى الحلمية»، أو الشهد والدموع أو «الحب وأشياء أخرى»، حتى لن نجد أيضا «حضرة المتهم أبى»، ولن نجد أيضا أعمالا مساوية أو موازية أو مقاربة أو مشابهة ما دام شكل الإنتاج كما هو عليه. فشكل الإنتاج يجب أن يتغير حتى يتم تقديم منتج درامى خالد ويعيش ويؤثر كما كان يحدث من قبل.

11- مشروع “على الزيبق” لا يزال قائما، وسنبدأ التصوير بعد عيد الفطر مباشرة، وأقدم فى هذا الفيلم رؤية مختلفة أطلقت عليها «سيرة سينمائية وليست شعبية، كما أطلقت على الفيلم اسم «الفهد» حتى لا يربط البعض بينه وبين شخصية «على الزيبق» التى قدمها الأستاذ شريف عرفة فى فيلم «الكنز» من تأليف المبدع عبدالرحيم كمال. ولهذا الفيلم مكانة خاصة، لأن منتجه السبكى، وقع معى عقدا ككاتب سيناريو لم يحدث من قبل فى تاريخ السينما، وأنا سعيد بمجرد كتابة العقد بغض النظر عن إمكانية تنفيذه. فالمنتج أعطانى أكبر أجر لمؤلف سينمائى فى مصر، ورغم أننى لم أحصل على مليم حتى الآن، لكننى سعيد بمجرد كتابته على الورق.

12- أزمة كتَّاب الدراما، السبب فيها أنهم يسيدون نوعا من الكتابة لا ينتج عنه أعمالا عظيمة، فما يحدث فى الصناعة عبث، يبدأ التصوير قبل أن يتم الانتهاء من السيناريو، ويبدأ العرض قبل أن يتم الانتهاء من التصوير. وأزمة الصناعة فى مصر أن أهم شىء فى العمل هو النجم ثم ملحقاته، فحاليا يتم الكتابة للنجم، وفى بعض الأحيان يكون المسلسل كتابة النجم نفسه، وهذا فنيا مستحيل. وبهذه المناسبة يمكننى التنبأ بنفس مصير الفوازير لصناعة الدراما المصرية خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر، فإذا بحثنا عن فوازير رمضان لن تجد هذا الفن، رغم الاهتمام الهوسى بها والحفاوة الإعلامية والجماهيرية غير المسبوقة بها، انتهى تماما هذا الشكل الفنى ومات ولم يعد موجودا، فالدراما الرمضانية مصيرها التبخر والفناء، مثل فوازير رمضان، وكذلك البرامج الخفيفة التى كانت تصنع لتذاع بعد الإفطار، والكاميرا الخفية، كل هذه القوالب انتهت وأفنيت وتبخرت. لكن هذا ليس معناه انتهاء فن الدراما، وإنما ربما يكون إضافة، لأن البديل سيكون صناعة فن ليس تجاريا بدون تحكم للإعلان، ويقدم مباشرة لمشاهد يدفع ثمن الخدمة التى يحصل عليها.

13- البعض يتصور أن التليفزيون وسيلة جبارة للتأثير والوصول للناس، ولكن الحقيقة أنه فقد قوته وفى سبيله إلى أن يفقد نفسه، لكنى أعتقد أيضا أن صانع العمل التليفزيونى لا يدرك عن ذلك شيئا، لأنه ليس متخصصا. فالواقع يقول، أن التليفزيون لم يعد العارض الرسمى، ولم يعد أيضا العارض الشعبى، حتى فى قرى الصعيد. وبناء على الملاحظة، أتحدى أن نسبة أقل من 30 % هى التى لا تزال تشاهد المسلسلات عبر شاشة التليفزيون وغالبيتهم من أصحاب المعاشات، وفى المقابل هناك ما يزيد عن 70 % يتابع المسلسلات عبر اليوتيوب.