محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (3).. عدالة السماء في استاد باليرمو 

ضمت قائمة منتخب مصر في كأس العالم 1990، 22 لاعبا جاء توزيعهم كالتالي، (11 لاعبا من الأهلي – 6 لاعبين من الزمالك – لاعب واحد من كل من المصري وغزل المحلة والأولمبي، وبيرامار البرتغالي وباوك اليوناني)، واتكلمنا في مقال الأمس اللى كان بعنوان “جوهري.. جوهري”  عن أهم المستبعدين من القائمة.
وقع المنتخب المصري في المجموعة السادسة التي ضمت وفقاً لترتيبها النهائي منتخبات (إنجلترا – إيرلندا – هولندا – مصر)
في المباراة الأولى بالمجموعة تعادل منتخبي إنجلترا وإيرلندا بنتيجة 1-1 وفي اليوم التالي كانت المباراة الأولى لمنتخب مصر أمام منتخب هولندا بطل أمم اوروبا 1988 الذي كان يضم في هذا التوقيت ثلاثي ميلان الرهيب (فرانك ريكارد – رود خوليت – ماركو فان باستن)، إضافة إلى رونالد كومان أفضل مدافعي العالم فى هذا التوقيت والذي كان يدافع عن ألوان برشلونة.

كان هناك تقليد متبع قبل مباريات كأس العالم 1990 يتمثل في إدخال بيانات اللاعبين فى كل منتخب إلى الكمبيوتر لكي يتنبأ بنتيجة المباراة وقبل مباراة هولندا – مصر توقع الكمبيوتر فوز منتخب هولندا بنتيجة 13-1

أقيمت المباراة على ملعب لافافوريتا بمدينة باليرمو بالجنوب الإيطالي وشهدت حضور أعداد كبيرة من الجمهور المصري من المصريين المقيمين باوروبا بخلاف عدد كبير من طلبة الأكاديمية البحرية تحركت بهم سفينة من الإسكندرية إلى باليرمو لتشجيع منتخب مصر وكانوا مميزين جدا في المدرجات بزيهم الأبيض، وأيضا تواجدت في المدرجات بعض فرق الفنون الشعبية المصرية بملابسها  وآلاتها الموسيقية المميزة التى لفتت الانتباه بشدة.
بالرغم من كل هذه الأسماء الرنانة في تشكيلة الطواحين الهولندية إلا أن منتخب مصر نجح في تقديم مباراة رائعة تمكن خلالها من تهديد مرمى الحارس الهولندي في العديد من المرات حتى انتهت المباراة بنتيجة التعادل 1-1 بعد أن تقدم اللاعب “كيفت” لمنتخب هولندا وتعادل لمنتخب مصر مجدي عبد الغني من ضربة جزاء نجح في الحصول عليها حسام حسن بعد إعاقته من قبل رونالد كومان  بعد تمريرة طولية من هشام يكن ضرب بها الدفاع الهولندي.
اعتمد كابتن محمود الجوهري طريقة اللعب 5-3-2 في هذا اللقاء وجاء التشكيل على النحو التالي
حراسة المرمى : أحمد شوبير
خط الدفاع من اليمين لليسار : إبراهيم حسن – هشام يكن – هاني رمزي – ربيع ياسين – أحمد رمزي
خط الوسط من اليمين لليسار : أحمد الكأس – مجدي عبد الغني – إسماعيل يوسف
خط الهجوم : حسام حسن – جمال عبد الحميد، كابتن الفريق.
في الدقيقة 69 من عمر اللقاء شارك الثنائى مجدي طلبة وعادل عبد الرحمن بدلا من أحمد رمزي وجمال عبد الحميد وكان مسموحا بتغيرين فقط في ذلك التوقيت وكان الفائز ينال نقطتين فقط.
من اللقطات التى لن تمحى من ذاكرة المصريين خلال هذا اللقاء لقطات تدخين الكابتن محمود الجوهرى للسجائر على مقاعد الجهاز الفنى وهو ما كان مسموحا به في هذا التوقيت، وأيضا مراوغة جمال عبد الحميد لفرانك ريكارد والفرصة الضائعة من مجدى طلبة وهو على بعد خطوات من المرمى، وضربة رأس جمال عبد الحميد وتسديدة أحمد الكأس وتألق الحارس فان بروكلين في التصدي لكل منهما وتعليق كابتن محمود بكر رحمه الله على هدف التعادل لمجدي عبد الغنى وعبارته الشهيرة “عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو”.

ظل الهدف الذي سجله مجدي عبد الغني مصدر افتخاره الدائم في جميع الحوارات واللقاءات الإعلامية للحدد الذي استفز جمهور الكرة المصري، كما أصبح مصدر رزق لصاحب الهدف حيث جعلته هدف دائم للمعلنين وضيف مطلوب في العديد من البرامج.
عقب المباراة احتفل لاعبو منتخب مصر في الملعب مع الجماهير بهذا الانجاز وخرج الفريق في زفة بلدى مصرية على أنغام المزمار من ملعب المباراة حتى فندق الإقامة بينما تغنت الصحف المصرية الصادرة في اليوم التالي بالمنتخب ولاعبيه.
المباراة الثانية لمنتخب مصر في هذه المجموعة كانت أمام منتخب أيرلندا وتعد مباراة تاريخية ومفصلية في تاريخ كرة القدم.. وده اللى هنعرف سببه بكره إن شاء الله.