علي عبد الرحمن يكتب: هنبدأ السنة الجديدة بأخلاق الكفار!

 لم أجد جديدًا أكتبه في مقال بداية ترحيبنا بالعام الجديد سوي مشاطرة أهل بلدي في مصابه الأليم الذي يحل علينا كل عام، لتكسو الأحزان الفرح وتتحول الابتسامات فيها إلى دموع على من فقدناهم، ومساواتهم ببضع كلمات لن تمحي الحزن ولن تشفي الجروح.

وبالرغم من أن الدين الاسلامي وجميع الديانات السماوية تدعو إلى مكارم الأخلاق، والمواثيق الدولية والدساتير في العالم أجمع تدعو الى الأخلاق وعدم الكذب، ولكننا سنلقي الضوء على أخلاق الكفار هؤلاء الكفرة الخالدين في النار!

كفار قريش لما أخذوا من كل قبيلة رجل وراحوا عشان يقتلوا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فضلوا واقفين علي باب بيته طول الليل مستنينه يخرج لصلاة الفجر، رغم إنهم كانوا قادرين يقتحموا البيت من أول لحظة ويهدموه علي رأس كل اللي فيه كما يحلو للكثيرين ويحدث الآن للكثير من أهالينا وأخواتنا  بسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وليبيا واليمن.

ولما واحد فيهم حاول يقترح الفكرة مجرد اقتراح، رد عليه أبو جهل بكل عنف: (وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد!؟).

 كفار قريش كان عندهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة، كانوا عارفين أن البيت فيه نساء، يبقى ما ينفعش نقتحمه، ما ينفعش نكشف سترهم، أو ننتهك خصوصيتهم عفوًا هذه أخلاق قريش لا تنظروا لما يحدث الآن بالشوارع لبناتنا من تحرش أو خلافه وعدم ستر العورات.

حتي أبو جهل لما اتعصب، وضرب أسماء بنت أبي بكر بالقلم علي وشها، فضل يترجاها ويقولها: (خبئيها عني، خبئيها عني)، ما تقوليش لحد الله يخليكي، اللي حكت الحكاية دي أسماء بنت أبي بكر بنفسها، فضلت فاكرة إنه اتهز واترعب لما بدأ يفوق من الجريمة اللي عملها. هذا أبو لهب الذي ليس له علاقة له برياضة ضرب النساء التي يمارسها العديد من بني الرجال الآن.

أبو سفيان لما كان كافر، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم، فاستدعاهم هرقل ملك الروم عشان يسألهم عن محمد. سألهم: هل تتهمونه بالكذب؟ هل يغدر؟ هل يقتل؟

أبو سفيان قال (فوالله، لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ الكذب لكذبت عليه). يعني رفض يشتم النبي عشان خاف لما يرجعوا مكة يتقال إن أبو سفيان كذب. أبو سفيان كذب يا جماعة. خاف علي سمعته وهو كافر!

العظمة في المجتمع، أبو جهل مكنش هيخاف إلا لو كان عارف إن المجتمع هيرفض اللي عمله، ما اقتحموش علي النبي بيته لأنهم كانوا عارفين موقف المجتمع، أبو سفيان خاف لو رجع تتمسك عليه ذلة إنه كذب لأنه عارف إن المجتمع سينبذه ويرفضه.

المجتمع الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق يا جماعة، كان عنده دم وإنسانية،  وصلنا للمرحلة اللي نفسنا نوصل فيها لأخلاق وإنسانية ورجولة وشهامة الكفار!، أبو جهل خاف علي بنت أبو بكر الصديق عدوه اللدود اللي بيدور عليه عشان يقتله!.

ونحن اليوم وصلنا لكم رهيب من التدني في الأخلاق وما نحن عليه اليوم من انتهاك لحرومات بعضنا البعض ومن استصغار الكبائر، ومن أن الموت والقتل شيء عادي، بل أصبح المشهد الأكثر تداولًا وترحيبًا به بهذا الزمن العجيب، وأصبح أبطال الإسفاف والعنف هم الأكثر نجاحًا وثراءً بعنفهم الدموي وفي نهاية المشهد نستعجب ونقول طب ايه ؟ الكفار طلعوا أحسن مننا ولا ايه .هترجع أخلاقنا امتى وازاي ؟! .

 

عفوا هذا المقال ليس للتغير للأفضل، وهذه السنة الجديدة ليست أفضل من قبلها، هو فقط مجرد ترسيخ معتاد كل عام لتمنياتنا لقادم أفضل حتي وإن لم يحدث كالمعتاد.