11 تصريحاً لـ محمد عبد الحميد أبرزهم عن النيل للأخبار وBBC وتربية القطط

 نوران عاطف

للكثيرين، يكفي أن تقول “فلان” هو مذيع بالـ BBC، كي تمنحه الثقة، وشهادة الخبرة، وتطمح لسماع تجربته، نظراً لما تشتهر به الوكالة الإخبارية من احترافية، وانتقاء فريقها “على الفرازة”، وإذا مررت من تلك المرحلة لتقل مذيع شاب، استطاع الالتحاق بتلك المؤسسة الضخمة بمجهوده الشخصي وموهبته الصحفية في سن مبكر، فيصبح هناك ما يستحق الحديث باستفاضة عنه.

محمد عبد الحميد، الذي ولد في 22 يناير 1979، وشغفه الفن والإعلام بكل أنواعه، فبرع في كتابة القصص والمقالات طفلاً، والتحق بكلية الإعلام شاباً، فجذبه عالمها، وشهدت تنفيذه لكل طاقاته على أرض الواقع، من خلال المشروعات الدراسية، فقام بالتصوير والإخراج والمونتاج بنفسه، مما طرح على الساحة فكرة دراسة السينما، كمنافس لمجال الأخبار، حتى جاءت أول فرصة للحسم، من خلال اختبارات قناة “المنوعات”، إحدى قنوات النيل المتخصصة.

على الرغم من إعجاب سلمى الشماع -رئيسة القناة وقتها- به بشدة، إلا أن حسن حامد رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة في ذلك الوقت، وأحد أعضاء لجنة القبول، رأى فيه موهبة واضحة كمذيع إخباري، وفاجأه باسمه ضمن الممتحنين للقبول بقناة النيل للأخبار. يقول “عبد الحميد” عن ذلك الموقف “فوجئت وسررت كثيراً.. و تقدمت للامتحان.. ونجحت.. و قد كانت البداية”.

حاور إعلام دوت أورج محمد عبدالحميد، الإعلامي بقناة “BBC”، وفيما يلي أبرز تصريحاته.

1- التحقت بقناة النيل للأخبار وعمري تقريباً 21 سنة، لذلك كانت أكبر الصعوبات في ذلك الوقت، الطموح الشديد مع صغر السن، لكن ساعدني أن دراستي الأكاديمية هي نفس مجال عملي، حيث درست بكلية الإعلام وتخرجت فيها عام 2000، تلاها موهبة الكتابة التي ميّزتني عن غيري خصوصاً في البدايات.

2- آمنت بي الإعلامية القديرة سميحة دحروج رئيسة قناة النيل للأخبار وقتها، ومنحتني الفرصة بعد إلحاحي على الذهاب إلى فلسطين، لتغطية الأحداث في 2004. كانت الخبرة المحدودة وحداثة السن حائلا للحصول على فرصة مماثلة، لكنها دعمتني، وشكّل ذلك الدعم تحدي لكلينا، فقبلته ونجحت به، وكانت أفضل رحلاتي التي توالت بعدها إلى هناك وشكلت جزءا مهما وكبيرا من شخصيتي المهنية والإنسانية.

3- فلسطين منجم ذهب لأي صحفي، حرفياً تجد هناك تحت كل حجر قصة. صقلتني التجربة جداً وقبل الأوان، في سن الـ 25 كنت قد أنتجت بالفعل 4 أفلام مدة كل منها 55 دقيقة، عن موضوعات في غاية التعقيد، تحديت فيها نفسي و الوقت، لأن بالتزامن مع عملي عليها، كان علي تغطية الأحداث اليومية في فلسطين و إسرائيل.

4- على الرغم من استقرار عملي بقناة النيل للأخبار ونجاحي به،حيث أني وصلت لمنصب المشرف على قسم الأفلام التسجيلية بالقناة،وكنت تقريباً وقتها أصغر مشرف على قسم في جميع التلفزيون المصري،إلا أنه عندما فتحت “BBC” باب قبول مذيعين جدد، لم أتردد، وتركت كل شيء من أجل تلك المؤسسة العريقة، والمدرسة الإعلامية المرموقة، وبالفعل تم قبولي، كان حلماً كبيراً وتحقق!

5- برنامج “نقطة حوار” والذي أقدمه الآن على شاشة “BBC”، يعتبر من نوعية البرامج المفضلة لي، لأنه يتحسس نبض الشارع بشكل مباشر، وردود أفعال الجمهور على أي حدث بشكل فوري، وبوسائل مختلفة، كما أنه يترك للجميع حرية التعبير، كان هو الرائد عربياً وبعدها تم استنساخ أشكال كثيرة منه.

6- الأفلام التسجيلية تظل عشقي الأول بكل المقاييس، حيث كنت أقوم بالإعداد والتقديم وكتابة السناريو. وكل مشروع يمثل تحديا جديدا، وبمجرد إنتهائه أشعر بسعادة لا توصف لازلت أتذكر مذاقها، وإذا اضطررت لاختيار تخصص واحد فقط من كل التخصصات التي تدرجت بها وجربتها، بالطبع سيكون صناعة الأفلام الوثائقية.

7- تغطية جنازة الرئيس الراحل ياسر عرفات، كانت الأصعب في مسيرتي المهنية كمراسل، حيث كنا أعلى بناية في انتظار وصول المروحية التي تحمل الجثمان لدفنها بـ”مقر المقاطعة”، ومع هبوطها اقتحمت الحشود من كل الاتجاهات مقر المقاطعة والبناية التي نقف عليها، هاتفين لـ”عرفات”، ومطلقين الرصاص حزناً على فراقه، اضطررت حينها للاستلقاء على الأرض بين الأقدام، بينما أغطي أذني بأقصي قوة وأضع الهاتف على الأخرى، حتى أستطيع سماع المذيعة من أستديو النيل للأخبار، وأحاول وصف الحدث بثبات ووضوح.

كما أذكر أيضاً العبور على معبر “إيرز” لأول مرة، وهو الذي يفصل غزة عن إسرائيل، كان العبور ليلاً، وفي فترة العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على شمال القطاع، وقتها نصحني أحد الأصدقاء أن أُحدث صخباً حتي لا أظهر فجأة أمام الجنود فيطلقوا النار علي، أذكر أني مشيت خلال المعبر المهجور كالصحراء وأنا أنشد أغنية لفيروز!

مع الوقت تحولت مواجهة المخاطر من أجل الملفات السياسية المعقدة في المنطقة، إلى عشق وإدمان، وكلما زادت الصعوبة والخطر كلما كانت المتعة أكبر.

8- خارج سياق العمل والمخاطر، أهوى تربية القطط، وتركيب الأحجية “البازل”، بشرط أن يكون أكثر من 2000 قطعة، لأقوم بلصقها وتعليقها كلوحة على الحائط.

9- تمنيت محاورة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبدأت فعلاً الترتيب للمقابلة لكن لم يمهلني الوقت الفرصة، ورحل قبلها؛ ومن الشخصيات العالمية التي أتمنى محاورتها: الأديب باولو كويللو، الدالاي لاما، وأوبرا وينفري.

10- في حياتي لحظات بارزة عززت شعوري بالإنجاز، فبعد رحلتي الأولى لفلسطين وعودتي بأربع أفلام تسجيلية طويلة، تأتي لحظة حصول فيلمي “البحث عن الظل الآخر” -وهو من تقديمي وإعدادي وإخراج دعاء الإتربي- على الجائزة البرونزية من مهرجان الإعلام العربي في تونس، ثم تقديمي حلقة لـ”نقطة حوار” من تركيا عن معاناة اللاجئين السوريين. حاورتهم، ونجحت بالفعل في إيصال صوتهم، بالإضافة إلى أنني تلقيت بعدها عددا هائلا من الرسائل، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تقول إن الحلقة قد صنعت فارقاً في حياتهم.

11- متابعة جميع الإعلاميين جزء من المهنة، لكني بشكل شخصي وبعيداً عن صخب السياسة، أعشق إسعاد يونس وبرنامجها “صاحبة السعادة”، حيث إنها قادرة على استحضار البسمة المصحوبة بحلاوة الذكريات من أعمق أعماق قلوبنا.