ياسر أيوب يكتب: ناصر الخليفي والحقوق المصرية

نقلا عن المصري اليوم
 
حكاية القطري ناصر الخليفي الذى تلاحقه حاليا تحقيقات أمنية وقضائية أوروبيا إلى جانب تحقيقات فيفا.. تبقى حكاية صالحة لأكثر من هدف وفق حسابات وهوى كل من التفت للحكاية وصاحبها.. فهناك من سيراها دليل إدانة جديدا لقطر ومسؤوليها، ويسعده ذلك، ويكتفى به أيضا، ليظل يمارس الفرحة والصراخ بسقوط أو فضيحة قطرية جديدة.. وهناك من سيعتبرها مجرد فصل آخر جديد ستعقبه فصول أخرى عن الفساد الذى استوطن أرجاء وتفاصيل كرة القدم فى العالم وأن هناك آخرين فى انتظار مواسم سقوطهم.. وهناك آخرون سيعيد كل منهم ترتيب تفاصيل هذه الحكاية ووقائعها ودلالاتها حسب المزاج والهوى.. ولا يعنينى كل ذلك الآن، ولا يشغلنى قدر انشغالى بما يمكن أن تربحه مصر والكرة المصرية من هذه الحكاية..
 
فناصر الخليفي هو الذى يدير شبكة بى إن سبورت القطرية التى أصبحت واحدة من أشهر وأكبر ثلاث شبكات فى العالم.. وهو أيضا رئيس النادى الفرنسى الشهير باريس سان جيرمان، بعدما نجحت قطر فى شرائه.. والأهم من ذلك كله أنه الرجل الذى فرضت عليه الظروف أن يتولى مسؤولية حمل الملفات والطموحات والمطامع الكروية القطرية بعد انكسار وغياب محمد بن همام.. فقد كان «بن همام» هو المهندس الأول والأكبر الذى تم تكليفه باستغلال المال القطرى الكثير لتحويل قطر إلى قوة كروية عظمى حتى لو كان ذلك ضد الواقع والحقائق والتاريخ والجغرافيا أيضا.. ونجح «بن همام» فى أن يصبح أولًا نائب رئيس الفيفا ورجلها القوى الذى ساعد بلاتر على البقاء رئيسا للفيفا، واشترى منه مونديال 2022.. وحين زادت مطامع قطر ممثلة فى «بن همام» الذى قرر خوض انتخابات رئاسة الفيفا ضد بلاتر.. فوجئت قطر ببلاتر يقطع رقبة «بن همام» إعلاميا وقضائيا ويبعده عن كرة القدم كلها مع تهديدات مباشرة لقطر بسحب المونديال منها.. فكان ناصر الخليفى هو البديل الذى سيحمل هذا الملف، ويواصل هذا المشوار الحافل بالدراما والخبايا والخطايا والكثير جدا من المال.. فقد قررت قطر الاكتفاء باستضافة المونديال، بينما ستخطط فى المقابل لأن تتسيد عالم البث التليفزيونى الكروى فى العالم كله عن طريق بى إن سبورت.. لم يكن مهما ماذا ستربح الشبكة أو دراسات جدوى لأزمة قبل شراء أى حقوق.. المهم فقط أن تمتلك قطر هذه الحقوق لاستخدامها دعائيا وسياسيا واجتماعيا، وقتما تريد وأينما تريد أيضا.. وفى شهر مارس الماضى.. اكتشف رجال الشرطة ومسؤولو فيفا فسادا شاب شراء قطر لحقوق بث المونديال حتى 2030.. وبدأت التحقيقات مع الخليفى وآخرين فى سويسرا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان، دون أن يتم الإعلان عنها إلا الأسبوع الماضى فقط.. وأعتقد أنه بإمكاننا فى مصر الآن السعى وراء كشف حقائق ووقائع احتكار قطر لهذه الحقوق فى الشرق الأوسط والممارسات التى تتعارض مع قوانين فيفا وعدالة القضاء.. فهناك روايات كثيرة عن فساد ورشاوى داخل هذا الملف.. لكننا دائما ننتظر أن يتفضل علينا أحدهم ليرد لنا حقوقنا، بدلا من أن نسعى نحن، ونحارب للحصول عليها.