لماذا هرب أنور وجدي من كمال الشناوي في إشارة ميدان التحرير؟

نورا مجدي

ابن المنصورة كمال الشناوي، “الدونجوان” الذي عاش بداية حياته في حي السيدة زينب بالقاهرة، تخرج في كلية التربية الفنية وعمل بعدها مدرسًا للتربية الفنية لمدة عامين، قبل التحاقه بمجال التمثيل، شارك في بطولة أكثر من 200 فيلم تنوعت أدواره فيها بين الرومانسي والكوميدي والشر والجد، كما خاض تجربة الإخراج حيث أخرج فيلما واحدا هو “تنابلة السلطان”، وشارك مع عدد من الفنانين في شكل ثنائي مثل الفنان إسماعيل ياسين، والفنانة شادية والفنانة فاتن حمامة.

ومن بين العديد من الفنانين الذين عمل معهم “الشناوي”، كان للفنان الراحل أنور وجدي، نصيبا كبيرا من ذكرياته، من خلال بعض المواقف سواء الفنية والمتعلقة بالمهنة، أو مواقف شخصية تكشف كواليس حياتهما.

واليوم تمر الذكرى السادسة على رحيل الفنان كمال الشناوي الذي توفي في 22 أغسطس عام 2011، عن عمر يناهز 89 عاما، ويرصد إعلام دوت أورج موقفين جمعا بين “الشناوي” و”وجدي”:

الموقف الأول:

في بدايات كمال الشناوي كان أنور وجدي هو فتى الشاشة الأول، ومع ظهور “الشناوي” بوسامته أراد “وجدي” أن يستغل نجاحه وتحجيمه في نفس الوقت، فطلب منه توقيع عقد احتكار لكن كمال الشناوي أدرك الفخ ورفض توقيع العقد مكتفيا بتوقيع عقد فيلم واحد فقط.

لكن نشبت الأزمة بينهما حينما قال “الشناوي” في حوار صحفي ردا على هجوم أنور وجدي عليه وتشكيكه في موهبته، إن “وجدي” مغرور ومصمم على الظهور كشاب رغم سنه و”كرشه” الكبير، لكن بعد نشر المقال طلب أنور وجدي مقابلة الشناوي وقام بمعاتبته مؤكدا له أنه دائما ما يشيد به ويرى فيه شبابه، كما برر له وجود “كرشه” بسبب مرض وراثي وليس لزيادة الوزن من الأكل، وهنا انفجر الشناوي باكيًا وطلب من وجدي أن يسامحه، وأصبحا صديقين مقربين منذ ذلك اليوم.

وبعد وفاة أنور وجدي، أنتج الشناوي فيلم “طريق الدموع” عن قصة حياة أنور وجدي وجسد فيه دوره وجسدت صباح دور ليلى مراد.

الموقف الثاني:

عندما نشب خلافا كبيرا بين أنور وجدي وليلى مراد، أدى إلى قطيعة طويلة بينهما، كان كمال الشناوي يعمل مع أنور وجدي في فيلم “أمير الانتقام”، وفي نفس الوقت يعمل مع ليلى مراد في فيلم “من القلب للقلب”، ومع كثرة سؤالهما عن بعضهما البعض وجد “الشناوي” أن الخلاف لابد أن ينتهي لأنهما يحبان بعضهما وقرر مساعدتهما في إزالة هذا الخلاف، وعرض التدخل لإتمام الصلح.

ومن حديث ليلى مراد، أحس الشناوي أنها ترغب وترحب بالعودة إلى “وجدي”، لكنها أبدت انزعاجها من أسلوبه ومعاملته السيئة، لكن “وجدي” نفى هذا الحديث، وقال إن هناك سوء فهم بسبب “ولاد الحرام” فقرر الشناوي أن يؤدي دور “حمامة السلام” ويصلح بينهما فقرر مع إحدى قريبات ليلى مراد القاطنة في مصر الجديدة، أن يجمعا بينهما في المنزل بعد الانتهاء من تصوير أحد مشاهد فيلم “أمير الانتقام”.

وبعد أن انتها من التصوير جاء تليفون لأنور وجدي، وسمعه “الشناوي” يقول “أنا جايلك مسافة السكة وهكون عندك”، وتعجب منه لأنه اتفق معه على الذهاب لمصالحة ليلى، لكن في الطريق ذهب كل منهما بسيارته ليهرب وجدي من الشناوي في إشارة ميدان التحرير ويتفاجأ الشناوي بعدم ذهاب أنور إلى منزل ليلى وقريبتها.

لذلك قرر الشناوي الذهاب مع ليلى إلى المكان الذي اعتقد أن “وجدي” يتواجد فيه وبالفعل وجدوه لدى أحد الموسيقيين.

فوجئ “وجدي” بليلى مراد أمامه، مما أدى إلى ارتباكه هو وجميع الحضور بالمنزل، وهنا حاول “الشناوي” تدارك أمر هروب “وجدي” وتخلفه عن موعده بأن قال لـ ليلى مراد: “ياستي دي غلطتي.. هو أنور قال لي الميعاد هنا وأنا نسيت وجيت على عندك”، ثم دخل “أنور وليلى” إحدى الغرف، وبدأ صوتهما يعلو خلال المعاتبة، لكن الأمور جرت على ما يُرام وانتهى اليوم بـ”سهرة” جمعتهم احتفالا بعودة الثنائي الأشهر في السينما المصرية.