"فانوس" خالد صالح لا يزال متفوقًا على أفلام "فهمي وياسمين"

إيمان مندور

أطلقت شبكة “اتصالات” لخدمات المحمول، قبل أيام، حملة إعلانية جديدة من بطولة الفنان أحمد فهمي وإخراج هادي الباجوري، عن تعريفة الإنترنت الجديدة التي تقدمها لفئة الشباب، من خلال نظام “دماغ تانية للشباب”.

نرشح لك: تحليل نهايات “دماغ تانية للشباب” من اتصالات

الحملة تبدأ بإعلان مدته دقيقة واحدة، يمثل فيلمًا له 3 نهايات “أكشن، تشويق، فيلم العيد”؛ يختار المشاهد نوعية النهاية التي يفضلها، حيث يمثل الإعلان الأول مشهدًا من حفل زفاف، يجسد “فهمي” خلاله شخصية العريس، وأثناء التقاطه صورة تذكارية مع عروسه وأسرتها تنقطع الكهرباء؛ فيعتذر له المسؤول عن تنظيم الحفل، ويخبره أن المشكلة ستستغرق نصف ساعة حتى يتم حلها، فيرفض العريس الانتظار ويتوجه بنفسه لغرفة الصيانة، وبمجرد دخوله ينبهر لرؤيته شيئًا ما، قائلاً جملته الشهيرة: “أوباااا”.

نموذج “الإعلان الفيلم” الذي اعتمدت عليه “اتصالات” في حملتها ليس بجديد، بل تكرر في إعلانات سابقة؛ أشهرها حملة “رحلة البحث عن الفانوس” التي قدمتها شركة “بيبسي” في رمضان 2005 من بطولة الفنان الراحل خالد صالح، بمشاركة أحمد عز وأحمد عيد، وكذلك حملة “ألوهات” لشبكة موبينيل “أورانج حاليًا”، من بطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز عام 2010.

لأول وهلة يبدو أن مقارنة الحملات الإعلانية الثلاثة ببعضها البعض، أمر غير منصف، نظرًا لاختلاف المُنتَج المُقدَّم، ولتفاوت عنصر أساسي شديد الأهمية بينهم وهو “الزمن”؛ فبالتأكيد مقارنة إعلان قبل أكثر من 10 سنوات بإعلان ثاني بعده بـ 5 سنوات، بأخر جديد قبل أيام، أمر غير عادل على الإطلاق؛ لأن فيه “ظلم” للقديم بشكل عام.

لكن في الحقيقة –وقد يتفق البعض أو يختلف- حملة “بيبسي” لـ”صالح وعز” رغم أنها الأقدم، إلا أنه ما زال يمكن مقارنتها حتى الآن مع بعض الحملات الأخرى من وجهة نظرنا، وذلك للأسباب التالية:

-أولًا: “رحلة البحث عن الفانوس”:

 

1– في البداية وقبل أي شيء، وجود الكبير خالد صالح في الحملة الإعلانية هو ميزة في حد ذاته؛ فالأمر ليس تحيزًا بقدر ما هو إدراك لثقل حضوره في أي عمل يظهر فيه ولو بقدرٍ هين من المشاركة.

2– تدرج فكرة “البحث عن فانوس بيبسي” بشكل درامي على مدار أيام الشهر، بحيث يظهر كل إعلان بالترتيب لعدة أيام متتالية، تاركًا علامة استفهام في نهايته، وفي نهاية رمضان يُحل اللغز ويعثروا على “الفانوس الحقيقي”، كانت مقبولة فنيًا إلى حد كبير.

3– اعتمد الإعلان على الاستمالة العاطفية، ونجح في تحقيق ذلك بالفعل؛ فاللعب على أوتار الذكريات فيما يتعلق برمضان قديمًا، وتحديدًا الحديث في النهاية عن “اللمة” وما يترتب عليها من مشاعر قديمة تتجدد مع حلول الشهر الفضيل كل عام، كان هدفًا جيدًا من حيث ربط المنتج المُعلن عنه بذكريات محببة لدى المشاهد.

4– الاعتماد على الإعلانات ذات الأهداف بعيدة المدى، والتي تؤتي ثمارها من خلال استمرار وجود المنتج في دائرة اختيارات المستهلك الأساسية، ليس جديدًا على إعلانات “بيبسي”؛ والرمضانية منها تحديدًا؛ إذ نجحت على مدار سنوات عديدة متتالية من خلق رابط ما بينها وبين المستهلك في رمضان.

5– الأداء التمثيلي في الحملة كان بدون تكلَّف، حيث ظهر المجهود الفني المعتاد من الفنانين المشاركين بها، لا سيما من خلال الاعتماد على نموذج الأداء الأشهر لكل منهم، فأسلوب وطريقة خالد صالح الشهيرة في الحوار، مع كوميديا الموقف لأحمد عيد، وخفة عز بالإضافة للفت الانتباه إلى وسامته، تم تأديتهم بالشكل المعتاد والمقبول لدى الجمهور.

6– كوميديا إعلان “بيبسي” تم توظيفها بطريقة لطيفة ومرحة، تفوَّقت بمراحل عن ما هو موجود سواء بحملة ياسمين عبد العزيز لصالح “موبينيل”، أو أحمد فهمي لـ”اتصالات”.

-ثانيًا: حملة “ألوهات”:

1– حملة “ألوهات” من موبينيل “أورانج حاليًا”، استخدمت نفس أسلوب الدعاية لـ”بروموهات” الأفلام، فكان الحديث وكأن النظام الجديد فيلمًا من بطولة ياسمين عبد العزيز، وفي الإعلان الثاني من الحملة تمت الإشارة إلى أنه الجزء الثاني عقب الحديث عن “نجاح ساحق” للإعلان الأول، على حد وصفهم.

2– رغم أن الإعلان بدا للوهلة الأولى وكأنه فيلمًا، وتحديدًا من خلال طريقة التقديم، إلا أنه لم يحتو على مواقف فنية، فكان مجرد مشاهد “أكشن” دون قصة تمثيلية تُحكى؛، عكس إعلان “بيبسي” السابق ذكره.

3– الحملة اعتمدت على “الأكشن” والحركة السريعة في جزأيها، ولم يكن هناك مزيجًا من أنواع الأداء الفني المختلف، عكس الحملتين الأخريين المشار إليهما في المقارنة.

4– العرض الذي تُعلن عنه الحملة تم تقديمه بشكل واضح ومُفصَّل؛ إذ تمت الإشارة لتفاصيل النظام الجديد وطريقة المحاسبة ومميزاته سواء للمكالمات الصوتية أو الرسائل.

5– أشار الإعلان للشبكتين المنافستين في مجال خدمات المحمول، وذلك من خلال ظهور الفنان حسين أبو حجاج بشخصيتين، أحدهما وضع على قميصه علامة حمراء إشارة لـ”فودافون”، والأخر علامة خضراء إشارة لـ”اتصالات” باعتبار أنهما “اتنين محدش عارفهم”، كما ذُكر في الإعلان.

ورغم أن مثل هذه الإشارات للتقليل من الأخرين تتكرر كثيرًا بين المتنافسين على اختلاف المجالات، إلا أنه خلال هذه الفترة تحديدًا (2010 وما قبلها) كانت كل شبكة ترمز للمنافسين لها في إعلاناتها، حتى تطور الوضع الآن بشكل كبير وصار الاعتماد على تطوير الخدمة وجذب المستهلك من خلال العروض الجديدة أكثر استخدامًا بدلًا من أسلوب التسفيه من الأخرين.

-ثالثًا: “دماغ” أحمد فهمي

نرشح لك: بالصور: 4 أخطاء في حملة “دماغ تانية” من اتصالات

1– نظام “دماغ تانية للشباب” من شركة “اتصالات” والذي قام ببطولة الحملة الخاصة الفنان أحمد فهمي، كان أكثر تطورًا من الحملتين السابق ذكرهما من حيث أساليب التصوير وجودتها، والتنوع في الإضاءة وملائمتها للمشاهد. وصفة التميز في هذا الأمر تأتي بالتأكيد لكونه الأكثر حداثة بين عناصر المقارنة التي نحن بصددها.

2– الحملة عبارة عن مشهد له ثلاث نهايات يختار المشاهد منها ما يفضله، إشارةً لتنوع عروض الشركة لتتناسب مع اختلاف أذواق العملاء، الأمر الذي أدى لإحداث حالة من التفاعل مع العرض الجديد، بتدخل العميل لاختيار نهاية الإعلان حسب نوعية الفيلم المفضل لديه.

3– كان هناك نوع أخر من التفاعل يهدف إليه الإعلان وهو دفع العميل للاستفسار عن المزيد من عروض “دماغ الشباب” والتي لم تُذكر تفاصيلها بدقة خلال الإعلان. لذا تنشيط عنصر التفاعل لدى العميل يُحسب لـ”اتصالات” في هذه الحملة مقارنةً بحملتيّ “بيبسي” و”موبينيل”.

4– أداء أحمد فهمي التمثيلي في الإعلان لم يختلف عن ما يقدمه في أعماله الفنية، ورغم أنه يجيد تقديم الكوميديا بشكل عام، إلا أنها لم تكن مُفعَّلة هنا على أكمل وجه، ليس في الأداء لكن في الكتابة والفكرة نفسها، فأداء “فهمي” واحد، ولو كان المكتوب مضحكًا لنفَّذّه كالمعتاد، ولكن الكوميديا لم تكن حاضرةً بقوة في الكتابة رغم اعتماد الحملة على فنان “شاطر في الكوميديا”.