عمرو زكي .. اعتزال ما بعد الاعتزال

نوران عاطف

ظهر مهاجم نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق في حلقة أمس من برنامج “مساء الأنوار” مع المعلق الرياضي والإعلامي “مدحت شلبي” الذي يعرض على قناة “ON Spotr”، ليعلن أنه على الرغم من استعداداته للعودة لنادي الزمالك مرة أخرى واستعادته للياقته، إلا أنه لن يجازف بتاريخه، لذلك حسم أمره بإغلاق ملفه كلاعب كرة قدم، ويعلن اعتزاله اللعب نهائياً، ونيته لاختيار مجال الإعلام الرياضي كمدخل جديد للتواصل مع الجمهور، حيث أنها مهنة أكثر استقراراً من التدريب الذي لا يعتمد فقط على المهارة إنما التوفيق والحظ أيضاً.

https://www.youtube.com/watch?v=isp3m9ykx90

أتى قرار “زكي” مفاجئ للجمهور لكن ليس لطرح فكرة غيابه عن الملاعب، إنما لإثارة الدهشة من وجوده بها من الأساس، حيث أنه أعلن في 16 أغسطس من عام 2015، من خلال حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” اعتزاله النهائي لكرة القدم قائلاً:

“مثل اليوم قبل سبع سنوات كانت أول مباراة وأول هدفا في الدوري الإنجليزي،اليوم أقول شكرا أيتها الساحرة المستديرة على 15 عاما من العطاء”

وختم كلامه بعبارة “اعتزال نهائي”.

البلدوزر

بدأ عمرو زكي حياته كلاعب بنادي المنصورة مسقط رأسه، التي ولد بها في 1 إبريل 1983، ثم انتقل لنادي إنبي عام 2003، وحصد معهم بطولة كاس مصر 2004- 2005، مما أهلّه للمشاركة مع منتخب مصر في أمم أفريقيا 2006، وبعد تألقه احترف بنادي لوكوموتيف الروسي، وتركه بسبب عدم تأقلمه مع التغيرات المناخية، ليعود كمهاجهم بنادي الزمالك.

 

احترف “عمرو” بعدها بنادي “ويجان أتلتيك” الانجليزي، على سبيل الإعارة، وكان يعد من أغلى لاعبي مصر وأفريقيا في ذلك الحين، أحرز نجاح هائل خلال فترة انضمامه لهم، حيث تم اختياره كأحسن لاعب في العديد من المباريات، كما تصدر قائمة هدافي الدوري الانجليزي وقتها، وأشادت به الجرائد هناك، وقال عنه النجم الانجليزي ديفيد بيكهام أن “ويجان” كان بحاجة إلى الروح التي بثها ذلك الللاعب المصري.

لكن لم تستمر مسيرة “البلدوزر” كما لقبه المصريون، على نفس المنوال، حيث أخل “زكي” بأهم قواعد النجاح واستمراريته وهي الالتزام والدقة في المواعيد، فقد عانى ستيف بروس مدرب فريق “ويجان” من إخلال “عمرو” بالالتزام بمواعيد التدريبات والعودة للنادي بعد انتهاء مباريات المنتخب الوطني المصري، ووصفه بـ”عدم الاحترافية”.

يقول “بروس” في ذلك: ” لم أرى لاعب غير محترف مثل زكي طوال حياتي مضيفا أن هذه هي المرة الرابعة التي لا يعود فيها إلى ناديه في الوقت المحدد بعد أداء واجبه الوطني مع منتخب بلاده”.

منحدر الـ “لا إنجاز”

بعد انتهاء العقد عاد “زكي” للقلعة البيضاء مرة أخرى، لكن دون انجازات تُذكر ومنه خرج مرة أخرى إلى نادي “هال سيتي” الانجليزي لمدة ستة أشهر وذلك في عام 2010.

في عام 2013 استمر عدم التوفيق مرافق للاعب المحترف حيث، أنهى نادي “السالمية الكويتي” تعاقده مع “زكي” بشكل مفاجئ، وذلك لعدم تحقيقه الأهداف المرجوة منه حيث قال أمين صندوق النادي ” حرصنا على انهاء كل الامور بشكل ودي ومرض لكي نستطيع التعاقد مع محترف جديد يكون دعما واضافة قوية لهجوم السالمية خلال فترة الانتقالات الشتوية”.

شهد عام 2014 وصف عمرو زكي للمرة الثانية بـ”عدم الاحترافية”، وذلك بعد اجرائه عملية جراحية بقدمه بمدينة ميونج الألمانية، دون علم إدارة نادي “الرجاء البيضاوي” الذي لم يمض على تعاقده معه سوى شهر واحد، وقام بوضع صورته على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وقدمه تحيط بها الضمادات، فوصفته إدارة النادي بالـ “هاو”، تم بعد الوقعة فسخ العقد بالـتراضي بين الطرفين.

في نفس العام تعاقد “زكي” مع نادي العهد اللبناني، لكنه لم يستطع الانتقال إليه بسبب إصابته فتم فسخ العقد مرة أخرى بعد شهر من إتمامه.

النهاية غير النهائية

إلى أن جاء قرار الاعتزال “النهائي” الأول في 2015، وفي يناير 2016 أعلن اللاعب صاحب الـ32 عاماً، أنه يتدرب مع فريق الشباب بنادي الزمالك، وينوي العودة للملاعب، وفي انتظار قرار المدير الفني للنادي أحمد حسام ميدو ليحسم عودته من عدمها، وفي سياق آخر ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات التيلفزيونية أعرب “زكي” عن استعداده للعب للقلعة البيضاء حتى بدون مقابل مادي.