متعب.. العاطفة وحدها لا تكفي

محمد حسن الصيفي

منذ يومين انتقل عماد متعب مهاجم الأهلي لمدة ستة أشهر إلى فريق التعاون السعودي، الذي يلعب له حاليًا عصام الحضري ومصطفى فتحي لاعبا المنتخب الوطني.. نهاية لمسرحية طويلة بين اللاعب والبدري شهدت الكثير من الشد والجذب.

نرشح لك.. أبو تريكة عن عماد متعب: أيقونة هجوم النادي الأهلي

في البداية جاءت التغطية الإعلامية بالتحديد التليفزيونية متشابهة؛ يدور فحواها حول متعب “المهاجم المخضرم المضطر لرحلة جديدة للذهاب لكأس العالم”، وهي تغطية غير منطقية لعدة أسباب تخص اللاعب وتخص أفكار هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني، فاللاعب بعيد منذ فترة طويلة عن المشاركة مع الأهلي وبالتأكيد مع المنتخب، وسيبدأ رحلته مع فريق ليس من فرق المقدمة في المملكة، وسيتعرض لأوقات عصيبة، ربما يلجأ فريقه للدفاع في بعض المباريات وربما يتعرض لهزائم كبيرة نال الحضري منها قريبًا رباعية.. فهل ستساعد تلك الأجواء متعب للعودة لـ”فورمته” ومن ثمَّ العودة للمنتخب؟

نرشح لك – تعليق “الحضري” على انتقال “متعب” إلى التعاون السعودي

وبالنسبة لكوبر فهو رجل واضح واختياراته كذلك، كلاسيكي أكثر من أفلام الخمسينات، له رجاله، له تكتيكه الواضح، يعتمد على اللاعبين أصحاب المجهود الوافر، ودائما يحب امتلاك إحدى عشر رجلاً تحت الكرة إن احتاج لذلك، وهو يحتاج لذلك كثيرا للأمانة طبقا لخطته “راجع كأس الأمم الأفريقية في الجابون، وراجع مباراة الصعود لكأس العالم أمام الكونغو”.

وحين تُراجع قائمة المهاجمين الذين لعبوا بقميص المنتخب في عهده ستجدهم من أصحاب المجهود الوافر والالتحامات القوية والارتداد للخلف، وهم “باسم مرسي، مروان محسن، عمرو جمال، أحمد حسن كوكا، وأخيرًا عمرو مرعي”.

هل متعب يمتلك تلك المقومات الآن؟!

وحين تعود بهجمة مرتدة للخلف ستكتشف أن متعب:

1. في عهد جاريدو

يرفض تسديد ركلة جزاء أمام المغرب التطواني لكونه نزل الملعب متأخرًا، يسددها غالي بدلًا منه ليطيح بها إلى السماء فيخرج الأهلي من المسابقة الإفريقية وهي أحد أسباب رحيل جاريدو من القلعة الحمراء

2.مع زيزو

حدثت مشادة أو اشتباك بينه وبين وصالح جمعة في أحد التدريبات ورأى المدير الفني أنه افتعل أزمة دون سبب فقام بطرده من التدريب وتعرض وقتها للإيقاف والغرامة من قبل الجهاز الفني وذلك قبل مباراة القمة بأيام قليلة.

3. بيسيرو.. العرض مستمر

يخرج متعب بتصريحات قوية ضد المدير الفني لكونه لا يشترك إلا دقائق قليلة، ويعبر عن غضبه الشديد إزاء تلك المشاركات ويريد تفسير من المدير الفني !

4.مارتن يول.. القائمة تطول

في لقاء يانج أفريكانز في دوري الأبطال يرفض الإحماء والمشاركة في المباراة، وهو ما رصدته الكاميرا أثناء محاولات مدرب الأحمال محمد أبو العلا التفاوض معه لقبول الأمر !

5.في البطولة العربية

تكرر الأمر أمام الفيصلي الأردني ورفض النزول كثالث التبديلات بدلاً من عمرو جمال، وتلك واحدة من وقائع متعددة حدثت في عهد البدري. وبالتالي تنتفي عن البدري تهمة اضطهاد متعب، إلى جانب أنك بسهولة كما تعرفت على أفكار كوبر ستتعرف على أفكار البدري.

البدري أيضًا كلاسيكي، لا يُغامر، يلعب على المضمون، يحب تأمين وسط الملعب والاعتماد على أطراف تجيد الارتداد للخلف “في كل المباريات الهامة ستجد وجود مؤمن زكريا ووليد سليمان بنسبة تتخطى 90%، وهو ما يفسر أيضًا السماح بسهولة للشيخ بالإعارة، على عكس زكريا الذي لا يزال يأمل في الانتقال للفريق الإماراتي والبدري متمسك ببقائه”.

عمومًا يحب البدري أصحاب السرعات، وبالنسبة للهجوم الحاجة لهم أكبر، معادلة السرعة والقوة في الالتحام والألعاب الهوائية لفتح ثغرات في صفوف المنافسين، وفتح مساحات للاعبي الوسط والأطراف، وهؤلاء الذين اعتمد عليهم البدري، ومن خلالهم يتضح لك الأمر “أجايي، مروان محسن، سليماني كوليبالي، عمرو جمال، أزارو”.

وبالتالي من المنطقي أن يصبح متعب خارج تفكير البدري، متعب يعاني زيادة في الوزن، متعب لا يجيد الاختراقات، متعب لا يملك سرعات تمكنه من خطف هدف من هجمة مرتدة “شاهد كرة ركلة الجزاء التي حصل عليها أحرزها أزارو أمس أمام النصر”.

متعب أيضًا لا يرتد للدفاع.. !

إذا متعب خارج قائمة الفريق، الحالة الوحيدة التي تسمح له بالمشاركة أن يكون الأهلي متأخرًا ويريد التعديل ويهاجم بضراوة ويكثف التواجد داخل منطقة الجزاء خاصةً عن طريق إرسال العرضيات المحكمة فيستطيع متعب إحراز هدف بالرأس أو خطف كرة بالقدم من داخل الصندوق، وتلك حالات نادرة لم تتكرر كثيرًا، فالبدري يحتاج لمهاجم يصنع من أرباع الفرص والكرات الميتة مثلما يفعل أزارو بسرعته الكبيرة في الضغط والانقضاض.

يتبقى لنا أخيرًا متعب الذي يلعب في كل المناسبات بورقتين أو نظريتين ناجحتين

1. نظرية الخال الأبنودي

يا عم اقعد بسّ واشرب شاى \ الدنيا ماشيه وشعبنا نسّاى. والبركة فى الشاشة وفى الجرانين..

القضية محسومة، الناس ذاكرتها سمكية باقتدار، حتى جيل الأولتراس، ومن هم دون الثامنة عشر يسيرون في الفلك ومع الضجيج، دون فهم عميق وتحليل للواقع أو حتى النظر للخلف أيام وشهور قليلة.

2. نظرية اللي تلعب به اكسب به

متعب يكسب دائمًا بفكرة تاريخه الطويل وعطاءه وأنه ابن النادي.. بلا بلا بلا، شيئًا يشعرك أنك تعود لخطاب مبارك الجياش… فوتر العواطف دائمًا مشدود وملتهب ومكتسح مع الجمهور، وفكرة تقليب الجمهور على المدرب تنجح في تلميعه من خلال كونه مضطهد ويتعرض للمظلومية من خمسة مدربين من مدارس مختلفة، مع مساندة من بعض الإعلاميين مثلما فعل شوبير بالأمس حين حاول سحب ضيفه عماد النحاس بسؤال عن الحب والكره والمدرب الذي يخشى النجوم على الفريق فأفلت النحاس بذكاء وبرد قاطع: مش في النادي الأهلي.

في النهاية متعب لاعب له تاريخه الحقيقي والرائع المتعلق بإحراز الأهداف للفريق الأحمر والمنتخب لكنّه لم يعد متعب في عهده الذهبي، والدليل أن أحمد فتحي زميله في المنتخب ونفس الفئة العمرية يعتمد عليه البدري ولا يزال يقدم أداءً رائعًا مع النادي والمنتخب.

الحق أحق أن يتبع يا متعب.