شخصيات مؤثرة لم يرَها الجمهور.. أبرزهم مصطفى أبو حجر وأبلة تهاني

شيماء خميس

إذا كانت البطولة في الأعمال الفنية – كما في الحياة – للنجوم فقط، ودائما ما ترتبط بظهور اسم الفنان على الأفيش أو التتر في نهاية العمل الفني، فهناك أبطال لم يظهروا على الشاشات وأثروا على أحداث العمل، فيما يلي أبرزهم:

نرشح لك: أول ظهور “إعلاني” لـ مكة محمد صلاح

مصطفي أبو حجر

فيلم “حب البنات” بطولة ليلى علوي وحنان ترك وهنا شيحة، تبدأ أحداثه بوفاة “مصطفي أبو حجر” وحضور بناته – غير الشقيقات – لاستلام ميراثهن، ويفاجئهن بشرط مُلزم لاستلام الميراث، أن يعيشن سويا لمدة عام، ويقبلن بالشرط ويصبحن أخوات، وطوال أحداث الفيلم يتردد اسم “مصطفى أبو حجر” في أحاديث الفتيات والعقدة النفسية التي سببها لهن بزواجه من أخريات، وفي أحد المشاهد تصرخ “غادة” – الابنة الوسطى – في وجه والدتها حينما تكتشف أمر زواجها قائلة: “إنتي قولتيلي إن كلهم مصطفى أبو حجر” لتطلقها الفتيات فيما بعد على كل رجل خائن، ولا أحد يعلم هل كُتب لـ “مصطفى أبو حجر” الخلود دون أن نعرفه أو نراه أم كُتب عليه أن يرتبط اسمه بـ “ندالة الرجالة” تكفيرا عن أخطائه!!

أبلة تهاني

بعذوبة شديدة تأخذك أحداث فيلم “في شقة مصر الجديدة” للوقوع في غرام “أبلة تهاني” مُدرسة الموسيقى بأحد المدارس في الصعيد، والتي تتأثر بها “نجوى” الفتاة الحالمة التي عرفت منها معني الحب وتسببت في أن تغادر البلدة تحت ضغط الأهالي وكأنما الحب جُرم لا ينبغي أن نتحدث عنه، وتستغل “نجوى” وجودها بالقاهرة في رحلة خاصة بالمدرسة التي تعمل بها لتبحث عن “تهاني” وتتخلف عن زميلاتها، وتتلقفها قسوة المدينة حجرا وبشرا وتلتقي في طريق بحثها بـ “يحيى” (خالد أبو النجا) الشاب الذي يسكن في شقة مصر الجديدة – مسكن أبلة تهاني – والذي يسخر منها في بادئ الأمر ثم يقرر أن يساعدها لإيجاد “تهاني” ويعثروا عليها عبر رسالة صوتية تبعثها إلي “نجوى” بأحد البرامج الإذاعية، فتطمئن “نجوى” أنها تعيش سعيدة مع من اختاره قلبها، لترتبط تهاني في وجدان المشاهد بأنها الدليل على أن الحب مازال حيا بيننا، فقد ظلت كثيرا تؤمن به وتتحدث عنه لتلميذاتها إلى أن وجدته، وتنتهي الأحداث باكتشاف نجوى أن قلبها خفق بالحب أثناء رحلة البحث عنها.

أدهم حفظي

في واحد من أنجح الأعمال الدرامية مؤخرا، تبدأ أحداث مسلسل “جراند أوتيل” بوفاة “أدهم حفظي” صاحب فندق شهير بمدينة أسوان، يرثه زوجته وابنتيه وابن أخيه، وتقتل أحد العاملات بالفندق ويتنكر أخيها “فؤاد” لينضم الخدم ويكشف لغز مقتل شقيقته، وأثناء صراع الأحداث ينكشف أمر خطاب “أدهم” سبب مقتل شقيقة “فؤاد” ومقتل “أدهم ” ذاته، الخطاب الذي يعترف في سطوره ببنوة “أمين (محمد ممدوح) من زوجته سرا “سكينة”وأحقيته في الميراث، وقد أراد أن يرد له حقه متمنيا أن يغفر له تخليه عنه، لكنه لم يستطع أن يحث المشاهد على مغفرة قسوته.

 

ميرفت

“عائلة سعيدة جداً” مسرحية كوميدية بطولة الفنان “أمين الهنيدي” نحفظها عن ظهر قلب، وترتبط في وجداننا بالمشهد الذي يظهر فيه الفنان “المنتصر بالله” (سامي) على خشبة المسرح أمامه “طشت غسيل” يغسل الملابس مع الفنان “مصطفى حشيش” (سمير) ويتلقفان الحوار في وصلة ضحك ملئ برغاوي الصابون، وهذا المشهد نتيجةغضب زوجاتهم بعد أن وجدن طفل داخل شرفة المنزل تحتوي ملابسه على رسالة موجهة لوالد الطفل – أحد أفراد هذه الأسرة – ليذكره بالأيام السعيدة بإمضاء أم الطفل (ميرفت) ويبدأ الشك في الجميع وتستمر الأحداث بالمزيد من الخطابات المحملة بذكريات هذه (الميرفت) مع والد الطفل إلى أن يحضر الجد (المخرج السيد بدير) ويخبرهم أنه والده هذا الطفل وأن “ميرفت” زوجته”.

أبو الوفا

“يا ابني ابعد عني يا ابني”، “هو فين التعابين فين التعابين؟ .. يعني هو فين الظابط؟” جمل سمعناها مرارا ولا نجد ما نفعله حيالها سوى أن نضحك مجددا، في وصلات من السيجال العبثي بين عم “أيوب” و “شوكت” في مسرحية “الجوكر” التي تدور احداثها داخل جدران مصنع لعب أطفال تملكه “وفاء” أو الفنانة “هناء الشوربجي” وقد ورثته عن زوجها “أبو الوفا” التي تذوب فيه عشقا لسبب غير مفهوم وتعلق صورته البغيضة على أحد الجدران، ونكتشف أن زوجها كان أفاكا، محتالا، لص، سرق هذا المصنع من احدى زوجاته وأودع أطفالها في أحد الملاجئ ويتعرف عليهم “زكي دبور” ويقرر أن يساعدهم في رجوع حقهم الذي سلبه “أبو الوفا” الذي لم يرزق بنصيب من اسمه، وتتوالى أحداث المسرحية لتكتشف “وفاء” وضاعة زوجها الراحل وتقرر التنازل عن المصنع لأصحابه وتحطم صورته.

مذيع الأخبار

حدوتة تراجيدية تم تقديمها في وجبة كوميدية عالية المستوى في مسرحية “ريا وسكينة” بطولة شادية وعبد المنعم مدبولي وسهير البابلي وأحمد بدير، وتدور حول قصة حياة المجرمتان اللاتي احترفن قتل النساء في مدينة الإسكندرية، وخلال فصول المسرحية يذاع أخبار ضحايا ريا وسكينة في الراديو في منزلهما أو في زنقة الستات وفور أن يدار الراديو يطل علينا صوت الفنان الجميل “سعيد صالح” ورغم صغر الدور وانحصاره في قراءة عدد من أخبار الضحايا، إلا أن “صالح” يصر أن يقدمه بخفة دمه المعهودة وأدائه الصوتي الرائع.

عصمت

أربعة عقود ومازالت تتربع مسرحية “سك على بناتك” على عرش الكوميديا، نحفظ تفاصيلها، بداية من الدكتور رأفت وبناته (فوزية ونادية وسوسو) الذي يسعى لزواجهن حتى يتفرغ لحياته الشخصية والزواج من حبيبته “عصمت” ، مرورا بـ “حنفي” و “سامح” و”محسن” و”كريم” و” فتح الباب”، وانتهاء بـ “عصمت” التي لم تظهر على خشبة المسرح وسمعنا صوتها المميز هاتفيا مع الدكتور رأفت، تظل تحثه على سرعة إنهاء مشاكله وخطبتها من أبيها، وتسمعه ابنته الصغيرة “سوسو” فترفض الزواج ويغرق في مشكلات بناته، ويخسر حبيبته.

ورغم أنها بضع مكالمات هاتفية لكن ظل حضور الفنانة شويكار أو “عصمت” عبر السنين والأجيال وهي تحدثه بدلالها المعهود، ومازالنا نذكر صوتها المميز وهي تحدثه غاضبةً في مكالمتهما الأخيرة قائلة: “وأنا مالي يا أخويا ومال ظروفك، كنت بتربطني جنبك ليه من الأول، ولا تكونش فاهم نفسك أملة، يا شيخ بلا قرف، ورّمتلي مخي”، ولا يملك أحد منا ألا يعتبر الجميلة شويكار بطلة من بطلات المسرحية.