مينا عادل جيد يكتب: شيما ومكي وسابع جار

قلّبها معايا كده في ذهنك وشوف العشرة أيام اللي فاتوا، كان الهري على إيه؟ هتلاقي أهمهم حبس المطربة –إن جاز الوصف- “شيما” صاحبة فيديو كليب “عندي ظروف”، وتغريمها 10 آلاف جنيه، بتهمة إيه بقى؟ خد يا مؤمن التهمة دي: “التحريض على الفسق ونشر فيديو خادش للحياء”.

وهتلاقي كمان انتقادات عنيفة ودعوات أخلاقية موجهة لصناع مسلسل “سابع جار”، واتهامات بالبعد عن العادات والتقاليد المصرية، ونشر العلاقات المحرمة، والأفعال المنافية للأداب والتربية والسياحة والفنادق.

نرشح لك: لماذا ظهر كوافير أحمد مكي على تتر “وقفة ناصية زمان”؟

وأخيرا هتلاقي كليب أحمد مكي الجديد “وقفة ناصية زمان” الذي حقق نجاحا ساحقا، ويذكرنا بالعادات، والأخلاق الجميلة التي كانت تتميز بها المناطق الشعبية، والشُعاب المرجانية، والتي لم تعد موجودة في وقتنا الحالي، وصرخ الجميع إعجابًا بالكليب: “مكي يقدم فن هادف ويحيي الأخلاق في داخلنا يا رجااالة” وطبعا ده شيء جميل، ولكن أكثر شيء يهمني في كليب مكي الجديد هو اسم الـ ” “Gym اللي بيروحه مكي، ده أنا بروح صالون حلاقة على كده بقى مش Gym!

بس السؤال المهم: هو في فن أخلاقي وفن غير أخلاقي؟!

الفن بيتغذى على حاجتين؛ الأولى هي الإبداع، والإبداع هو العمل الجميل، المثير، الغريب الذي يحثك على التأمل، والذي يغير وجهة نظرك للأشياء، والإبداع الذي يخرجك من كل ما هو عادي، وطبيعي، ومألوف.

الحاجة التانية اللي بيتغذى عليها الفن هي الحرية؛ والحرية هي الأساس، والقواعد، والعمدان، والسملات، وهي كل حاجة بيتبني عليها العمل الفني الإبداعي الجيد؛ وبدون الحرية يأتي العمل الفني نصاب، كداب، قال مش بيحبنا، متزوق لك ومتقيف لك علشان يرضيك ويستكردك.

بدون الحرية في الفن، ستصبح بيوت القصيدة ديكورا مبنيا على هواك؛ بدون الحرية في الفن ستأتي الرواية، والمسرح في صورة إرشادات أخلاقية، تعجب طفلك وتطبطب على عقلك؛ بدون الحرية في الفن سيأتي الغنا كداب، وهذا أجرم ما في الكون من وجهة نظري؛ وبدون الحرية في الفن سيكون الفيلم مراية كدابة بتقول لك إنت كويس، والدنيا بخير، مـ تسقف بقى!.

إذن ما هو معيار الفن الجيد؟

محدش يعرف يابن عمي، أهو كله بيجرب، ومره تصيب ومرة تخيب، ومفيش فن صح ومفيش فن غلط، ومفيش فن حلو وفن وحش، ومفيش فن مؤدب وفن قليل الأدب، ومفيش حاجة اسمها سينما نظيفة، وسينما فضيلة، لكن في فن عاجبني وفن عاجبك، الفن مفيهوش حاجة اسمها نفصل لك فن على قد مقاس “أخلاقك” وإلا كده هنفصل لك حاجة تاني خالص.. ولا إيه؟

بلا شك لا يوجد فن أخلاقي أو غير أخلاقي، وليس مطلوبًا من الفن أصلا أن يكون واعظًا أخلاقيًا، دينيًا، يرشد الناس ويأمرهم – ليست الأخلاق هي غاية الفن أو بيته أو دوره أو شقته، لكن دي تبقى شقة المعلم فوزي ومراتة الجديدة كده.. ولا إيه!؟.