ركين سعد.. "مليكة" التي كسف أداؤها كل جميلات الواحة

إسراء النجار

بعينين واسعتين معبرتين كموهبتها.. أطلت الفنانة ركين سعد لأول مرة على المشاهد المصري من خلال دور “مليكة” في مسلسل “واحة الغروب”. “ركين” استطاعت بذكاء أن تسرق الكاميرا في المشاهد الخاصة بها وأن تلفت الأنظار في العمل ككل كاشفة عن موهبة أردنية من عيار سابقيها في الموهبة والأداء: إياد نصار وصبا مبارك.

أبرز ما ميز أداء “ركين” منذ مشاهدها الأولى هو حضورها الطاغي والمسيطر على الشاشة وكأن وصف بهاء طاهر لـ “مليكة” بأن جمالها كسف كل جميلات الواحة ينطبق عليها، وساعد في الكشف عن موهبتها إضافة إلى تقمصها للدور بحرفية، ثراء وصعوبة  دور “مليكة”، فشاهدنا معها تلقائية الأطفال وبرائتهم وهم يلهثون وراء تجميع التماثيل الصغيرة ويتلقون الضرب المبرح نتيجة لفعلتهم دون أن يبالوا، وحب المراهقين مع حبيبها “رضوان” وخجل الناضجات ليلة زفافهن.

مشاعر “مليكة” التي أدارتها كاملة أبو ذكري لم تتوقف عند هذا الحد، فعبرت باقتدار عن الخوف من فقدان “رضوان” في الحرب ورغبتها في الثورة على عادات الواحة الدامية. وعزز شخصية “مليكة” أيضًا تحولها لـ”غولة” كما يصفها أهل الواحة الذين يعتبرونها “أرملة” عينها قوية حاسدة تجلب سوء الحظ، لذا تعيش منعزلة لمدة أربعين يومًا لا تغتسل خلالها ولا تقص شعرها ولا تتزين أو تضع الكحل، وبانتهاء المدة تخرج معصوبة العينين وتتجه للاغتسال في أقرب بئر حتى تذهب عنها الروح الشريرة. وهو ما جعل المشاهد يراها بمنطق جديد في الأداء.

اعتقد المشاهد أن شجون عيون “مليكة” سيذهب مع “رضوان” وتحولها لفتاة منبوذة، ولكن “الحياة” لازالت نابضة بمشاهدها أبرزها الذي جمعها بالفنان القدير أحمد كمال، ولكن يؤخذ عليها عدم وضوح مخارج الألفاظ في بعض المشاهد لعدم توجيه النفس بطريقة سليمة مع النطق، ولكن صدق التقمص غفر لها.

وبعيدًا عن دور “مليكة”، موهبة “ركين سعد” لم تأت من فراغ فمولودة عمان كانت بدايتها على خشبة المسرح وهي في عمر 10 سنوات، عندما كانت طالبة في مركز الفنون الأدائية، وحصلت على جائزة الملكة رانيا للتفوق عام 2006 عن الدراما.

بعدها سافرت للحصول على شهادة البكالوريس في الدراما والمسرح من جامعة Exeter البريطانية، ثم توجهت إلى كندا للمشاركة بالعديد من ورش التمثيل في السينما والتلفزيون، وخاضت أول تجربة تليفزيونية في مسلسل “بوابة القدس”.

ساهم أيضًا في نضج “ركين” عشقها للمسرح الذي تكونت شخصيتها التمثيلية من خلاله، ومن أبرز أعمالها التليفزيونية، مسلسل “عمر” الذي قدمت فيه دور “أسماء بنت أبي بكر”، ومسلسل “طوق الأسفلت” الذي جسدت فيه شخصية “مزنة” والمسلسل التاريخي “سمرقند” بدور “الأميرة خاتون أتون”، إضافة إلى مشاركتها في عدة أفلام أبرزها “3000 ليلة”.