وديع الصافي وعبد الوهاب.. "الأجمل منذ ألف سنة"

نورا مجدي

تحل اليوم الذكرى السابعة والتسعون لميلاد “صاحب الحنجرة الذهبية” الفنان اللبناني الكبير “وديع الصافي”، الذي قدَّم للفن العربي ما يزيد عن 5000 أغنية.. فما بين “عندك بحرية”، و”على رمش عيونها”، و”دار يا دار”، وصولًا لـ”عظيمة يا مصر”؛ أدرك الجمهور مدى جودة المدرسة الفنية لـ”الصافي” في التلحين والغناء.

رغم جنسيته اللبنانية، إلا أن “وديع” استوعب الفن المصري، وأضاف له أعمالًا فنية قادرة على الاستمرار في العديد من العقود المختلفة، وكذلك كانت علاقته بعمالقة الفن المصري لها طابعًا خاصًا، لاسيما الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب.

“عبد الوهاب” حينما سمع صوت وديع الصافي الذي يصغره بـ 19 عامًا، كان أول تعليق له: “من غير المعقول أن يملك أحد هذا الصوت”، وذلك حينما سمعه يغني أوائل الخمسينات أغنية “ولو” المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية، والتي شكّلت علامة فارقة في مشواره الفني بعد ذلك.

“إنه الأجمل منذ ألف سنة، ولو جمعت أصوات المطربين كلهم في صوت واحد لما ألفت صوت وديع الصافي، فهو صاحب أجمل صوت بين الرجال في الشرق”.. تلك الشهادة التي أدلى بها الموسيقار محمد عبد الوهاب لخصت كثير من الحب والصداقة التي جمعت بين عملاقي الطرب المصري واللبناني.

https://www.youtube.com/watch?v=wsHJqCNhkTE

كان أول لقاء قد جمع بين العملاقين عام 1944 حينما سافر وديع إلى مصر، وكان يجتمع مع محمد عبد الوهاب في أمسيات فنية خلدتها بعض الصور التي أثبتت روابط الصداقة بينهما.

هناك صورة شهيرة تجمع بين العملاقين، ورغم أنها من الممكن أن تكون التقطت على سبيل الدعابة؛ حيث يظهر عبد الوهاب كأنه الابن الذي ارتمى في حضن والده، إلا أن تلك اللقطة تعبر عن اعتزاز “عبد الوهاب” بـ “الصافي” حيث أن عبد الوهاب من مواليد 1902 ووديع الصافي من مواليد 1921، ورغم هذا الفارق في السن والفارق بالخبرة الفنية، إلا أن عبد الوهاب لم يُحرج من وضع رأسه على صدر وديع الصافي تعبيرًا عن حبه واعتزازه به وبصداقته.

أيضًا ذكر الدكتور أنطوان نجل وديع الصافي في لقاء تلفزيوني أنه كان هناك علاقة كبيرة بين وديع الصافي او محمد عبد الوهاب، وكان الأخير يعشق صوت وديع خاصًة عندما يغني له، وعلى مستوى الفن لحن موسيقار الأجيال “عبد الوهاب” لـ”الصافي” أغنية “عندك بحرية يا ريس”.

وديع الصافي لم تكن علاقته طيبة بعبد الوهاب فحسب، لكنه كان يعشق مصر وشعبها، فهي التي شهدت بداية انطلاقه الفني سينمائيا مع نجيب الريحاني حيث ظهر معه بفيلم “غزل البنات”، كما قدم أفلام “الخمسة جنيه” و”نار الشوق” و”موال”.

كان يقول دائما إن مصر هي ضمير الأمة العربية ما جعله يتغنى في حب مصر بعد انتصارات حرب أكتوبر، فقام بغناء أغنيته الوطنية الشهيرة “عظيمة يا مصر يا أرض النعم”، والتي اعتبرت من أهم أيقونات الاحتفال بذكري النصر المجيد.