أبرز 11 كتابًا قدمهم جمال الغيطاني للمكتبة العربية

إسلام وهبان

استطاع الروائي والكاتب الصحفي الراحل جمال الغيطاني، إعادة تخليق التراث المصري والأدب العربي القديم بعين معاصرة، برع في وصف أرجاء المكان، وجنبات الزمان، عشق القاهرة القديمة وسرد عنها في كافة عصور التاريخ، ولعل هذا يعود لنشأته بحي الجمالية، وترحاله بين العديد من المدن المصرية.

في الذكرى الثانية لرحيل مؤسس مجلة “أخبار الأدب”، جمال الغيطاني، الذي غاب عن عالمنا في 18 أكتوبر 2015، يرصد إعلام دوت أورج، أبرز مؤلفاته التي قدمها للمكتبة العربية، وترجم بعضها للغات عدة، وذلك فيما يلي:

1- رواية “الزيني بركات”

تعد من أبرز الروايات العربية التي كتبها “الغيطاني”، حيث صدرت عام 1974، وجسدت تجربة معاناة القهر البوليسى في مصر، وتدور حول شخصية تدعى “الزيني” والذى كان يعمل كبيرا للبصاصين، أو رئيسا للمخبرين، في عهد السلطان الغوري، أوائل القرن العاشر الهجري، في فترة كان الشعب يعاني من سطوة السلطان وصراع الأمراء واحتكار التجار وعيون البصاصين، فكانت الرواية نموذجاّ من نماذج القهر والاستبداد التي تعرض له المصريين في هذه الفترة.

ترجمت رواية “الزينى بركات” إلى الألمانية والفرنسية عام 1985 بعد أن حققت صد طيباً في الدوريات الثقافية في العالم. كما تم تحويلها لعمل درامي تاريخي من بطولة الفنان أحمد بدير، ونبيل الحلفاوي، وأخرجه يحيى العلمي.

2- رواية “الزويل”

رواية غريبة عن زمن سحري تدور حول قبيلة “الزويل” التي تعيش بين مصر والسودان، وتخطيطها لحكم العالم. وتعد أحد أهم أعمال “الغيطاني”، حيث تأخذك تفاصيلها إلى كثير من المفاجآت الصادمة، فتدرك فجأة أنه لا شيء مقصود لذاته ولا شيء مقصود لشيء بعينه وعليك أنت أن تفك تلك الطلاسم بنفسك.

3- كتاب “تجليات مصرية”

من أهم المؤلفات التي حاول فيها جمال الغيطاني، أن يبرز الأماكن التاريخية بمصر، حيث يتحدث فيه عن شوارع مصر التي أحبها، وتربى فيها، يقص الحكايات التاريخية، والتراث الشعبي على ألسنة الناس، تناول الغيطاني العديد من الحكايات مثل سيرة “أم السلطان شعبان” بين التاريخ الرسمي والحكايات الشعبية، ومنطقة “سوق السلاح” ومن عاش فيها، ومسجد “أبو حربية” والناصر بن قلاوون، وغير ذلك مما يصفه الكاتب الراحل في رحلته من معرفة تفاصيل المعمار التي يمر بها.

لم يكتف “الغيطاني” بتقديمه حكاياته عن تاريخ العمارة المصرية في كتابه، بل قدمها من خلال برنامجا تلفزيونيا عبر شاشة “دريم” عام 2006، والذي أخرجه علي شوقي.

4- رواية “رسالة البصائر في المصائر”

تتناول الرواية فترة الثمانينات، ةأبرزت التحولات الكبرى في المجتمع المصري نتيجة الانفتاح الاقتصادي، وفي قطاع من المجتمع العربى نتيجة الثروة النفطية، بدأ الغيطانى الرواية بهذه العبارة الدالة “ما شاء الله كان”، ولكن تبقى السؤال الأهم في الكتاب هو كيف الخروج مما نحن فيه؟

5- كتاب “ملامح القاهرة في ألف عام”

 

يروي لنا فيه عن القاهرة في ألف عام، يتحسس ملامحها التي عايشها ويفيض علينا بما يعرفه من تاريخها، فيكتب عن المقاهي وأصلها وما تعبر عنه، يعرج منها ليتحدث عنها كركن أساسي في أدب “نجيب محفوظ” العاشق أيضا للقاهرة القديمة، ويذكر لنا كثيرا عن مساجدها وبناتها وتاريخهم، لنغوص في التاريخ الفاطمي والمملوكي ونصل إلى شواطئ القرن العشرين وأوائله فنعرف عن سيرة ناسها وسلاطينها.

6- رواية “حكايات المؤسسة”

ترمي الرواية بظلالها على واقع معاش، يحاول جمال الغيطاني بالرمز حيناً، وبالتلميح المباشر أحياناً لتصوير الواقع العربي الذي يموج بأحداث تثير ألف سؤال وسؤال، ماذا يحدث في العالم العربي ولحساب من ولماذا؟‍‍!، لذلك فمن الطبيعي ان يختزل شخوص الرواية إلى مجرد أدوات تخدمها أو علامات تدل عليها وعلى نفوذها. فلا شخصية تظهر في ميدان الرواية ما لم يربطها رابط بالمؤسسة أو تلعب دوراً يخدمها وبذلك فإن الشخصية الروائية تتحدد من خلال المهمة التي تكلفها بها المؤسسة أو من خلال المنصب الذي تشغله فيها أو العمل الذي تقوم به لمصلحتها او ضدها ، لذا ليس ثمة شخصية روائية أهم من أخرى الا بمدى قربها أو بعدها عن المؤسسة.

7- رواية “حكايات الخبيئة”

تناقش الرواية التناقضات الموجودة في أعماق النفس البشرية، والتي لا نلتفت إليها و لا نهتم بها وبسبب هذا الإهمال وعدم فهم أنفسنا وعدم الرغبة في فهم أنفسنا؛ نظهر في النهاية متناقضين وربما نعاني أيضا من المشاكل النفسية والعقد النفسية.
حاول الكاتب جمال الغيطاني داخل روايته، فهم النفس البشرية وتحليلها تحليلا جذريا وفهم هذا التناقض وأسبابه الموجود بالشخصية بصفة عامة.

8- رواية “وقائع حارة الزعفراني”

مما جاء فيها “اختفت جميع المقويات والمنشطات الجنسية. أصدرت المعارضة بياناً تتهم فيه الحكومة بالتهاون في شأن التصدي لهذا الوباء الذي يجتاح البلاد، وطوال اليوم استمر الراديو يذيع موسيقى جنسية وأغاني فاضحة لمساعدة الرجال. أعلنت منظمة الزعفرانيزم المشكلة حديثاً، أن البلاد كلها سوف تخضع لتأثير الطلسم اعتباراً من اكتمال القمر بدراً، وأن الأمور منذ الآن ستتخذ مساراً جديداً، وعلى الإنسانية أن تفيق..”
ترجمت الرواية إلى الألمانية عام 2009.

9- رواية “هاتف المغيب”

أحد الروايات الفانتازيا للراحل جمال الغيطاني، وقد ألفها بعد الغزو العراقي لدولة الكويت، حيث انتقد فيها بعض الأوضاع السياسية بأسلوب قصصي وغير مباشر.

تدور أحداث الرواية عن شاب مصري يسمع هاتفا غريبا يضطره إلى الهجرة نحو مغيب الشمس في رحلة تملئها العجائب والحكم وأخبار الطيور والفوضويين وغيرهم.

10- المجموعة القصصية “يمام”

تدور المجموعة القصصية التي تضم 24 قصة قصيرة، في قالب فلسفي حول النفس البشرية، ومخاوفها وإحباطاتها وآمالها بأسلوب واع لطبيعتها، واعتمد “الغيطاني” على الزمن ليكون بطلًا مؤثرًا في شخوص قصصه الجديدة، لتمنح القصص كل من يقرأها فرصة ليحيا تجارب لم يعشها، وأزمانًا لا يملكها.

11- رواية “مدينة الغرباء – مطالع نيويوركية”

مابين الخاص والعام يروي الغيطاني يوميات رحلته إلي ابنه الذي يعيش في مدينة نيويورك علي متن طائرة مصر للطيران نجوب معه أجواء من حياته الخاصة ومخاوفه وانتقالاته بين مدن وأماكن أخري‮ ‬مابين الماضي والحاضر تتشابك الأحداث لتأتي تارة علي شكل أدب رحلات من طراز أدبي رفيع اللغة المحملة بالمشاعر الإنسانية البسيطة التي تقربك من كاتبها وكأنه يحادثك وحدك أو يشعرك أحيانا بأنك‮ ‬جالس إلي جواره علي متن الطائرة المتجهة الي نيويورك‮ .‬

وفي سطور الكتاب الشيق يروي الغيطاني يوميات كاتب في مدينة الغرباء ملخصا فلسفته في الحياة حين يقول‮ : ‬امشي أمشي تعلمت أن أفضل طريقة لاكتشاف مدينة أن اقطعها سيرا‮.‬

وفي الحنين للوطن يقول‮ : ‬عندما نصغي لموسيقانا بعيدا عن الوطن تكون الموسيقي من المحفزات المستحضرة للوطن نفسه‮.‬
ويقول‮ : ‬في البعد يكون تأثير الأحداث أشق وأوعر،‮ ‬هذا حال أعرفه منذ فترة حرب الاستنزاف فعندما كنت أتواجد في الجبهة أصبح أكثر هدوءا مما أنا عليه في القاهرة أو في أي مكان آخر‮ .‬