12 تصريحًا لـ محمد جمال..أبرزها عن ناشرين "عبيلوه وأديلوه"

نرمين حلمي

بدأ حكايته مع الوسط الثقافي بقصة حقيقية أشبه بالقصص الخيالية؛ فلم يكن أحد يتخيل أن الكاتب الشاب اليائس ابن الـ 26عامًا، والذي يشبه كثير من شباب جيله؛ التائهين بلا فرصة  تتيح لهم عبور بوابة تحقيق أحلامهم، كاد أن يترك موهبته للأبد؛ إلا أنه تعرض لموقفٍ غَير موازين قرارته، حينما استغل صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي لينفس فيها عن ضيقه ويأسه، فكتب منشورًا يشرح فيه قراره عن نشر روايته إلكترونيًا، وابتعاده عن النشر الورقي، لصعوبة توفير تلك الوسيلة.

نرشح لك: 8 تصريحات لـ شريف عارف عن كتابه الجديد “26 يناير

كان لـ “إعلام دوت أورج” حوارًا خاصًا مع الكاتب الشاب السكندري محمد جمال ، الذي اشتهر برفض دخوله الوسط الثقافي من قبل صناعه؛ لعدم شهرته أو متابعته من قبل اَلاف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك” وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، نرصد خلال السطور التالية، أبرز محطات رحلته في الكتابة الأدبية والصحفية وكتابه الجديد:

1- تخرجت في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ، وكنت رافضًا السير في هذا المجال، فأنا شاب هوائي، لم أفضل استكمال مسيرة العمل في مجال الهندسة، وشغلني مجال التصوير الفوتوغرافي لفترة وحصلت بالفعل على عدة جوائز في هذا الشأن، ثم تطرقت للعمل كسيناريست لأفلام كرتون للأطفال، في شركة منتجة لأفلام الكرتون بمحافظة الإسكندرية، تسمى  ”viola T.v”.

2- بدأت حكايتي  مع موقع “منشور” بالمصادفة؛ حيث إنني كتبت يومًا منشورًا خاصًا للحديث عن موضوع يتعلق بعلم النفس الاجتماعي، من خلال صفحتي الخاصة على “الفيس بوك”، وهو الأمر الذي لفت انتباه أحد العاملين بالموقع؛ فطُلب مني كقارئ جيد، كتابة مقالات حرة لهم، ومع الانتظام في كتابتها، تم انضمامي للعمل معهم كصحفي بالموقع، منذ شهر ونصف حتى الأن.

3- أحب القراءة من صغري، وأواظب عليها فكنت متابعًا جيدًا لقصص “رجل المستحيل” وما شابه، ولكن فعل الكتابة ذاته، لم أقدم عليه إلا في سن كبير، حيث إنني اعتقدت بأني كاتبًا فاشلاً، كما كنت أصدق معتقدًا كلاسيكيًا خاطئًا نحو الكُتاب؛ كنت أعتقد أن الكاتب لا يستطيع الكتابة إلا بالوحي والإلهام، وكنت أتهم نفسي بالفشل، لعدم إيجاد هذا “الإلهام” بصفة مستمرة، ولكنني أيقنت فيما بعد بمساعدة صديقي الكاتب المنوفي محمد عبد القهار، الذي شجعني وساعدني كثيرًا على فهم طبيعة ظروف الكاتب، والتي تطلب ممارسة يومية للكتابة ونظم معينة، تقتضي المذاكرة واكتساب المهارات المختلفة إلى جانب الموهبة.

4- أنا شخص معني بكل فعل يؤدي إلى رواية قصة بشكل مسلي وممتع، وهو ما يسمى بـ فن الـ  storytelling وهذا هو الأمر الذي جذبني لكتابة الرواية، ومن ثمً قادني لمهنة الكتابة الصحفية، والتي وجدت فيها أيضًا ما أحبه من فن رواية الحكايات في إطار قصصي.

نرشح لك: قائمة إصدارات “القومي للترجمة” بخصم 70%

5- لست مقيدًا بفكرة تقديم أعمال روائية فقط للقراء؛ بل كل ما في الأمر إنني أحب الاستفاضة في السرد وشرح عوالم شخوص الرواية، وهو الأمر الذي دفعني لكتابة روايتي الأولى بدلاً من كتابة مجموعة قصصية، ولكنني لم أمانع من تجربة تقديم مجموعة قصصية للقراء فيما بعد؛ فإذا توفر لدي قصص مختلفة وكثيرة، سأجمعهم وانشرهم في كتاب مستقل.

6- بدأت كتابة رواية “كتاب خيبة الأمل” في بداية عام 2016، وأعدت كتابتها ثلاث مرات، وفي كل مرة كنت أنقحها بكلمات مناسبة وبلغة أرقى من سابقتها؛ ولكنني بعد إتمام كتابتها وجدتها وصلت إلى أكثر من 400 صفحة، ولم أتمكن من حذف أية جزء منها، نظرًا لأهمية تفاصيلها بالأحداث، ولكنني تعلمت بعد تجربتي الأولى أنني يجب أن اقلل من كلمات العمل الأدبي الذي أقدمه، كي يكون لائقُا للقارئ ولظروف الطباعة والنشر أيضًا إذا نظرنا للموضوع بنظرة اقتصادية أكثر عملية.

7- واجهت الكثير من الصعوبات حتى بعد فوزي بالمركز الأول في مسابقة أخبار الأدب عام 2017، لم يهتم أحد  بالجائزة، وبعد رحلة البحث الطويلة والتي استمرت قرابة الـ سنة ونصف، وجدت دار نشر جيدة وكنت سأنشرها بمقابل مادي، ولكنني تراجعت عندما تلقيت عرض أخر من دار نشر أخرى، وعدتني بنشر الرواية في معرض الكتاب دون مقابل مادي، إلا أنني فوجئت بأنها أعلنت عن أعمالها القادمة في المعرض، دون ذكر اسم عملي ضمنهم، حزنت كثيرًا من التجاهل وتلك المعاملة السيئة وهو الأمر الذي جعلني أغضب وأقرر نشر روايتي إلكترونيًا، غير مكترثًا بشأن نشر الرواية ورقيًا، فكل ما كان يهمني هو وصول الرواية إلى أكبر قدر من القراء كي يقرأوها ويدلو برأيهم تجاه العمل.

8- رواية “كتاب خيبة الأمل” حققت صدى كبير لدى القراء عبر الشبكة العنكبوتية، وهو الأمر الذي جعلني أستطيع نشرها ورقيًا وستصدر قريبًا مع دار “بردية” للنشر والتوزيع، خلال فعاليات معرض الإسكندرية للكتاب، في شهر مارس المقبل، بنفس اسمها الأصلي ولكن مع تغيير شكل الغلاف، وهى رواية تندرج تحت قائمة الأدب الاجتماعي، تتحدث عن كاتب روائي، يواجه الكثير من الصعوبات في سبيل ممارسة المهنة التي يحبها وهي الكتابة سواء من خلال الكتابة الروائية أو الصحفية، واستغلال الأخرين له، إلى جانب الكثير من الصعوبات والتي تتضح من خلال أحداث الرواية المختلفة والكثيرة.

9- رواية “كتاب خيبة الأمل” ليست رواية ذاتية، ولا تتحدث عني بشكل مفصل، كل ما في الأمر أن هناك تشابه لبعض صفات شخصية الرواية من شخصيتي الحقيقية، فهي رواية “فيها مني وفيها كتير مش مني”.

10- هناك مشكلتان يواجهان المشهد الثقافي في مصر، أولهما تأثر الوسط الثقافي بالوضع الاقتصادي في مصر، مما يعرض عملية النشر لفكرة النظر في كيفية تقليص الأموال المصروفة بشكل يقتضي حرصًا شديدًا، وثانيهما في انتشار بعض الناشرين التابعين لنظرية “عبيلوه وأديلوه”، الذين يهتمون بالنشر كوسيلة تجارية أكثر من اهتمامهم بالمحتوى الذي يُقدم، وهو الأمر الذي يجعل هناك كتب كثيرة منشورة حاليًا دون المستوى بل شهرة كُتابها هي السبب الرئيسي وراء زحف الناشرين وراءهم.

11- لا يظلم الكتاب الإلكتروني  نظيره المطبوع والعكس صحيح أيضًا؛ فكلا منهما له قارئه الخاص؛ فمثلاً الكتب الإلكترونية تتسم بالعملية والسرعة أكثر، لكن الورقي له مذاقه ورونقه الخاص الذي لا ينكره أحد؛ إلا أن الوضع الإلكتروني المتطور الحالي يوضح معالم انتشار الكتاب الإلكتروني أكثر من المطبوع في المستقبل القريب، حيث يصل إلى شريحة أكبر من الجمهور بشكل أكثر سرعة سواء من خلال هواتفهم الذكية أو من خلال شاشة الحاسب الألي، التي تتيح لك فرصة القراءة على الفور.

12-أرى أن ورش تعلم الكتابة مفيدة جدًا؛ حيث تتيح لك فرصة تعلم مهارات وأدوات وتقنيات فنية بشكل أكبر وبصورة متقنة، ولكن هناك بعض الورش التدريبية الحالية، يقدمها بعض الكتاب غير المؤهلين على تلك المسئولية نظرًا لصغر خبرتهم الأدبية، وهو الأمر الذي يؤدى إلى فشل بعض الدورات التدريبية المقدمة لتعليم الكتابة.