مخرج فلسطيني يبني سجنًا إسرائيليًا - E3lam.Com

محمد عبد الرحمن- وهران

شهد مهرجان “وهران” السينمائي الدولي، في دورته العاشرة، عرض الفيلم الوثائقي “اصطياد أشباح” للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني، وذلك في ثالث أيام المهرجان، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية.

سجناء سابقون يجسدون تجربة اعتقالهم في السجون الإسرائيلية، ويسترجعون ذكرياتهم الأليمة وما تعرضوا له، من خلال إعادة بناء جدران زنازينهم، فالمخرج نشر إعلانًا في الصحف الفلسطينية يطلب فيه سجناء سابقين، من أجل توثيق معاناة أكثر من 7 آلاف فلسطيني مسجون حاليًا.

المخرج رائد أنضوني تحدث بعد ندوة عرض الفيلم، وقال إن فكرة الفيلم تراوده منذ أن كان عمره 18 عامًا، فهو نفسه تعرض لتجربة سجن وهو في الخامسة عشرة من عمره، ولذلك أراد أن يطرد الأشباح التي تطارده وتطارد أبطاله من خلال الكشف عن مآسي تلك التجربة.

صِدق الأحداث وواقعيتها، جعلت الفيلم، الذي تصل مدته إلى 90 دقيقة، يمزج بين الروائي والوثائقي، ويوضح “أنضوني” أنه تحدث مع أحد المسجونين ووجد صعوبة في أن يقوم ممثلون بتجسيد شخصيات السجناء، فقرر أن يكون أبطاله هم السجناء أنفسهم.

وردًا على تساؤلات جمهور “وهران”، حول تجاهل الفيلم للأسيرة الفلسطينية، قال مخرج “اصطياد أشباح” إن تجربة السيدات في المعتقل تختلف عن الرجال، إضافةً إلى أن وجود السيدات في العمل، قد يجعل الرجال يحكون عن تجاربهم بشيءٍ من الخجل، كما أنه أراد سجناء من الرجال، كي يستطيعوا أن يشيدوا معه جدران الزنازين التي عاشوا فيها لفترات.

وبالرغم من أن الفيلم عن السجناء الرجال، إلا أنه استطاع رصد المعاناة لدى النساء والرجال معًا، وذلك من خلال المشهد الأخير، والذي تظهر فيه فتاة تحكي عن معاناتها في السجن التي استمرت لستة أشهر.

وقد عُرض الفيلم في دار “سينماتيك” بوسط مدينة وهران التي تستضيف الدورة العاشرة من مهرجان “وهران” السينمائي الدولي للفيلم العربي، والذي انطلقت فعالياته أول أمس الثلاثاء 25 يوليو ويستمر حتى 31 يوليو الجاري، بمشاركة أفلام من بلدان عربية مختلفة.

وكان فيلم “اصطياد أشباح” قد حصد جائزة أفضل فيلم تسجيلي، في مهرجان برلين السينمائي الـ67، حيث عُرض ضمن قسم البانوراما التسجيلية.