12 تصريحًا لابنة عبد الرحمن الشرقاوي.. أبرزها عن حياته العائلية

أمنية الغنام

اختارت اللجنة العليا للهيئة العامة للكتاب الأديب الكبير عبد الرحمن الشرقاوي ليكون شخصية العام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ٤٩، كنوع من التكريم الذي تأخر قرابة ٣٠ عاماً بعد رحيله، عن مجمل أعماله التي أثرى بها الحركة الأدبية في مصر والعالم العربي.

إعلام دوت أورج تواصل مع ابنته الدكتورة عزة الشرقاوي لتتحدث عن والدها، وجاءت تصريحاتها كالتالي.

-عبد الرحمن الشرقاوي ظُلْم حياً وميتاً، وهو نفسه كان يشعر بهذا حيث مُنع من الكتابة في الأهرام، وتم القبض عليه عدة مرات، فطبيعة أعماله الأدبية ومواقفه وآرائه السياسية،جعلت الناشرين لا يقبلون على نشرها، فكثير من كتاباته مُنعت من التوزيع بعد الطبع منها، على سبيل المثال “محمد رسول الحرية” وقتها أرسل الشرقاوي تلغراف للرئيس جمال عبد الناصر وكتب له: “إنك تسجني في السجن الحربي أهون عليّا إنك تمنع كتاب زي ده من النشر”.

نرشح لك – عزة عبد الرحمن الشرقاوي: أعمال والدي حبيسة “دار الشروق”

-كان لا يحب الظهور كثيراً في الإعلام ولا يسعى لأن تكون حوله “بروباجندا ” لأنه كثيراً ما كانت تُقتطع أجزاء من أحاديثه فيُفهم الكلام عكس المعنى المقصود، وهذا ما حدث بالفعل معه في أحد حواراته التليفزيونية مع الإعلامي مفيد فوزي.

-طقوسه في الكتابة تنقسم لمرحلتين أولها مرحلة التحضير  وكانت صعبة جداً خاصة الشخصيات الإسلامية، فقد كان على يأخذ على الأقل سنة وأكثر في إعدادها ما بين البحث عن المراجع والقراءة وبين النزول إلى سور الأزبكية والمكتبات القديمة.

أما المرحلة  الثانية هي مرحلة الكتابة وفيها ينعزل تماماً في غرفة مكتبه فلا يجرؤ أحد على الدخول عليه، وكانت والدتي تعزلنا تماماً حتى مشاكلنا الدراسية، ليكون كل تفكيره في الكتابة فقط ولا يخرج إلا أوقات الطعام، ويظل على هذا الحال حتى اقتراب الجزء الأكبر من الكتابة على الانتهاء. فلا يدخل عليه أحد سوى لتقديم القهوة والشاي والسجائر وأذكر أنه كان يدخن بصورة كبيرة و توقف عن التدخين آخر ١٠سنوات من عمره لمرض في الرئة.

-كان يكتب الشخصيات الإسلامية ليس من منظور السيرة وفقط ولكن من منظور فكره كشخصيات إنسانية، فمثلاً “محمد رسول الحرية” إنما أنا بشر مثلكم كتبها ليس من منظور أنه (صلى الله عليه وسلم) رسول ولكن باعتباره إنسان دعا للقيم والحريّة والعدالة، فالعدالة الاجتماعية هي الإسلام والحريّة هي الإسلام فكانت أبرز أعماله هي تلك الشخصيات التي ألقى عليها الضوء من هذه الزاوية.

-كان يقرأ في التاريخ كثيراً، وكان نجيب محفوظ، توفيق الحكيم ويوسف السباعي من الأصدقاء الذين كان يحرص دائماً على متابعتهم ولقاءهم، وكان ينصحنا بالقراءة لهم. ولرغبته في أن يستفيد أكبر عدد ممكن من الناس بكتبه فقد تبرع قبل وفاته بنصف مكتبته.

-عبد الرحمن الشرقاوي انفرد عن كتّاب الوطن العربي كله وفقاً لكلام الأديب الكبير توفيق الحكيم بأنه غطى مجالات الأدب ككل، الشعر، المسرح الشعري، الأدب السياسي، الرواية، المقال السياسي والسينما أيضاً، فقد شارك في كتابة سيناريو أفلام الرسالة والناصر صلاح الدين وجميلة بو حريد.

-صعب أن أقول انطباع عبد الرحمن الشرقاوي عن فيلم “الأرض” بعد مشاهدته له لأن الفيلم قد تم تصويره في بيتنا في الريف، فهو عاصر تنفيذ مشاهده بالفعل على أرض الواقع  بصحبة صديق عمره الذي شاركه في كتابته “حسن فؤاد”. كان فيلماً رائعاً جسده يوسف شاهين في إخراجه بحرفية عالية.

-والدتي سيدة عظيمة فلم تُشعرنا يوماً ونحن صغار بغياب والدي خاصة في فترات القبض عليه، وكانت تبرر عدم وجوده إما بسفره أو بمرضه في المستشفى، وكانت دائماً ما تهيئ له المناخ المناسب للكتابة.

-لم يكن لي أفضلية في التعامل كوْني البنت الوحيدة والكبرى في نفس الوقت لثلاثة أخوة ذكور -أحمد وشريف وأيمن -لكن كان عليّ مسئولية أكبر في المعاملة حيث كان والدي دائماً يقول: “أنا ربيت فيك المسئولية عن إخواتك” وعليك نقل القيم التي أخذتها عني لهم، فعلاقة الأب بالإبنة تكون غالباً مميزة وبالرغم من ذلك لم يفرق يوماً بيننا.

-أحمد أخي يعمل كطبيب وكان يكتب وهو صغير في المرحلة الإعدادية وكان أبي يشجعه ويمده بالكتب التي تنمي عنده موهبة الكتابة وتعلم الشعر، وبالفعل أحمد كان له بعد ذلك باب ثابت في مجلة “صباح الخير” اسمه يوميات طبيب شاب وله ديوان بعنوان “أوراق عاشق”.

-داليا ابنتي هي الحفيدة الأولى، توفي حيث كان عمرها ٨ سنوات وأختها نهلة ٥ سنوات، زرع فيهما حب اللغة العربية وبالرغم من حصول داليا على درجة الدكتوراه في القانون إلا أنها من عشقها للغة العربية عن جَدّها دخلت كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرجت منها، وأهدت رسالة الدكتوراة عنها لجدها عبد الرحمن الشرقاوي.

-أشكر إدارة المعرض على تذكر عبد الرحمن الشرقاوي بعد مرور ٣٠ عاماً على رحيله وجعله شخصية العام، هذا الأمر فاجأ أسرته وفي نفس الوقت أسعدها، فوجود ملصقات تحمل صور واسم عبد الرحمن الشرقاوي في جميع أنحاء المعرض وفي القاعات الرئيسيّة بالإضافة لتنظيم ما يقرب  من ٧ ندوات تغطي إتجاهات متعددة من حياته ومسيرته، يجعل الشباب من الجيل الجديد معرفته واتخاذه قدوة هو وجميع الشخصيات التي رسمها وقدمها في كتاباته ولذلك أتمنى أن تنشر الأعمال بأسعار زهيدة  لأن الكتاب أصبح غالي على الناس.