سبب غضب صلاح جاهين من "زوزو"

تحل اليوم ذكرى وفاة صلاح جاهين، وهو “الشاعر العظيم، رسام الكاريكاتير الهايل، كاتب السيناريو الممتاز، المغني، والممثل.. الفنان المليان” كما تصفه سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني في لقاء تليفزيوني جمع بينهما.

نرشح لك – دعاء عبد الوهاب تكتب: أنا وجاهين وزهر الشتا

تعتبر الصداقات من أهم ما يميز حياة “جاهين”، وأبرز ما يُحكى عن حياته، فكل المُقربين منه تتضمن سيرتهم الذاتية، أنهم أصدقاء “صلاح”، وعلى الجانب الآخر يفخر هو باقترانه بهم وبتقديمهم، فإذا ذكرت الشاعر فؤاد حداد تتذكره حيث أن ظهوره التليفزيوني الوحيد تقريباً كان برفقته وأوضح خلاله “هو دايماً بعيد عن الأضواء متعمداً، فأنا انتهزتها فرصها عشان أقدمه للجمهور ويعرفوه ويعرفوا ليه أنا بحبه”، كذلك أسماء أخرى مثل “الأبنودي”، “أحمد فؤاد نجم”، “كمال الطويل”، “حليم”، “أحمد زكي”، “سيد حجاب”، وأخيراً “زوزو”.

بدأت معرفة “صلاح” و”سعاد” قبل لقائهما بسنوات عديدة، حيث رآها “جاهين” في إحدى شاشات التليفزيون أثناء جلسة له مع بعض الأشخاص، فترك كل شئ وأخبرهم “البنت دي هتبقى أخطر فنانة في مصر”، حسب رواية الإذاعي وجدي الحكيم، وكان اللقاء الأول الفعلي عام 1964 بمدينة موسكو الروسية، أثناء سفر فريق عمل فيلم “الناس والنيل” لـ”سعاد” مع المخرج يوسف شاهين، وفي نفس الوقت كان “جاهين” يُعالج هناك، وقام “شاهين” بزيارته برفقتها، وانطلقت صداقتهما منذ ذلك الحين، سبق هذا اللقاء والصداقة المتينة العمل سويا في فيلم “من غير ميعاد” عام 1962، مع محرم فؤاد ونادية لطفي وخيرية أحمد.

يستأنف “الحكيم” خلال لقاءه مع الإعلامية منى الشاذلي في إحدى حلقات “العاشرة مساءً” برنامجها وقتها على شاشة “دريم”، أن “سعاد” قد تأثرت بشدة بصداقة “صلاح”، وأصبح بها جزء من روحه وثقافته وتلقائيته “حتي إيقاع الكلام بتاعها في الأفلام بقى إيقاع صلاح وطريقته في العبارات التلغرافية”.

نرشح لك – صلاح جاهين.. “أراجوز مصر” الذي دفعه الخوف لتأليف “الليلة الكبيرة”

حول “جاهين” سندريلا الشاشة إلى “زوزو”، وقدم معها مرحلة مختلفة ومتوهجة في حياتها الفنية، فكان “أميرة حبي أنا”، “خلي بالك من زوزو”، “المتوحشة” واستعراضاتهم الشهيرة، كما أقنعها بتقديم “هو وهي” المسلسل التليفزيوني، بجانب عدد من الأغنيات مثل “دولا مين”، و”ما أُخذ بالقوة” التي وصفها “صلاح” بأنها “أغنية من طراز ثورة 19 بس مودرن”.

تعرض “جاهين” للهجوم بعد بداية عمله مع “سعاد” حيث أنها كانت تعتبر نقلة مفاجئة ومتطرفة في مسيرته بعد تقديمه أبرز الأغنيات الوطنية المصرية واعتبره البعض هروب من واقعة النكسة، لكن تلك النقلة حققت نجاحا مدويا، فظل “خلي بالك من زوزو” عاما كاملا يُعرض في السينمات محققاً أعلى إيرادات، الأمر الذي زاد من تعلق “سعاد” بـ “صلاح” ورفضها العمل مع غيره وهو ما أغضبه بشدة، ودفعه لتأنيبها أمام عدد من الأصدقاء: “أنا بقيت صنم بالنسبة لك، حطميني عشان تعرفي تعيشي بسلام وتنتجي”، وذلك حسب رواية الفنان شوقي شامخ للكاتب بلال فضل.

أثناء مرض “جاهين” ودخوله في غيبوبة، دخلت “سعاد” في حالة انهيار تام، حتى أن إدارة المستشفى الراقد بها “صلاح” اشتكت منها لوجدي الحكيم بسبب بكائها وصراخها المُزعج لبقية المرضى، فطلب منها مرافقتها يومياً لزيارته فقط لعشر دقائق تطمئن عليه ثم تعود للمنزل، فكانت في كل زيارة تقترب من أذنه تناجيه: “يا صلاح ارجع أرجوك، أنا مش قادرة أعيش”، ولا تُغادر مكانها إلا عندما يأن ويتحرك حركة بسيطة.

يتابع “الحكيم” أن بعد وفاة صلاح جاهين في 21 إبريل عام 1986، كاد توازن “سعاد” أن يختل تماماً، وفي تلك المرحلة توجهت للملحن محمود الشريف، تطلب منه تلحين أغنية دينية تمتص حزنها، وبالفعل قدم لها “لحظة سجودي”، واكتفت بغنائها دون تسجيل إذاعي لها، وعبرت عن رؤيتها للحياة في تلك المرحلة في لقاء إذاعي معه قائلة:

“عندي شعور غريب جداً، بحس إني مش عايشة على الأرض، رجليا فوقها بمترين، تلاتة، أربعة، عشرة، مش عارفة إيه الشعور دة! ما بحسش بحقيقة الدنيا”.

نرشح لك – أعمال صلاح جاهين الإذاعية.. أبرزها “فوازير سعاد حسني”

وبعدها أيضاً سجلت “سعاد” أشعار صلاح جاهين لحساب هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” عامي 2000 و1999، وأرسلتها لإذاعة الشرق الأوسط كهدية تذاع في شهر رمضان الكريم، أشهرهم “أنغام سبتمبرية” أو “وقف الشريط في وضع ثابت”.